العدد 2360
الأربعاء 01 أبريل 2015
banner
عاصفة الحزم... الرسالة (1) فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الأربعاء 01 أبريل 2015


في يوم الخميس 26 مارس استطاعت دول الخليج بمشاهد عسكرية مشرفة إثبات الوجود العربي وتأكيد هويته، وكسر أنوف الحاقدين بصوت وكيان وراية واحدة تنصر الحق والعرض والوطن.
صقور علت مزينة السماء بقيادة الثلاثيني الشجاع الأمير “محمد بن سلمان” لتحمي الدين والوطن ممن يعيثون ظلماً وفساداً.
“عاصفة الحزم” قطعت الألسن وأخرست الأعداء وحتى الآن لم يستوعب العالم هذه التحركات العربية المنظمة والموحدة.
دور تاريخي خالد لعبته الدول المشاركة سيحكيه ويتوارثه الأجيال، دور مبعث فخر واعتزاز تسطر مواقفه من ذهب في كتب التاريخ.
“عاصفة الحزم” نجدة لمستغيث وصرخة بوجه الظلم أعادت التوازن وهزت العروش وزادت دولنا رفعة وهيبة، فلأول مرة منذ 40 عامت تقوم دول خليجية بمشاركة عربية بحشد هائل دون طلب العون من أميركا ودون مساعدات لوجستية أو تنسيق معهم، عملوا بسرية ودقة وضخامة أجبرت العالم على احترامها وموافقتها بالإضافة إلى دعمها لهم حفاظاً على مصالحها.
اندفاعة غير متوقعة أبهرت وفاجأت الكثيرين بأسلوب تنسيقها وتجميع قواتها الجوية والبرية والبحرية الضخمة، أقلعت المقاتلات بعزم وثبات وبدأت ضرباتها بخطوات تسابق الزمن وعمل يفوق التصور كان بمنتهى الدقة والمهارة.
“عاصفة الحزم” إعادة للشرعيّة المتمثّلة في الرئيس عبدربه منصور هادي المُنتخب من الشعب اليمني والتي سُلبت أمام العالم، لقد دمر الحوثيون اليمن وعجزت السعودية عن إقناعهم بالتخلي عن الفوضى العسكرية، وهم من دفعها إلى ما يجري اليوم.
آن الأوان لتخليص اليمن من الانقلابيين، وكلنا أمل أن تتحد الدول العربية ويستمر زحفها لتطال العاصفة “العراق وسوريا”، لدحر الطامعين بالسيادة وحماية المنطقة من التنظيمات الإرهابية المدعومة من قبل إيران.
لقد صمتت السعودية عاما على تجاوزات الحوثيين في اليمن، حيث فشلت كل المحاولات لوقف الانقلاب الحوثي، فيما كان الحوثيون يتوسعون عسكرياً بمساندة إيرانية للضغط على الرئيس عبد ربه منصور هادي لأغراض سياسية طامعة.
الحوثيون جماعة لا تريد الحل السياسي بل السيطرة واستبعاد كل قوى من شأنها الوقوف أمام سير مشروعها في المنطقة.
دول الخليج وباكستان والأردن ومصر، استطاعت بث الرعب وقهر الجماعات الحوثية أمام “عاصفة الحزم”، وإحباط طموح إيران وإفشال مشروعها في التوسع.
“عاصفة الحزم” رسالة للحوثيين ليعرفوا ويعرف من يعولهم مقامهم وحجمهم الحقيقي، ورسالة للعالم وأميركا بالتحديد تقول إن القوى الخليجية والعربية لا يستهان بها، قادرة على الدفاع عن مصالحها والحفاظ على أراضيها بتفرد واستغلالية وجرأة، فقد كسرت بهجمتها كل الحواجز والمعوقات التي تقف أمامها متخذة القرار دون مناقشات دولية مطولة أو استئذان وخضوع.
لقد فشلت مساعي السعودية والدول العربية للتقارب والتصالح مع أميركا، فهي دولة مازالت تتخبط في مسارها والسبب هو “المصلحة”، لذا لم ولن تستقر قراراتها والتحايل والتفاوض والتسويات لمراضاتها أصبح غير مجد ومضيعة للوقت والكرامة والأرواح.
لقد أثبتت “عاصفة الحزم” أن القوة هي الحاكمة، متى ما وثقت دولنا العربية بخطواتها وقوتها المستمدة من إيمانها قبل سلاحها بإذن الله لن تعرف الهزيمة وسيهابها العالم وسيحسب لها ألف حساب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية