العدد 757
الأربعاء 10 نوفمبر 2010
banner
لماذا لم تفز (وعد) في الانتخابات!؟ أحمد زمان
أحمد زمان
إشراقة
الأربعاء 10 نوفمبر 2010

حقيقة كنت أتمنى أن يدخل المجلس النيابي الجديد ولو مرشح واحد من المرشحين الثلاثة (لوعد) حتى يكتمل عقد الاتجاهات الفكرية والسياسية داخل المجلس بالإضافة إلى فكر الوفاقيين والإسلاميين السنة والمستقلين... فقد كنا أحوج ما نكون لفكر (وعداوي) وطني مستنير داخل المجلس... لكن القدر كان ضد المرشحين الثلاثة... وربما كان بجانب القدر جهات أخرى حاولت أن تقصي (الوعداويين) عن ولوج أبواب المجلس...
كانت هناك بعض الجهات تفكر أن دخول 18 وفاقيا المجلس يعني اقترابهم من نصف أعضاء المجلس، لذلك فإن دخول أعضاء وعد المرشحين الثلاثة سوف يقلب المعادلة وتصبح الأكثرية (معارضة) وهذا سوف يدخل المجلس في صراع بين أكثرية المعارضة والحكومة... ولذلك كنت أميل مع دخول ولو واحد (فقط) من (وعد) حتى نحس بوجود عنصر ديمقراطي ليبرالي داخل المجلس له آراؤه التي تثري نقاشات المجلس وتدعم ملفاته الساخنة.
على أية حال فأيا كانت الأسباب التي جعلت (وعد) تخسر مقاعدها النيابية الثلاثة التي عملت على الوصول إليها، فإنني أحببت أن انقل هنا بعض رؤى أمينها العام إبراهيم شريف الذي حاضر هو وزميله المحامي سامي سيادي في مجلس شويطر يوم الأحد الماضي، وأن تكون لي بعض التعليقات عليها.
يقول إبراهيم شريف ان الجمعية العمومية لوعد قررت في يناير الماضي 2010 المشاركة في الانتخابات بالرغم من وجود تيار قوي للمقاطعة يترأسه نائب الأمين العام للجمعية فؤاد سيادي، لكن جمعيته كانت متأكدة تماما من أن جهات معينة لن تسمح بنجاح أي عنصر من عناصرها في الانتخابات، ولذلك حاولوا إسقاطنا إعلاميا عن طريق إحدى الصحف المحلية التي كانت على مدى الشهور الماضية تهاجمنا بشكل ممنهج كل يوم تقريبا، ثم حاولوا إسقاطنا بشتى السبل خلال فترة الانتخابات.
وارجع شريف سبب هزيمة مرشحي (وعد) إلى المراكز العامة وإبعاد آلاف الأسماء من الدوائر الانتخابية وإدخال أسماء أخرى بهدف تغيير النتيجة... وتوجيه العسكريين للتصويت ضدنا، بالإضافة إلى الحملة الإعلامية الظالمة ضدنا.
وبالرغم من أننا لا نتفق مع شريف فيما طرحه من أسباب حول هزيمة (وعد) إلا أن المتابع للعملية السياسية والانتخابية في البحرين يرى أن التيار الديمقراطي في البحرين الذي تمثله وعد والمنبر التقدمي الديمقراطي والتجمع القومي لم يكن بينهم أي تنسيق وهذا أدى إلى فشل قادة هذه التنظيمات (إبراهيم شريف وحسن مدن وحسن العالي) وغيرهم من كوادر هذه التنظيمات.
ثم ان هناك سببا آخر لهذه الهزيمة (الوعداوية) إذا جاز التعبير وهو عدم مراعاة التيار (السني) الذي ترشح فيه ممثلو وعد في الانتخابات... فالحديث عن الملف الأمني والتجنيس والتمييز والظلم هي من الأمور التي لا تستهوي الشارع السني، بل إن هذا الشارع ربما يعذر الحكومة في طرق محافظتها على الأمن في البلاد بعد الحوادث التخريبية التي طالت الممتلكات والشوارع والميادين العامة...
ثم لماذا يقتصر حديث (وعد) عن معاداة الحكومة لها هي بالذات في الوقت الذي فازت فيه (الوفاق) بثمانية عشر مقعدا وهي في أطروحاتها أكثر تشددا من (وعد)؟ ثم هل أصابت الانتكاسة (وعد) فقط؟ ألم يصب التيار السني ممثلا في جمعيتي الأصالة والمنبر الإسلامي في هذه الانتخابات في مقتل وتراجعت حظوظ الجمعيتين إلى مقدار الثلث فقط في عدد المقاعد التي حصدتها الجمعيتين... فلماذا لم نسمع من الجمعيتين أن الحكومة حاربتها أيضا كما حاربت وعد والتيار الديمقراطي...
ربما يقول قائل ان الأزمة الأمنية جعلت (الشيعة) يلتفون حول الوفاق بالرغم من دعوات المقاطعة الشيعية من حركة حق والوفاء الإسلامي وحركة الخلاص... وربما يكون ذلك صحيحا إلى حد ما، لكن علينا أن ندرك أن التفاف (الشيعة) حول مرجعياتهم كان السبب الرئيسي في نجاح الوفاق بهذه النسبة الكبيرة.
أما سامي سيادي فقد كان أكثر وضوحا فقال إن إحدى الجرائد المحلية ضربت بقوانين الصحافة والعقوبات عرض الحائط وهاجمت (وعد) بشكل منظم دون وجه حق وقدمت وعد شكوى للنيابة العامة لكن النيابة لم تحرك ساكنا ضد هذه الجريدة... وقال إن نظام الانتخاب الحالي لا يخدم الوطن وان نظام الدوائر نظام غير عادل... وان الكثير من الدول لا تتدخل في الانتخابات بل تعطي هيئات مستقلة محايدة أمور وشؤون الانتخابات حتى لا تتهم بالتزوير أو تجيير الانتخابات لصالحها... وأشار إلى أن القانون العسكري يمنع العسكريين من التصويت لكن الحكومة اعتمدت على قانون مباشرة الحقوق السياسية الذي يعطي كل مواطن حق التصويت والترشيح للانتخابات عسكريا كان أم مدنيا.
ونحن بدورنا نقول إن (وعد) جمعية وطنية لها رموزها وتاريخها وكنا نتمنى أن يفوز احد قادتها بمقعد نيابي، لكن على وعد أن تثبت للجماهير أنها ليست جمعية معارضة من اجل المعارضة فقط، وأنها جمعية تمثل كل أطياف البحرين وتعمل من اجل الوطن وليس ضده... وان تتخلى عن أفكار الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي... فقد تغيرت الظروف والمعطيات المحلية والإقليمية والدولية، ولكن (وعد) لم تتغير... أو أنها لا تريد أن تتغير. ولعل في فوز العدد الكبير من المستقلين دليل على أن الشعب البحريني مع التغيير والتجديد، فهل تعي (وعد) هذا الدرس في الانتخابات القادمة؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية