العدد 2294
الأحد 25 يناير 2015
banner
لنحقق أمنية الراحل العظيم بإنجاز الاتحاد أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 25 يناير 2015

رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسدد الله خطى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. إن أفضل ما نرد به كشعوب وقادة خليجيين وفاء للراحل الكبير هو إنجاز حلمه وأمنيته بالاتحاد الخليجي وهذا هو التخليد الحقيقي للمرحوم فعلى قادة دول مجلس التعاون إنجاز هذا الاتحاد بأسرع وقت وفاء لخادم الحرمين الشريفين طيب الله ثراه.
البحرين وشعبها وقيادتها وفي مقدمتها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله سجلوا للمغفور له عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله عليه أنه الحصن الحصين المنيع لكل المخاطر والتحديات بما تميز به من الحنكة والحكمة والجسارة ولا يفوتني أن أتذكر أن سمو رئيس الوزراء لا تمر مناسبة ولا لقاء معه ولا جلسة في مجلسه إلا ويأتي على ذكر المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله بالتقدير والامتنان وهذا حال البحرين كلها شعباً وقيادة، فالمملكة هي البحرين والبحرين هي المملكة.
فمنذ مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله لدى زيارته للبحرين في العام 1939 حفرت ذكريات في النفوس والأجيال كرمز للعلاقة التاريخية بين البحرين والسعودية وهي العلاقة التي تميز البلدين عن سائر علاقاتهما مع الدول، فما بين المملكتين والقيادتين والشعبين لا يمكن اختزاله لا في البروتوكولات الرسمية ولا في المصالح الضيقة التي عادة ما تربط بين بعض الدول ولكنها علاقة استراتيجية قائمة على قواعد ثابتة وغير آنية وهي محكومة بمصير واحد مشترك لا يمكن مقارنته بالعلاقات العادية، فبقدر حزننا على الراحل الكبير وهو قدر مقدر لكل حي بقدر تماسكنا وثقتنا بعزيمة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي جسد انتقال الحكم بسلاسته وتنظيمه قوة ورسوخ نظام الحكم السعودي الذي لا يتأثر برحيل الأشخاص ولا بتبدل الرجال فهو الحكم القوي الواثق الذي فوت على المتربصين والشامتين في الموت من أعداء الأمة والطوابير الخامسة الذين آثروا السخرية بشماتتهم في الموت وهو ما يدل على يأسهم وقنوطهم وفشلهم الذريع والمستمر في كل مؤامراتهم الدنيئة على المنطقة ونحن نعرفهم ونعرف مشاعرهم الدفينة التي تبرز لدى المحن ولكنهم لا يعلمون أن كل محنة وكل رحيل للرجال إنما مقدمة لقوة أعظم وإرادة أشد وتصميم مضاعف في مقاومة الأعداء والحاقدين.
البحرين التي حزنت على الراحل وهو أمر مقدر هي البحرين الحافظة للمملكة مكانتها المتميزة وقدرنا في المملكتين أن نعيش معاً مصيراً واحدا مهما اختلف الرجال ومهما تغيرت الوجوه فالقدر ربط الشعبين والأمتين في كيان واحد هو الرياض والمنامة بوشائج تاريخية وعلاقات لا تنفك تتعاضد في السراء والضراء.
إن ما بيننا وبين المملكة العربية السعودية يؤسس لقاعدة قوية ثابتة من المصالح المشتركة والعلاقات التي ليست فقط ثابتة على مستويات الدعم والمصير والأخوة بل وعلى صعيد تحفيز المصالح المشتركة لتأخذ مداها البعيد للسنوات والعقود القادمة بما يحفظ للشعبين التواصل المستمر ويوفر للبلدين سبل العمل المشترك. إن المملكة العربية السعودية دولة عربية وآسيوية وعالمية لها بعدها الاستراتيجي الدولي ولها نفوذها وقدرتها على احتواء كل المسائل وتسهم عربيا ودوليا في الفعاليات العالمية ونحن في مملكة البحرين بحاجة لهذا الدعم الاستراتيجي الذي تمثله المملكة الشقيقة، وعليه سيكون للتعاون المشترك الدائم في كل المجالات خدمة للبلدين والشعبين بما يقوي من قاعدة العلاقات خصوصا ونحن في زمن التكتلات العالمية التي لا تسمح بوجود دول صغيرة تعمل منفردة وسط محيط حيتان الدول الكبرى والمملكة بما وهبتها الطبيعة من خيرات ومصادر وبلغت من خبرات لتمثل العمق الاستراتيجي لمملكة البحرين التي بحاجة لهذا العمق وسط أهوال وصراعات الكبار في هذا العالم المترامي بالمصالح والصراعات والأهوال.
هناك اليوم من التحديات والأخطار التي تكتنف المنطقة ما يدفع دول مجلس التعاون وعموده الفقري وقاعدته المتينة المملكة العربية السعودية نصرها الله على من عاداها ما يفرض علينا شعوبا وحكاما في المنطقة التمسك باستراتيجية الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله بالدفع في استكمال الاتحاد الخليجي وهو الأمر الذي نرد له الجميل ونحقق أمنيته بالاتحاد.
رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسدد الله خطى الملك سلمان بن عبدالعزيز.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .