العدد 2675
الأربعاء 10 فبراير 2016
banner
مكاتب خاوية ومصالح عالقة! فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الأربعاء 10 فبراير 2016


رغم المناشدات والشكاوى على الكثير من الأقسام والواجهات المهمة في بعض الوزارات والشركات من حيث بطء أداء المعاملات وتكرار غياب الموظفين، ورغم التطورات والتحديثات في الأنظمة لتسهيل مهماتهم وتيسير إنهاء معاملات المواطنين في وقت أقل وجودة أفضل، إلا أننا لا نزال نواجه المشاكل ذاتها بسبب استهتار بعض الموظفين وانعدام روح المسؤولية المناطة بهم، للأسف مؤشرات مخجلة تخدش السمعة ولا تترك انطباعاً إيجابياً في محيط بعض المنشآت الحكومية رغم أهميتها.
كما لا يجب أن نلقي كل أصابع الاتهام على الموظفين فربما يكون المسؤول هو الملام والمساهم في اتساع دائرة التسيب والتقصير بأسلوبه الإداري اللامبالي بقيمة العمل الذي يدير دفته والثقة التي منحت له لإنجاز مسؤولياته وإتمام مصالح المواطنين .
للأسف لا تزال هناك الكثير من التعقيدات في تخليص المعاملات وتقاذف للأدوار، وأحياناً الموظف لا ذنب له وهو نفسه يجهل أسباب التخبطات فيبرر قائلاً: “هذا هو النظام، لا يمكن كسره”، او “إنها أوامر المدير” ليقف عاجزاً أمام إنهائها والرضوخ لواقع مفروض يضاعف الثغرات!
رغم هذا التسيب والتعطيل لم نسمع حتى الآن عن محاسبات تحسن من أداء المقصرين، تطور وتصلح هذه الأقسام، رغم أهميتها في إصلاح الضرر وتأديب المقصرين.
إنها مظاهر تفشت بسبب السلوكيات المتجذرة والضمائر الغائبة والذمم المفقودة من أفراد تناسوا مسؤولياتهم ومهنيتهم، نماذج عكست واقعاً مريراً مخجلاً مسيئاً للوطن والمواطن، إصلاحهم يتطلب محاسبة جادة وإشرافا ومراقبة دائمة تحسن من أدائهم المرتبط بمصالح الآخرين.
لو نظرنا بشكل أعمق لأسباب التسيب الوظيفي قد نرى أبعادا ومسببات بعيدة عن الموظف والمسؤول فقد يقع اللوم بسبب سوء إداري ورقابي يهضم الحقوق فيولد قهرا وإحباطا وشعورا نفسيا أليما يحفز بشكل لا إرادي على الإهمال والتقصير، وفي نهاية المطاف المواطن هو المتضرر من الظروف النفسية والمالية والحقوقية للموظف، مربكاً سير العمل بإهماله معاملاته وتعطيلها وارتكاب الأخطاء التي تحول دون إنجاز مهامه بجودة وإتقان.
والسؤال... أين دور هيئة الرقابة والتحقيق؟!
فبعض الموظفين لا يملكون الجرأة والشجاعة لكشف حقيقة ما يدور في أقسامهم خوفاً على مناصبهم وأرزاقهم، وقد يعمدون لإخفاء شكاوى المواطنين التي أصبحت، وسط هذا التسيب والتعتيم، لا تحل إلا باللجوء للمناشدات والفضح والتشهير عبر وسائل التواصل والصحف !
يجب تكثيف الرقابة على كثير من الأجهزة الحكومية وعمل زيارات مفاجئة تكشف المستور وتجرجر المقصرين، وإلا فلنواجه ما هو أعظم من تأثيرات سلبية ولنستعد لمواجهة انتشار الرشاوي والواسطة المعيقة للتقدم والمعرقلة للنجاح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية