العدد 2013
السبت 19 أبريل 2014
banner
“وفد اللوردات.. عملة ذات وجهين” فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
السبت 19 أبريل 2014


جميعنا يعلم عمق وعراقة العلاقات “البحرينية - البريطانية” التي تمتد لأكثر من مئتي سنة فهي تتميز بخصوصية تاريخية مستمرة، وما زاد من امتدادها ومتانتها وتميزها هو حرص ومساعي جلالة الملك ورئيس الوزراء على توطيدها وتنميتها في مجالات عده كالاقتصادية والتجارية والصناعية.
تأتي زيارة الوفد البريطاني من مجلسي العموم واللوردات إلى البحرين تأكيداً وتعزيزاً للعلاقات الثنائية بين البلدين، المراد أن أعضاء هذا الوفد أشادوا بالإصلاحات والتطورات التي حدثت في البحرين، وأعربوا عن إعجابهم بالجهود التي تبذلها لمكافحة الإرهاب، نحن نقدر هذا الإعجاب والانبهار من قبل هذا الوفد لما حققته البحرين من إنجازات وتقدم على كل الأصعدة، ونفخر بتلك العبارات التحفيزية المؤيدة للدور الأمني والعسكري الذي قامت به البحرين لحفظ أمنها واستقرارها، ونشكرهم على تفهمهم وعزمهم على دعم ازدهار وتطور المملكة، ولكن كيف لنا تصديق هذه الإشادات طالما تلتزم الصمت حيال كل ما ينشر من أكاذيب ومغالطات تسيء للبحرين؟!
لو كانت الإشادات صادقة.. فما هي ردود الأفعال تجاه من يعمل على تشويه صورة البحرين ويحرض على النظام والقيادة التي امتدحوها وأيدوا خطواتها؟!
“وفد ذو وجهين” يدعم بصمته أعداء الوطن.
هم لم يقفوا في وجه المتآمرين على أراضيهم حيث جعلوها مقرا للممارسات العابثة المحرضة المستفزة وعلى الملأ، متمتعين بكامل حريتهم دون قيود، داعين فيها دعوات صريحة للإرهاب مبتزين الآخر ومتعدين على حقوقه، فهي اليوم وكر لعملاء استطاعوا بفعل تساهل الحكومة البريطانية أن ينشئوا شبكات تخطط وتتآمر لضرب النظام.. أين هذه الوفود عنها، لماذا لم تترجم إعجابها بسياسة البحرين ونظامه لتمنع المتآمرين وتسهم في وقف تحركاتهم؟!
لماذا لم نشاهد تصريحات الإعجاب في صحفهم ووسائلهم الإعلامية؟!
لماذا لم يقفوا أمام زملائهم في البرلمان البريطاني الداعمين للوفاق وأتباعها؟!
كفانا تصديقا وتفاخرا بتصاريح ظاهرها مغاير للواقع، نقرأها في الصحف بالخط العريض بينما هي تحقير واستخفاف وانتهاك لعقولنا، وتصديقها يقود بلادنا للمهانة ويفتح الأبواب على مصراعيها للتآمر والتخطيط ضد البحرين.
لن نكون دمى متحركة خاضعة تسترجي رضى الوفود إن كانت هي التي تغلق آذانها وغير مستعدة لتصديق الحقائق حفاظاً على مصالح شخصية إقليمية ودولية، فنحن مسؤولون عن مصالحنا وكيفية المحافظة عليها بالثبات والإصرار ووقف التنازلات، وعدم التسرع في توقيع اتفاقيات ومعاهدات تأسرنا وتبدد مصالحنا.
هم مخادعون لا تسعدهم إنجازاتنا ولن يكونوا عوناً يخدم المصلحة العامة، فعلينا الحذر منهم والمضي قدماً دون التأثر بتصريحاتهم، فالمرحلة التي نعيشها اليوم في غاية الدقة والخطورة تتطلب وعيا مستقلا لتجنب العوائق التي تقف أمام استقرارنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .