العدد 2164
الأربعاء 17 سبتمبر 2014
banner
في مجلس سموه... كفانا سياسة أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 17 سبتمبر 2014

يوم أمس الأول كان مجلس سموه عامراً بكل فئات وشرائح المجتمع البحريني، اكتظ بالتجار ورجال المال والأعمال ورجال الصحافة نساء ورجالا ومواطنين وكل محب للبحرين والوطن، وكان وسموه متوهجاً كعادته، هو رجل الدولة وقائد مسيرة البناء والتنمية ومؤسس قاعدة الوطن الاقتصادية حينما تكلم وجالت على لسانه السامي الكلمات التي نطقت بما كان يعتمر به القلب من شجن رافق المراحل التي مر بها الوطن، كان حديثه ليس كالأحاديث العابرة والتنظيرية، كان شغفه بالبحرين وولعه بالأرض التي عشنا عليها واحتضنتنا هو الشلال الذي تدفقت من خلاله الكلمات ومعها تدفقت مشاعرنا نحن الحاضرين من المصارحة كما لا يمكن أن تكون إلا في حضرة خليفة بن سلمان وفي نطاق مجلسه العامر.
إن التصدي للمواقف المعقدة التي تقع هنا وهناك وفي الوقت الذي تمر فيه البحرين والمنطقة بأخطر التهديدات والتحديات التي تواجهنا خصوصا في ظل الأزمات المتلاحقة والتدخلات الخارجية واستهداف المنطقة ودول مجلس التعاون تحديداً دفعت بالقائد خليفة لحمل هموم الوطن والمنطقة، وكرس حديثه للاقتصاد والتنمية والبناء ونبذ السياسة التي لم نحصد منها سوى الدمار والخراب، ومن هذا المنطلق أقول وبكل صراحة ما أحوجنا اليوم للبناء والتنمية وكفى كفى كفى من السياسة والانتخابات والديمقراطية والحوار والخوار والهذرة والكلام الفارغ فيما لا ينفع ويضيع وقتنا ويضيع منا الوطن ونحن لا نتوقف عن الحديث عن الوفاق والانتخابات والحوار والارهاب. لقد حان الوقت ليلتفت رجال المال والأعمال وأصحاب الاستثمارات للدخول في عصر البناء ولكن بشرط أن تتفاعل معهم الدولة وأجهزتها الرسمية التي بعضها ان لم يكن اغلبها نائمة أو مخدرة أو تعمل ضد مصلحة الوطن، فهناك من يعمل ضد السياحة بحجة الفضيلة! وهناك من يعمل ضد المؤسسات والتضييق عليها برفع رسوم سوق العمل وهناك من يكتب كل يوم في الصحافة مشوهاً سمعة البحرين وكأنها “ماخور”، وهناك الكثير من الأمور السلبية التي لا تتسق مع دعوة سموه لتفعيل البحرين اقتصادياً.
بعد أشهر من الآن سنحتفل بالعيد الوطني ولبضعة أيام سنرى وزراءنا ومسؤولينا يهرعون للصحافة والإعلام يعلنون عن دورهم في الاحتفال بهذه المناسبة من خلال حملة مؤقتة للعمل تواكب هذا اليوم والسؤال هنا:
ماذا لو فعل كل وزير ومسؤول ما يفعله خلال شهر ديسمبر ونزل الشارع والميدان وموقع العمل ومارس العمل على الطبيعة وأشرف على الخدمات بنفسه، كيف ستكون البحرين لو عمل كل واحد من هؤلاء ما يعمله في هذا الشهر، يعمله طوال العام؟
البحرين مع بداية شهر ديسمبر من كل عام تختلف عنها بقية الأيام، جنة النظافة والتنظيم والترتيب والكمال والسؤال لماذا لا تكون طوال العام بهذه الصورة، ما الذي يمنع؟
ألم نستطع فعل المعجزات الكبيرة خلال فترة وجيزة؟ فلماذا لا نصنع معجزات صغيرة كل يوم من خلال العمل المتواصل والمستمر في كل القطاعات والمجالات، هكذا تعمل الدول الحضارية، ولو تحركنا وتحرك المسؤولون من وزراء ووكلاء ومدراء وموظفين طوال العام بنفس الحماس والرغبة الشديدة في البناء والتنمية لا نعجب بعدها اذا ما تحول مجتمعنا في غضون أيام الى مجتمع يضاهي في الرفاهية والرخاء المجتمع السويسري. كل ما نحتاجه تحرك المسؤولين وانفتاحهم ونزولهم الى مواقع العمل كما عملوا خلال فترة الاحتفالات ويستحضرني في هذا المجال أن سمو رئيس الوزراء لا يترك مناسبة تمر الا ويشدد على أهمية خروج الوزراء الى الحياة العامة ونزولهم الى مواقع العمل وفتح ابوابهم امام الجميع فهل يصعب ذلك، لماذا لا نستمر فيه بقية العام، أكرر... كفانا سياسة كفانا سياسة كفانا سياسة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية