العدد 2451
الأربعاء 01 يوليو 2015
banner
“داعش” صحوة للأخوة وصفعة للطائفية فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الأربعاء 01 يوليو 2015


قبل أيام بكت الكويت وبكى العالم على التعدي الآثم على الآمنين في مسجد الصادق، جريمة لـ “داعش” استهدفت المصلين الكويتيين الشيعة.
لقد شهد العالم في 26 يونيو 2015 ثلاث هجمات إرهابية عنيفة في ثلاث قارات مختلفة، من قبل جهلة متطرفين متمردين متشدقين بعباءة الدين، تونس حيث فتح مسلحون النار على سياح بشاطئ سوسة، وفي فرنسا، قطع رأس رجل خلال محاولة تفجير محطة غاز، وفي الكويت، هاجم انتحاري مسجدا في شهر رمضان!
لن نقلب المواجع ونعيد سرد جرائم داعش وأسلوبها الهمجي في التعامل مع من يناقض تفكيرها المتعصب المختل، وسننظر لها من زاوية أخرى بمنظور إيجابي، أن إرهابها وعنفها صح أخوتنا وصفع طائفيتنا، فالهم واحد والضرر واحد، فهي لا تعمل وفقاً لنصرة طائفة ضد أخرى.
لقد تميزت الكويت بالتسامح والتعايش لقدرتها على السيطرة على الانقسامات الطائفية وإدارة وضعها الداخلي بأساليب سلمية مكنتها من حفظ أمنها واستقرارها، لذا لن نستغرب استهدافها من قبل المتطرفين، إلا أنها أثبتت بردود أفعالها بعد حادثة الإرهاب وحده صفها وتلاحمها بفزعتها للمصابين من كبيرهم وصغيرهم، وتبرع أبنائها بالدم للمحتاجين لتؤكد الخلق والطيبة التي لطالما تميز بها أهل الكويت، بلد سيبقى رغماً عن أنوف الأعداء واحدا وسيبقى خليجنا واحدا رغم كل المكائد التي تحاول غرس سمومها.
ستبقى المحن فرصة للمفاخرة بمتانة وصلابة أخوتنا وإبراز قوتنا وتكاتفنا، وستحبط أية محاولات عابثة تهدف لشق الصف وتقسيم المجتمع.
لن تقوم قائمة للباطل وأي فعل يستهدف الأبرياء ويستبيح الدماء سيبقى منبوذاً مهزوماً، فلا مكان لمن يريد هدم التعايش ونسف المنجزات ليتربعوا على العرش باسم الدين!
القوة الخليجية لا يستهان بها، قوة قادرة على الدفاع عن مصالحها والحفاظ على أراضيها، وبإذن الله ستكون لها بالمرصاد إن تمكنت من بتر جذور الانحراف بوقف خطابات المتشددين الطائفيين التي تدعو للفرقة والتميّيز، وتوقف كل تحريض أو تمويل للتنظيمات الإرهابية، وأن تشدد العقوبات تجاه العابثين بتطبيق شرع الله دون تخاذل، على الحكومات أن تتحد لوقف الانتهاكات في سوريا والعراق فالصمت والتخاذل جعلها ملاذا آمنا تنمو وتتكاثر حتى وصلت لمنطقتنا!
الهجوم الإرهابي يعد إنذارا ينقلنا لمرحلة دموية أكبر، فلكل فعل ردة فعل ولكل ضحية أهل لن يصمتوا عن دماء ابنهم، سنشهد سلسلة من القتل والدمار مع تنامي التوتر المذهبي إن ظلت حكوماتنا مكتوفة اليدين، فالمؤامرات لن تحبط والنزيف لن يتوقف دون ‏تحركات خليجية جادة منظمة وموحدة ضد الإرهاب، تحركات ترسم طريقا جديدا يلائم المتغيرات في الساحة، تكسر أنوفا وتقطع الأيادي الغادرة الحاقدة، وقفات تبتر الخلايا الإرهابية المسرطنة من جذورها لاستعادة الأمن والتوازن وتخريس من يهدد ويخلق فوضى تضر المنطقة.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية