العدد 2074
الخميس 19 يونيو 2014
banner
إيــران وحبائـل الشيطـان د.عمران الكبيسي
د.عمران الكبيسي
الخميس 19 يونيو 2014

ليس خافيا أن الإيرانيين يحملون في جيناتهم الوراثية خبث الفرس وفطنتهم، واكتسبوا طبائع المجوس وغدرهم، ودهاء الهند وحكمتهم، وبعض بلاغة العرب وفصاحتهم، ويجيدون توظيف مداخل الشيطان بأسلوب التوسل حتى التحكم، وحذرنا منهم سيدنا عمر بمقولته ليت بيننا وبينهم بحر من نار، ونسينا النصيحة، حتى نجحوا في اختراق الجسد العربي من مواضع عدة، ومنها العراق الذي قبل على سجية التسامح الديني والمذهبي الخميني لاجئا أيام حكم الشاه، وحين تمكن بالثورة المزعومة الإسلامية شن على العراقيين حربا دامية عشر سنوات كلفتهم نصف مليون شهيد وجريح ومليارات الدولارات، وأعاقت تقدم البلد.
واحتضن العراقيون السيستاني منذ 1950م درس وتعلم وخلف أبا القاسم الخوئي على زعامة حوزة النجف العلمية، ولم يحفظ الجميل ورد الإحسان حقدا وكرها، حلل الاحتلال، وأفتى بعدم مقاومة الغزاة مقابل منحة أميركية بملايين الدولارات، واليوم يدعو أنصاره للجهاد في حرب مقدسة على أبناء السنة في محافظاتهم لخروجهم على حكومة باغية تجاهلت حقوقهم وهمشتهم وأذلتهم واستباحت دماءهم وأموالهم وأعراضهم، وكان يحذر من إعادة انتخاب قياداتها لتفشي السرقة والفساد، وانهيار الأمن، وسياسة العجز والفشل، فما بدا مما عدا بين ليلة وضحاها؟ ليصبح المالكي وليا للفقيه يفتي بنصرته، فكان جزاء العراقيين دائما من المرجعية الفارسية جزاء سنمار وإنكار الجميل.
إيران تدخلت تحت ستار المرجعيات والقوات الأميركية فزجت بمليون إيراني سبق أن أعادهم العراق إلى إيران أثناء الحرب، وبعد عشرين سنة تضاعف عددهم فأعادتهم إيران إلى العراق أيام الاحتلال الأولى، وجندتهم عملاء في الجيش والشرطة وبثتهم داخل مفاصل الدولة، فتحكمت السفارة الإيرانية بالشأن العراقي وصارت قبلة الساسة الجدد يأتمرون بأمر قاسم سليماني قائد فيلق القدس المتحكم بإدارة البلد، فقد منح غياب القط العربي صدام حسين الفأر الفارسي فرصة اللعب بحرية، والتسرب من الثقوب عبر المناطق الرخوة ليهددوا كل شبر في الوطن العربي، وبات الإيرانيون يساومون أميركا والأوروبيين بمقدرات العراق وطمس هويته العربية، لضمان مصالحهم وأطماعهم في المنطقة العربية.
اليوم بعد ثورة العشائر العراقية في المحافظات السنية، بدت إيران كالحمل الوديع تود التعاون مع أميركا - ونست أنها الشيطان الأكبر - للحفاظ على وحدة العراق دهاء وخبثا ومكرا وهي من يدس السم بالعسل، وأذكت نار الفتنة، ترسل المقاتلين والخبراء والسلاح عبر الحدود خفية لإسناد حكومة المالكي الطائفية وإبادة العرب السنة بذرائع شيطانية، ولعبة قذرة هدفها فرسنة العراق واحتواء المنطقة، مستعينة بفتاوى مرجعيات تدفع بالشباب الشيعة البسطاء بعد شحنهم طائفيا باسم الحسين إلى ساحات الحرب لينتقموا من إخوانهم في الانبار والموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك، بعد أن جعل المالكي المعتقلات والسجون مسالخ تعذيب.
إيران ومرجعياتها وراء تقسيم لبنان، تسللت تحت ستار المقاومة سلّحت ودربت حزب الله وصيرته حكومة داخل الحكومة، وصار يهدد الدولة ولا يعترف بشرعيتها ويفرض سلطته يقتل ويغتال، وأدخل البلاد في دوامة العنف وحروب مدمرة متلاحقة، وورط مليشياته في الحرب السورية لحماية نظام الأسد الطائفي المتهالك بحجة الدفاع عن المراقد، إيران وراء إثارة النعرة الطائفية المقيتة في اليمن، سلّحت الحوثيين فخاضوا سبعة حروب داخلية أنهكت البلد ومزقته، ونتساءل لماذا القاعدة وحدها هي الإرهابية؟ وما تقوم به إيران وحزب الله والحوثيون وعصائب الحق وبدر ونظام الأسد أليس إرهابا؟ لماذا تسعى إيران وراء الفتنة الطائفية؟ أليس هذا تشددا وتطرفا؟ ألم يثبت تورطها في عمليات إرهابية مسلحة في أوروبا وأميركا؟  إنها لعبة الشيطان تبيح لإيران وأتباعها أن يكونوا شرطة المنطقة ومرتزقتها بعد خلط الأوراق وتعكير الأجواء والعبث في الظلام. إيران ومليشيات حزب الله والحوثيون يهتفون الموت لأميركا الشيطان الأكبر، ويفجرون المساجد ودور تحفيظ القرآن الكريم ويقتلون اليمنيين ولم يقتلوا أميركيا واحدا، حزب الله دمر لبنان اغتال الحريري وشخصيات عديدة وتمرد على المحكمة الدولية، وانخرط بالحرب السورية باسم حماية المراقد فقتل آلاف السوريين وهجرت الملايين ودمرت البنية التحتية وعقد المشهد، وحولوا العراق إلى محرقة للإنسان العربي، وبذريعة داعش حاصروا الفلوجة والرمادي وهجروا أهلها، ويكررون المشهد في الموصل وصلاح الدين، إيران تتباهى بجيش القدس، وحزب الله يعلن الجهاد والمقاومة على الصهيونية، ولم يحركا ساكنا يوم دكت إسرائيل غزة بطائراتها ومدفعيتها، ولم يطلقا طلقة واحدة على إسرائيل، يريدون تحرير فلسطين ويستبيحون مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق، *وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ* 46 إبراهيم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .