إن المتتبع لنهج “البلاد” منذ انطلاقتها وإلى الآن يوقن أن نظرتنا لمكونات الشعب كلها هي نظرة واحدة دون إقصاء لأحد أو تعمد للإساءة لمذهب أو معتقد. ومواقفنا من الجميع يحددها الصالح الوطني والالتزام بالقيم التي تميز مجتمعنا البحريني، والتي جعلت منه منارة للترابط وواحة لحرية الأديان والمذاهب والمعتقدات.
إن “البلاد” تدعم على الدوام قيم مجتمعنا الراسخة وتقاليده الثابتة، وفي الصدارة منها احترام جميع المعتقدات والأديان التي تمثل لنا خطاً أحمر لا يمكن أن نسمح بتجاوزه، أو حتى الاقتراب منه، إيمانًا من الصحيفة بأن الجميع يعيشون في ظل مساواة تامة من دون تفرقة بين هذا وذاك، ومن دون تمييز بين مكون وآخر، ما جعل مملكتنا صاحبة نهج فريد ونموذج مضيء في المساواة واحترام الآخر.
كان هذا النهج الأصيل والالتزام الدائم بتلك المعايير الوطنية والقيم المجتمعية سببًا رئيسًا في تعزيز الثقة وتدعيم التواصل بين “البلاد” وجميع الكتاب والقراء الذين عهدوا في “البلاد” المصداقية والمهنية، وألفوا منها الشفافية والموضوعية.
وإذ تؤكد “البلاد” أنها ستواصل هذا الدرب بكل إصرار وطني وجهد صحافي، كما عهدها القارئ الكريم، فإنها تود في الوقت ذاته أن توضح أنها تكن كل الاحترام والتقدير للمذاهب الدينية كلها في المملكة، وترفض رفضا قاطعاً الإساءة أو التجريح أو التطاول على أي رمز من رموز المذاهب، ولن تسمح أبدًا بأية استهانة لمشاعر أي من مكونات النسيج المجتمعي البحريني المتماسك، بل إنها ستكون في مقدمة الصفوف الرافضة لأي خروج عن قيمنا النبيلة وأخلاقنا السمحة كي تظل المملكة وكما هي عبر الأزمنة البلد الحاضن لكل فكر مستنير، والمجتمع الآمن لكل جهد وطني غيور على مصلحة بلده.
وتتطلع “البلاد” إلى ابتعاد الجميع، وعلى رأسهم قادة الرأي عن التأجيج، وأن يكونوا هم الأحرص على تدعيم وحدتنا وتعزيز تماسكنا، خصوصا أنهم أعلم الناس بأن خط “البلاد” الإعلامي لم ينحز في يوم من الأيام لبضاعة طائفية رخيصة، بل كانت وستبقى بإذن الله تعالى حاملة لواء الوحدة ومشعل التآلف وحامية لجميع المعتقدات والمذاهب والأديان ومعبرة عن جميع الآراء.