العدد 2177
الثلاثاء 30 سبتمبر 2014
banner
دشتي... والصراخ الباطل الأبكم فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الثلاثاء 30 سبتمبر 2014

لن أتحدث عن تفاصيل تصاريح النائب “عبدالحميد دشتي” المهينة للبحرين فقد امتلأت الصحف، ولن أتطرق للخوض في ملفات “دشتي” وأصوله وتاريخه وأعداد المتضررين منه لسنين طويلة سواء من داخل أو خارج دولة الكويت لتعديه على حقوقهم وفرض آرائه المستوردة، فهي أمور متداولة ومفروغ منها وغير مستغربة خصوصاً في هذا التوقيت بالذات، تصاريح يسعى خلالها لتحفيز وشحن الشارع الوفاقي المحبط وهو رد فعل متوقع بعد الفشل، إنها تبعات الهزيمة وعلامة تؤكد انتصارنا فلم يتبق لهم غير العويل أما نحن فأمامنا الكثير ولن نقف عند تصاريح ينقصها وينقص صاحبها الوعي والحكمة.
بدأت الجرذان الخروج من جحورها بعد أن سادت أصوات دوي الرصاص المنطقة وإعلان البحرين انتصارها رسمياً بدخول الانتخابات وعودة الحياة، فقد أغاظتهم تحركات البحرين وثباتها وإصرارها وثقتها في خطواتها وجرأة قراراتها، فلم تعد لصراخ أعدائها قيمة ولم تعد أساليب التهديد والتخويف تعرقل تحركاتها، لقد أصبحت صرخاتهم اليوم بعد الخيبات كالأبكم الذي لا صوت له ولا صدى!
من البديهي أن نشاهد في الأيام المقبلة اتهامات وإهانات وتجريح من أمثال دشتي بعد أن استطاعت البحرين التغلب على محنتها، فقد كسرت آمالهم وحطمت أحلامهم من الداخل والخارج، وهزت عرشهم بتصويبها الهدف وإحباط مخططاتهم، فكم من أموال صرفت وكم من جهود استنزفت وكم من سنين مضت للتخطيط والتآمر على البحرين لتكون بوابة دخول الاستيلاء على الخليج، كيف لهم الآن تصديق الواقع الأليم والاعتراف بالفشل، فقد جن جنونهم وأصبحوا كالسكارى يتمايلون ويتخبطون بعد أن احترقت كل أوراقهم ولم تتبق إلا صفحة أخيرة ليدونوا بها “خسرنا المعركة”.
رسالة لعبدالحميد دشتي وأمثاله... استسلموا للأمر الواقع واعترفوا بالهزيمة فأهدافكم لم ولن تتحقق، وحلمكم وافاه الأجل ولا يجوز اللطم والنواح على ميت إنه قدر الله، أعيدوا حساباتكم وتيقنوا أن عويلكم غير مجد وسيزيدكم ذلا وعزلة ونفورا، اصمتوا وتعلموا الدرس واحفظوه جيداً واعلموا أن للبحرين ربا يحميها وقيادة حكيمة تحتويها وشعبا يفديها بروحه لتحيا في عز وكرامة، وتذكروا دائماً أن في الخليج أبطالا لا يستهان بهم خفضوا أصواتهم لثقتهم بقرارات حكوماتهم، وأهم درس يجب الاحتفاظ به في الذاكرة هو حجم ومتانة العلاقات الحميمة الأخوية التي تربط شعوب دول الخليج، شعوب تعيش على المحبة والمودة والوفاء وما يربط بينها أعمق من كلام مبتذل وتصاريح مسمومة طائفية من أفراد نكرة ملفاتها مخجلة تتعمد ابتزاز حكومة وشعب البحرين، وخلق الفتنة بعد عودة هي أقرب للاستقرار فهم أصناف تكره الأمان والهدوء تحت أنظمة غير تابعة لها.
وأخيراً أبعث خالص شكري وتقديري باسمي واسم شعب البحرين الوفي لأشقائنا وأحبائنا في الكويت ولكل دول الخليج حكومات وشعوباً على وقفتهم المعهودة والتعبير عن استيائهم تجاه تطاول عبدالحميد دشتي الصريح على شعب البحرين.
وأخص شكري لحكومة الكويت على تحركاتها ووعودها باتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة حيال التصريحات المسيئة التي أطلقها المدعو عبدالحميد دشتي، وبحكم ما يربط البلدين كلنا ثقة على أن تنتهي القضية بإجراء يستحقه بعد تجاوزاته المحرضة ليكون درساً لكل من تسول له نفسه هتك القوانين وزرع الفتن والفرقة بين شعوب الخليج، حفظ الله مملكتنا وخليجنا من كل مكروه وأبعد عنها أيادي الشر التي تهدف لتعكير صفونا ونزع أمننا واستقرارنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية