العدد 2600
الجمعة 27 نوفمبر 2015
banner
البحرين تغرق كل عام... من الملوم؟! فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الجمعة 27 نوفمبر 2015

واقع مرير يحوّل حالة الشوق لفصل الشتاء إلى قلق ينتاب الصغير والكبير، بيوت تسقط، مدارس تغرق، شوارع تتحول لبحيرات، اختناقات مرورية بسبب تراكم مياه الأمطار !
كل عام نقرأ تصريحات باتخاذ كل الاحتياطات والاستعدادات لموسم الأمطار وتكليف الوزارات المعنية باتخاذ التدابير الضرورية بما يضمن التعامل السريع والفعال مع أية تداعيات قد تسببها هذه الأمطار على الطرقات العامة والأماكن الحيوية. وما إن تمر دقائق على تساقطها ينكشف المستور وينفضح حجم الفساد، أضرار وخسائر تؤكد افتقار الدولة للتجهيزات وقصور أداء المسؤولين والوزارات المناقض للتصريحات، خسائر فادحة يدفع ثمنها المواطن، خصوصاً البسيط العاجز عن تعويض تلك الأضرار !هل ننتظر وقوع ضحايا ليتحرك المسؤولون؟!
إنها فعلاً مهزلة مخجلة مدوية متكررة نعيشها كل عام تحرمنا متعة الأجواء الشتوية، حالة مزرية تنطق تبعاتها بحجم القصور وتردي البنية التحتية للتخطيط العمراني في غالبية مناطق وقرى البحرين، وللأسف منها حديث الإنشاء كوادي السيل حيث تغرق مياه الأمطار ضواحيه كل عام.
ويبقى السؤال من هو المسؤول ! النواب، أم وزارة الأشغال، وشؤون البلديات، وزارة الإسكان، أو وزارة الكهرباء!
من الملام؟! وهل سيحاسب؟!
قبل يومين قرأنا تصريحا يقول: الجهات المعنية والشركات المنفذة للمشاريع التي كشفت عيوبها الأمطار والأحوال الجوية التي تتعرض لها قطر حالياً، ستحال للتحقيق ومن ثم إلى النيابة العامة.
نتمنى أن يصدر قرار يحاسب بجدية وحزم جميع المقصرين سواء كانت الجهة حكومية أو خاصة.
سمعنا تصريحات كثيرة وحلولا باستراتيجيات حديثة عن استعدادات الدولة لموسم الأمطار وحل مشكلة تراكمها ولا نراها على أرض الواقع !
ولا يزال المسؤولون عاجزين عن التعامل مع أزمة البنية التحتية ومعاناة المواطن واستيعاب ساعة ممطرة، يوم واحد كان كفيلاً بتأكيد تقاعس الجميع عن تأدية دورهم وواجباتهم.
نريد إنصافا للمواطن ومحاسبة المقصرين فقد سئمنا سماع تصريحات مطمئنة واعدة، ومفاخرات على سطحيات لا تمتّ للواقع بِصِلة، ولا تبرر حجم المآسي التي يتعرض لها المواطن، تصريحات تخرج فقط لتجميل الصورة وتبرئة التهم وإخفاء السلبيات والعيوب التي أصبح لا مفر من التعايش معها عوضاً عن الإذلال والإلحاح في التذكير بها.
نحن نعيش في منظومة متكاملة كل جهة تكمل الأخرى من حيث المسؤوليات والمهام، وما وصلنا إليه من تراجع وكثرة الشكاوى نتيجة تقصير تلك الجهات وعدم التعاون فيما بينها، وفقدان روح العمل المتكامل الصادق الهادف لمصلحة الجميع.
كل عام تعود المخاوف حول مشاكل تراكم الأمطار ونقص صهاريج شفط المياه وغيرها، ولكن لا مجيب، ولم نشهد تحسنا ملحوظا في أداء الوزارات والجهات المعنية لحلها رغم تكرارها، والمخجل ان منها ما يتكرر في المناطق والشوارع ذاتها.
نحن أمام ظاهرة سنوية طبيعية ونعمة نحمد الله عليها، فلنستقبلها بحب وتفاؤل من خلال وضع خطط جادة طويلة الأمد لحل مشكلة تجمع الأمطار، واستراتيجية واضحة متكافئة تسهم في تحسين جاهزية جميع الجهات ورفع قدراتها وكفاءاتها، لتكون كفيلة بتوفير سبل الأمن والأمان للمواطنين وتلبية نداءاتهم واستغاثاتهم، وللدولة وجميع الجهات المعنية دور في إنهاء حالة الرعب التي يعيشها المواطن كل عام عند استقباله موسم الشتاء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .