العدد 2334
الجمعة 06 مارس 2015
banner
نوابنا الأعزاء.. “شتبـــون أكثـــر”؟! فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الجمعة 06 مارس 2015


مجلس النواب السابق بإخفاقاته وتخبطاته قد مضى، ورغم كل الإحباطات جددنا الأمل في القادم، لن ننسى الأعداد الكبيرة التي تهافتت على صناديق الاقتراع؛ لتلبية النداء من أجل وطن أجمل، صوتنا لأننا استبشرنا الخير بوجوه جديدة ستضع أقدامها في المجلس، وتعمل على تنفيذ وعودها.
رغم الفترة الوجيزة التي لا تتعدى ثلاثة أشهور على المجلس الحالي، إلا أن الانتقادات على أداء النواب بدأت مبكراً بسبب استهتار البعض وعدم التزامهم بالضوابط وباللائحة الداخلية للمجلس، والبعض حصر أداءه في تصاريح يستعرض بها عضلاته عبر الصحف ووسائل التواصل، بينما لا تنطبق مع ما يقدمه من معطيات في الواقع.
ها هو ذا رئيس مجلس النواب “أحمد الملا” قبل أيام يوبخ النواب، ويقول: إللّي راح يصلّي واللي يسولف واللي راح ياكل، هذي جلسة تاريخية، جلسة إقرار البرنامج الحكومي، فهل الأكل أهم من الجلسة؟!
تصرفات صبيانية لا تليق بمكانة النائب ولا الدور والمسئولية المكلف بها، واقع مزرٍ وبداية لا تبشر بالخير، فكيف لهم مواجهة الملفات العالقة واستجواب الوزراء، كيف لهم محاسبة المفسدين وتفعيل دور المساءلة على التجاوزات والفساد الذي كشفه ديوان الرقابة المالية وسط هذا التسيب والتغيب!
لقد أكد مصدر في هيئة مكتب النواب أن الهيئة أصدرت تعميما أهابت فيه النواب بضرورة الالتزام بحضور جلسات المجلس واجتماعات اللجان في مواعيدها المحدّدة، وعدم الغياب إلا بعد أخذ الإذن كتابة من رئيس المجلس أو رئيس اللجنة المختصة؛ لوجود العديد من حالات الغياب عن المجلس واجتماعات اللجان، ومغادرة الأعضاء جلسات المجلس دون الاعتذار، وكذلك العديد من حالات التأخير في الحضور إلى جلسات المجلس أو اجتماعات اللجان!
على الرغم من أن اللائحة الداخلية لمجلس النواب تنص على وجوب انتظام العضو في حضور اجتماعات المجلس ولجانه، ولا يجوز أن يتغيب أكثر من جلستين للمجلس أو ثلاثة اجتماعات متتالية للجنة، إلا إذا حصل على إجازة أو إذن من رئيس المجلس لأسباب تبرر ذلك، أو إذا كان الغياب لعذر مقبول يقدم لرئيس المجلس أو لرئيس اللجنة في الجلسة أو الاجتماع التالي.
كم يؤسفني بعد مقالات سابقة تحفيزية تفاؤلية بخصوص المجلس القادم، أن أكتب بعد أقل من ثلاث أشهر مقالا محبطا وناقدا لتصرفات بعض النواب الذين تعجلوا في كشف نواياهم، فمنهم من يتمتع بالامتيازات والخدمات من سيارات فارهة وسفرات ورواتب خيالية في مقابل أداء غير مقبول وغياب دون مبرر عن الجلسات، لقد لهتهم المكتسبات الشخصية عن سبب وجودهم الحقيقي في المجلس.. “شتبون أكثر؟!”
إن عمل النائب يتطلب وازعاً إنسانياً مسؤولاً بعيدا عن التفرد في المصلحة والأنانية، فهو يمتلك إختصاصات تشريعية ورقابية مهمة ومؤثرة ما إن تم استغلالها على الوجه الصحيح، وأن يسخر أدواته الانتخابية في خدمة الشعب وحل قضاياه، فيكون عوناً معيناً لنجاح التجربة الديمقراطية ومشروع جلالة الملك الإصلاحي بدلاً من تعطيله وتغيير مفاهيمه، فيكون عقبة وعبئا على ميزانية الشعب أولى بها، فيصبح عالة تضر المواطن بدل نفعه!
لن نفقد الأمل، فلا تزال الفرصة أمامكم يا سعادة النواب لتغيير تلك المؤشرات السلبية وتثبيت المصداقية، واستعادة الثقة بمزيد من الاهتمام والالتزام بمسؤولياتهم وواجباتهم، ومراعاة حقوق المواطن الذي ضاقت أمامه كل السبل لتحقيق متطلباته، وأغلقت أمامه كل الأبواب ولا يملك اليوم غير صبر ودعاء ونواب من المفترض أن يكونوا حريصين على مصالحة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية