+A
A-

المهزع في لقاء مع “البلاد” (1-2): “طوارئ السلمانية” استقبل 358 ألف مراجع في 2015

البلاد - رجاء مرهون
قال رئيس الأطباء بمجمع السلمانية الطبي جاسم المهزع إن عملية تقنين ساعات العمل الإضافي “الخفارة” بالنسبة للأطباء لا تزال قيد الدراسة والتقييم. وأضاف في لقاء مع صحيفة “البلاد” جرى في المجمع الطبي: هنالك توجه بأن يقر حد أقصى مختلف لساعات العمل الإضافي في كل قسم بما يتناسب مع حجم العمل وعدد المرضى وعدد الأطباء، مشيراً إلى أن هذا السقف “المختلف” سيقر قريباً بعد إجراء متابعة عن كثب للواقع الآني. وتابع: يجب أن نعترف بأن البحرين، كدول الخليج العربي، تمارس نوعاً من التقشف المالي مدفوعاً بانخفاض سعر برميل النفط والإيرادات، غير أن التوجيه جاء من القيادة لمسؤولي وزارة الصحة بأن التقشف يجب ألا يمس الرعاية الصحية المقدمة للمرضى بأي طريقة كانت.
واستطرد قائلاً: “إن النظام السابق لاحتساب العمل الإضافي كان يسمح للأطباء بأداء ساعات خفارة؛ بغرض تحسين مستواهم المعيشي والمادي. وأما اليوم، فهذا لم يعد هذا ممكنا، وسيجري تنفيذ ساعات الخفارة بما يلبي حاجة المرضى للرعاية فقط”.
وطمأن المهزع الأطباء المتدربين وطلبة الطب بشأن مستقبلهم، قائلاً: “إن الإحصاءات تبين أن البحرين مازالت بحاجة إلى أكثر من جيل قادم من الأطباء”.
رسالة طمأنينة
وردا على سؤال الصحيفة، فيما إذا سيجري توظيف الأطباء الذين وقعوا عقود تدريب فقط في مستشفى السلمانية، أفاد: أعتقد ذلك، فهنالك حاجة في أقسام أمراض الدم و “السكلر” والأورام وطب الطوارئ والتخدير. وأضاف: وقسم التدريب بوزارة الصحة يطلب من كل دائرة تحديد خريطة الاحتياجات لكل قسم وكذلك تلافي تكدس الأطباء في تخصصات معينة. من جانب آخر، كشف رئيس الأطباء أن قسم خدمات الحوادث والطوارئ استقبل 358 ألفا و131 مريضا ومراجعاً خلال العام 2015.
وأشار المهزع إلى أن مجموع الأشخاص الذين تلقوا الرعاية في العيادات الخارجية لمجمع السلمانية الطبي في العام الماضي بلغ 219 ألفا و417 شخصا “183 ألفا و172 بحرينيا، و36 ألفا و245 أجنبيا”.
وأردف: تصدر قسم الباطنية في عدد المترددين بواقع 42 ألفا و122 مريضاً، وجاء قسم العظام في المرتبة الثانية بحجم 31 ألفا و117 مراجعا، وحل قسم الجراحة في المرتبة الثالثة بما مقداره 30 ألفا و970 مريضا.
وأما بالنسبة للمدخلين والمنومين في أجنحة المستشفى، فقد بلغ 44 ألفا و925 مريضا “34 ألفا و887 بحرينيا، و10 آلاف و38 أجنبيا”.
وأوضح المهزع أن عدد الأطباء في المجتمع الطبي قد تخطى حاجز 1260 طبيبا، ويشملون جميع المستويات والتخصصات “الاستشاريون، المقيمون، المتدربون”. وفيما يلي نص اللقاء:

قلب طبيب
- نحاول في هذا الحوار الإجابة عن العديد من الأسئلة التي تدور في أذهان الأطباء والمجتمع الطبي البحريني بشأن العديد من المسائل المرتبطة بهمومهم كصرف المقابل للعمل الإضافي، ومستقبل البرنامج التدريبي الجديد.. الجزء الأكبر من هذا اللقاء سيخصص لأسئلة الأطباء، وتحاول “البلاد” مساعدتهم في الوصول إلى إجابات شافية.

مقابل الإضافي
في البداية، يشغل بال الأطباء صرف مقابل العمل الإضافي، وشهدت العملية تذبذباً واضحاً في الأشهر الأخيرة، وطُرحت المسألة في صيغة سؤال بإحدى جلسات مجلس النواب على وزيرة الصحة فائقة الصالح التي اكتفت بالإشارة إلى أن هذه المسألة لا تزال قيد الدراسة، وتتضارب تصريحات المسؤولين بشأن الحد الأقصى لساعات العمل الإضافي، وهنالك حالة استياء ليس بسيطا بين الأطباء، إلى أين تتجه الأمور؟

ساعات الخفارة
- أجل ما تسمونه في وزارة الصحة ساعات خفارة أو وفق مفردات وزارة المالية “علاوة العمل الإضافي”، والتي شهدت بنوده تخفيضاً في جميع الوزارات والمؤسسات الرسمية.

كامل ومقطوع
دعونا نضع قواعد عامة أولاً، لا يوجد في العالم برنامج طبي يحتسب الخفارة بالنسبة للأطباء المتدربين الجدد بنظام الساعة، وإنما يوجد مبلغ “مقطوع” يعطى للطبيب شهرياً طوال فترة تدريبه، ويفترض أن يغطي ساعات التدريب الأساسية والخفارة.
قبل بضع سنوات، عندما أردنا تحسين المستوى المعيشي للطبيب، رأينا أن رفع الراتب الأساس له على نحو كبير سيدخلنا فعليا وعملياً لكادر جديد، وسيجعلنا في إشكال مع باقي الوظائف؛ ولذا قررنا تحسينه عبر استحداث بدل ساعات الخفارة، وهذا ما تنفرد به البحرين.

أهل مكة
ماذا تعني بأننا نفرد بهذا النظام، لا توجد ساعات خفارة وعمل إضافي بدول الخليج مثلا؟
أتحدث عن الأطباء الجدد “المتدربين.. بعد أن استحدثنا النظام التدريب الجديد هذا العام، والذي يتضمن مكافآت ثابتة بمقدار 1300 دينار شهريا للطبيب، وتشمل التدريب وساعات الخفارة، وصل إلى مسامعنا أن المملكة العربية السعودية تفكر جديدا في تطبيق الفكرة ذاتها مع صرف راتب مقطوع أقل.
في البحرين، الأطباء المقبولين على البرنامج التدريبي في السابق ولغاية العام الماضي يحصلون على بدل ساعات خفارة، فمن عمل 156 ساعة يحصل على ما مقداره 100 % من راتبه كعمل إضافي. العاملان الأساسيان في تصميم أي برنامج تدريبي للأطباء هو حصول الأطباء على الجرعة التدريبية المطلوبة وكذلك ضمان حصول المريض على كامل الرعاية ومن دون أي نقص.
مع زيادة عدد الأطباء - وخصوصا المتدربين - وجدنا أن الأطباء بتخصصات معينة يعملون ساعات خفارة كثيرة جداً.

تقنين ومتابعة
ولذا جلسنا مع رؤساء الدوائر مؤخراً، وأخبرناهم أن “أهل مكة أدرى بشعابها”، وعليكم حصر ساعات المناوبة اليومية المطلوبة بناء على حجم العمل وعدد المرضى وعدد الأطباء، حرصنا على تقنين ساعات الخفارة، وليس تخفيضها.

هل أضحى لكل قسم حد أقصى مختلف من ساعات العمل الإضافي؟
نعم على نحو مبدئي، وطلبنا منهم متابعة العملية والخروج بتقرير مفصل عن حجم ساعات الخفارة المطلوب أداؤها من كل طبيب بعد ثلاث أشهر، وإذا ما هنالك لزوم لزيادة الساعات المقرة حالياً مع توضيح حجم العمل، وإذا ما أدى التقنين للمساس بالرعاية الصحية المقدمة للمرضى.

المعقول والممكن
ألم تصلوا إلى رؤية واضحة رغم بدء عملية الدراسة، والتقييم منذ شهر أكتوبر الماضي؟
لا، لم نبدأ فعلياً منذ أكتوبر، بل من قرابة شهرين.

هل سيحدد الحد الأقصى لساعات المناوبة بعد شهر إذا؟
بدأنا التقييم مبكراً، وعقدنا بالأمس اجتماعاً مع الوزيرة الصالح وأحد الأقسام؛ لتقييم التجربة.
لا يعقل أن يكون هناك 4 أو 5 أطباء مقيمين ويؤدون ساعات خفارة، بينما حجم العمل لا يتطلب أكثر من طبيبين. ولا يعقل أن يتواجد طبيبان فقط يؤديان الخفارة بينما العمل يحتاج 5 أطباء.

تقشف مريض
- هل أفهم من كلامك أن تقنين ساعات الخفارة مرتبط بزيادة عدد الأطباء، ألا ترتبط هذه الخطوة بتخفيض البند الأول من ميزانية الوزارات وتحديداً المبالغ المرصودة لساعات العمل الإضافي؟
يجب أن نعترف أن البحرين كدول الخليج العربي تمارس نوعاً من التقشف المالي مدفوعاً بانخفاض سعر برميل النفط والإيرادات، غير أن التوجيه جاء من القيادة لمسؤولي وزارة الصحة بأن التقشف يجب ألا يمس الرعاية الصحية المقدمة للمرضى بأي طريقة كانت.

هل نصل مما طرحته بأن عملية المراجعة والتقنين جاءت لتستوفي “خفض الميزانية، وثبات الرعاية الصحية”؟
أجل.

ما نستنتجه من كلامك بأن النظام السابق لاحتساب العمل الإضافي كان يسمح للأطباء بأداء ساعات خفارة - وإن كان دون حاجة - بغرض تحسين مستواهم المعيشي والمادي. وأما اليوم، فهذا لم يعد ممكنا، وسيجري تنفيذ ساعات الخفارة بما يلبي حاجة المرضى للرعاية فقط؟
نعم، نعم، بالضبط.

تياران:
قبل أن نتحدث عن هموم وشجون الأطباء المنتمين إلى البرنامج التدريبي الجديد؟ هل لك أن توضح للقارئ العادي من هم الأطباء المتدربون؟ وما التغييرات التي أجراها تغيير البرنامج على المقبولين مؤخراً؟
لدينا في مجمع السلمانية الطبي، نوعان من الأطباء المقيمين، طبيب مقيم وضمن برامج تدريبي، وطبيب مقيم خارج البرنامج التدريبي “أنهى البرنامج التدريبي أو خرج منه لأي سبب”.
بالنسبة للأطباء المنضمين حديثا إلى البرنامج التدريبي “الجديد”، والذين لا يزالون في السنة الأولى، يمنحون راتبا مقطوعا محددا في العقد المبرم معهم، ولا يتغير بغض النظر عن عدد ساعات العمل.

فتح السقف
هنالك أيضا المقيمون المتدربون “سنة ثانية، ثالثة، رابعة، وخامسة”، والذين قبلوا قبل تطبيق البرنامج الجديد، وارتأى المسؤولون عن البرنامج ألا ينجزوا أكثر من 70 ساعة خفارة؛ ليتمكنوا من حضور ورش العمل والتحضير لامتحاناتهم وإنجاز المشاريع؛ بهدف تلافي أي ضغط عليهم قد يعوق التأهل لاجتياز امتحاناتهم، ومن ثم البرنامج.
غير أن الوزارة وإدارة المستشفى ارتأت بأن هذا التقنين قد يُرفع إذا ما مُست الرعاية الصحية المقدمة للمرضى. قبل أيام شكا قسم العناية بمرضى السكلر بأن عدد الأطباء المقيمين “غير المتدربين” لا يكفى لتغطية الخفارة في الأيام المتبقية من الشهر، ولذا تقرر فتح السقف لهم؛ لتغطية الساعات المطلوبة كافة لشهر يوليو.

مرونة وتأخير
هل يسمح النظام الإداري في وزارة أو مؤسسة حكومية بهذا النوع من المرونة؟ ألن يؤدي هذا التوجه لتأخير في أداء مستحقات الأطباء كما يشكون منذ أشهر؟
أجل، هم يشتكون لأن النظام الآلي يسمح بـ 70 ساعة فقط، وأي ساعات إضافية فوق السقف المسموح تتطلب إجراءً يدوياً وملء استمارة تُوقع من رئيس القسم، ومن ثم مني، لترفع إلى الوكيل المساعد لشؤون المستشفيات، ومن ثم تحول إلى الموارد المالية والبشرية لتصرف لهم في النهاية.
التأخير لم يحدث قط للراتب الأساس أو ساعات الخفارة الأقل من 70 ساعة.

تطمين وزاري
شكا بعض المتدربين الجدد “سنة أولى” للصحيفة التأخير في صرف استحقاقاتهم؟
لم تصلني أي شكوى من هؤلاء، إن من اشتكوا هم من الأطباء المتدربين في السنة الثانية والثالثة الذين فتحنا لهم السقف لـ100 ساعة مثلا، ولم يتسلموا سوى المكافآت عن 70 ساعة .. التأخير ناتج عن إجراء إداري، وكل صاحب حق سيتسلم مبالغ نظير ما أداه، وتلقينا تأكيدا من الوزيرة بهذه المسألة في أكثر من اجتماع.
التأخير يشمل أحياناً بعض العلاوات الخاصة بالأطباء الاستشاريين أيضاً.

التجربة الأميركية
لا يخفيك حجم عدم رضا الأطباء المتدربين عن البرنامج الجديد، هم يشكون الحرمان من ساعات الرضاعة والإجازات المحدودة جدا وغياب الضمان الاجتماعي والتقاعد الذي وعدوا به، ولا وجود لديهم إحساس بالاستقرار الوظيفي مع وجود عقد تدريبي فقط، ولا وعد بالتوظيف حتى إذا ما اجتازوا امتحاناتهم، كيف يمكن لأكثر من 100 طبيب أن يؤدوا مهمتهم في رعاية المرضى مع هذا الواقع الوظيفي الصعب؟
الإشكال يكمن بأن أي تغيير في النظام يتبعه نوع من عدم الرضا، وهذه الجزئية لا تقتصر على المتدربين، وهذا ما حصل مع استحداث نظام امتحانات التراخيص للأطباء في أوائل الثمانينات عبر الفصل بين الحصول على الشهادة الطبية وممارسة المهنة، والذي وُجه بمعارضه شديدة آنذاك، ولمسنا أهميته فيما بعد عندما أخذت دول الخليج ذات التوجه.
نحن أخذنا بتجربة أمريكا الشمالية عن هندسة المشروع مع إجراء “بحرنة” لها. بالنسبة للانضمام لمظلة التأمين الاجتماعي والتقاعد، لا أملك فكرة عن هذه الجزئية الإدارية، وفلسفة البرنامج الجديد هو فصل التدريب عن التوظيف كما يحدث في كندا والولايات المتحدة الأميركية.

إحصاءات وأجيال
وزارة الصحة اليوم ملتزمة بتدريب الأطباء الخريجين والصرف على الامتحانات والابتعاث بعد تجاوز امتحانات التخرج. الوزارة مسؤولة عن جميع هذه المراحل لمدة 4 أو 5 سنوات بحسب التخصص، ومن ثم سنرى ما إذا كان مجمع السلمانية الطبي بحاجة إلى التخصص المختار أم لا ..
إذا ما ارتأينا وجود حاجة لتخصصه، سنعمد إلى التوظيف، أو يكون أمام الطبيب خيارات أخرى كفتح عيادة خاصة أو الانضمام إلى مستشفى خاص أو العمل في دول مجلس التعاون.

الإحصاءات تبين أن البحرين مازالت بحاجة إلى أكثر من جيل قادم من الأطباء.
هل هذا يشمل الـ 500 طالب الذين يدرسون الطب حالياً في الطب - كما تحدث السفير الصيني للصحيفة مؤخراً؟
لا أملك فكرة دقيقة، ولكن هنالك حاجة إلى الأطباء الذين دخلوا ضمن البرنامج التدريبي في السنوات الأربع الأخيرة.

هل سيجري توظيف الأطباء الذين وقعوا عقود تدريب فقط في مستشفى السلمانية؟
أعتقد ذلك، فهنالك حاجة في أقسام أمراض الدم و”السكلر” والأورام وطب الطوارئ والتخدير مع حدوث انتقالات إلى القطاع الذي توسع كثيراً في الآونة الأخيرة.
وقسم التدريب بوزارة الصحة يطلب من كل دائرة تحديد خريطة الاحتياجات لكل قسم؛ وذلك لتلافي تكدس الأطباء في تخصصات معينة.

ما هو عدد الإجمالي الأطباء في مستشفى السلمانية الطبي اليوم؟
أكثر من 1260 طبيبا ويشملون جميع المستويات والتخصصات، “الاستشاريون، المقيمون، المتدربون”.

ما عدد المرضى الذين خدمهم المستشفى عبر العيادات الخارجية والأجنحة الداخلية والطوارئ في الآونة الأخيرة؟
بلغ مجمل الأشخاص الذين تلقوا الرعاية في العيادات الخارجية لمجمع السلمانية الطبي في العام 2015 ما مجموعه 219 ألفا و417 شخصا “183 ألفا و172 بحرينيا، و36 ألفا و245 أجنبيا”.
وتصدر قسم الباطنية في عدد المترددين بواقع 42 ألفا و122 مريضاً، وجاء قسم العظام في المرتبة الثانية بحجم 31 ألفا و117 مراجعا، وحل قسم الجراحة في المرتبة الثالثة بما مقداره 30 ألفا و970 مريضا.
بالنسبة لخدمات الحوادث والطوارئ، فإن عدد المراجعين والمرضى قد بلغ 358 ألفا و131 شخصا.
وأما المدخلين والمنومين في أجنحة المستشفى، فقد بلغ 44 ألفا و925 مريضا “34 ألفا و887 بحرينيا، و10 آلاف و38 أجنبيا”.