+A
A-

وزير الإعلام: وقف الوفاق مطلب شعبي والتدخل الإيراني واقع وليس مؤامرة

المنامة - بنا: أكد وزير شؤون الإعلام علي الرميحي أن الإجراءات التي اتخذتها مملكة البحرين في الآونة الأخيرة لحماية أمنها الوطني، وهي نتاج فترة طويلة تجاوزت الخمس سنوات من الصبر والحكمة من القيادة الرشيدة في التعامل مع التطورات والأحداث التي حصلت في البحرين، مشددًا على أن وقف الوفاق مطلب شعبي والتدخل الإيراني واقع وليس نظرية مؤامرة.
وقال وزير شؤون الإعلام في حوار مع برنامج “مقابلة خاصة” بثته قناة العربية الفضائية، إن الأحكام التي صدرت والقرارات التي اتخذت خلال الفترة الأخيرة لم تكن ردة فعل، بل هي مؤشر بأن الحكومة كانت جدًّا مرنة في التعامل مع كل الأحداث التي مرت فيها البحرين.
وأكد أن سر قوة البحرين هي تماسك البيت الداخلي، وقوة جبهتها الداخلية، ومقاومتها للكثير من الحملات الإعلامية المشوهة، بالإضافة إلى وقوف دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية معها، مشيرًا إلى أن من يأتي بأعمال تتناقض مع الولاء للدولة تسقط عنه الجنسية بحكم القانون.
وفيما يلي نص المقابلة مع الإعلامي محمد العرب:
المذيع: شكرًا على قبول الدعوة نود أن نبدأ من حيث التطورات المتسارعة في مملكة البحرين هل هي تطورات .. ردود أفعال انفعالات ماذا يمكن أن نصفها؟
الوزير: لا أعتقد إنها تطورات متسارعة، ما تم اتخاذه من إجراءات خلال الأسبوع الماضي أو خلال اليومين الماضيين هي نتاج لفترة طويلة تجاوزت الخمس سنوات من الصبر والحكمة من القيادة الرشيدة في التعامل مع التطورات والأحداث التي حصلت في البحرين. الأحكام التي صدرت والقرارات التي اتخذت لم تكن ردة فعل بل بالعكس هي مؤشر بأن الحكومة كانت جدًّا مرنة في التعامل مع كل الأحداث التي مرت فيها البحرين، على سبيل المثال المخالفات التي قامت بها جمعية الوفاق من بداية التأسيس إلى اليوم مخالفات كثيرة، ولكن كان في مرونة من الحكومة في حكمة وصبر في التعامل معها وأعطيت كثير من الفرص لأهداف كانت تشوفها الحكومة في سبيل أنها تعطيها الفرصة لتتجاوز هذه المرحلة لمراحل أفضل.. جمعية الوفاق تعاملت مع الدستور على سبيل المثال بانتقائية فهي اعترفت بالدستور في 2006 في حين أنها في 2002 ما كانت تعترف بالدستور دخلت الانتخابات في 2006 رجعت مرة ثانية في 2011، وتعاملت مع الدستور بانتقائية وما اعترفت بالدستور، فاليوم احنا في 2016 البحرين عانت الكثير فجاءت هذه الإجراءات في سبيل حفظ الأمن في محاولة من حكومة البحرين لتعديل وتصحيح مسار العمل السياسي، فما اتخذ ليست بأحكام مستعجلة وليست تطورات متسارعة مثل ما حاول أو حاولت بعض وسائل الإعلام تصويرها بشكل مغاير للواقع.

المذيع: هل ما قامت به جمعية الوفاق يستدعي أن تعلق أعمالها وترفع اللوحة الإشهارية في موقعها الرئيسي في الزنج؟

الوزير: سبق وأن ذكرت أن البحرين تعمل بفاعلية ضمن تحالف دولي عربي إسلامي ضد الإرهاب، جمعية الوفاق حسب ما جاء ضمن بيان وزارة العدل كانت حاضنة للإرهاب خلقت بيئة حاضنة للإرهاب والتحريض على العنف والكراهية وعدم الاعتراف بالسلطة التشريعية ومحاولة المساس بالسلطة القضائية، ما أعتقد في مخالفات أكبر من جذي، وعدم الاعتراف بالدستور.. هذا كله خلق شيئًا من عدم الرضا حتى من الشارع.. كانت هناك مطالبات شعبية بوقف هذه التصرفات وإعادة تصحيح مسار العمل السياسي في البحرين.. النشاط السياسي في البحرين مستمر لا يمكن أن تختزل العمل والنشاط السياسي في جمعية.. كما تعرف في البحرين أكثر من 22 جمعية سياسية.. هناك 600 جمعية أهلية تمارس نشاطها بكل حرية في البحرين، العمل الخيري في البحرين مستمر، هناك أكثر من 130 جمعية تعمل في العمل الخيري لم تمس ولم تتعرض لأي مساءلة ولكن البحرين تعمل في إطار تحالف دولي لمكافحة الإرهاب.. أي جمعية أي شخص يخالف الأنظمة والقوانين يجب التوقف عنده ومساءلته، لا تنسى بأن الذي يدور اليوم في المنطقة أمر لا يمكن الاستهانة به، ما زال هناك من لم يستوعب حجم الخطورة التي تمر بها المنطقة، ما يحدث في الدول العربية من دمار من مقتل من تهجير .. لا يمكن أن نسمح لأحد بأن يستنسخ مثل هذه الأنظمة أو مثل هذا الأفكار أو مثل هذه البيئة ويحاول أن يجلبها لنا في البحرين، أؤكد أن سر قوة البحرين أنها طول هذه الفترة خلال الخمس السنوات قاومت الكثير من الحملات الإعلامية من تشويه الصورة لأسباب كثيرة.


المذيع: هل تتحدثون عن وسائل الإعلام الإيرانية التي تقول مملكة البحرين إنها تستهدفها؟

الوزير: لا يخفى اليوم على سبيل المثال بعدما يصدر أي حكم في البحرين أو قرار شأن داخلي أن أول ردود الفعل تأتيك من القنوات الإيرانية والقنوات المدعومة من إيران، هذا المؤشر.. ونحن في مرحلة يمكننا القول إننا مستهدفون أو هناك تدخلات، عملية التدخل الإيراني في 2011 حين ذكرناها كان هناك من يقول التصريحات الرسمية تقع تحت نظرية المؤامرة، ولكن في 2016 خلال الشهور الماضية هناك إدانة للتدخلات الإيرانية في البحرين من مجلس التعاون وجامعة الدول العربية وإدانة من منظمة المؤتمر الإسلامي، فموضوع التدخلات هذا أمر ليس سبيلاً للمناقشة.. التدخلات موجودة والكل يعرفها لكن كما ذكرت بأن سر وقوة هذا البلد بأن كان هناك صبر وحكمة وتماسك والبيت البحريني متحد، وإضافة إلى الدعم الخليجي مستمر وموجود.
وأود أن أذكر بأن دول مجلس التعاون متحدة، من التسعينيات إلى اليوم كل ما مرت فيه المنطقة من أزمات سياسية أمنية اقتصادية تجدها دولة واحدة، اليوم العامل يخاطب مجلس التعاون كدولة وليست كدول، إضافة إلى ذلك البحرين تملك من العلاقات الدولية الشيء الكثير، هذا البلد الصغير فارض احترامه على العالم كله، له علاقات دولية تحميه من الداخل والخارج، لا أعتقد إن كل ما ذكر في وسائل الإعلام سيترك أي أثر سلبي على الجبهة الداخلية في البحرين، بالعكس نحن ولله الحمد بلد متماسك وأركانه قوية، نخوض حربًا إعلامية منذ خمس سنوات إضافة إلى أن نحن نخوض حربًا تقليدية، لدينا جنود موجودون الآن في مدن العز والكرامة يدافعون عن الأمة العربية والإسلامية، لدينا الكثير لتقدمه خدمتا لأمتنا العربية والإسلامية، نرفض أي تدخل كل ما نتخذه من إجراءات هو فقط لحماية الأمن القومي البحريني الذي يصب في النهاية حماية في الأمن الخليجي العربية.

المذيع: عبارة الحرب الإعلامية، هل تعني بتصريحات سليماني بأنها جزء من هذه الحرب ضد مملكة البحرين؟
الوزير: نحن لا نرد على كل تصريح، نرصد كل التصريحات الموجهة للبحرين نرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي عبر القنوات عبر الصحافة، نعرف الجهات التي تحرّض تحاول أن تحرك الشارع تحاول أن تثير العنف والكراهية في هذا المجتمع المسالم ولكن ليس لها أي تأثير.

المذيع: هل الإجراءات والتدابير التي اتخذتها وزارة الداخلية تقع تحت مسمى تضييق الحريات أو دفع المعارضة التي تختلف في بعض الأحيان مع الحكومة إلى زاوية ضيقة؟

الوزير: نحن في 2016 لا أعتقد أن أحدا قادر على تقييد الحريات، اليوم الفضاء حر مفتوح، لا يمكن أنك تقيد الحريات، ولكن هناك مسؤولية وطنية وهناك حس وطني، على الجميع أن يحافظ عليها، استهداف أمن البحرين لا يمكن السكوت عنه، اليوم عملية المحافظة على البلد مسؤولية الجميع مسؤولة كل مواطن مسؤولية كل رجل دولة كل من يعمل في هذا البلد يجب أن يحافظ على البحرين، الإجراءات التي تؤخذ إجراءات طبيعية تتخذها جميع دول العالم ما اتخذ من إجراءات ليست بغريبة وليست جديدة.

المذيع: حتى من ضمنها إسقاط الجنسية؟
الوزير: اليوم في إحدى الدول الأوروبية من 2011 حتى اليوم أسقطت الجنسية عن العشرات، في إحدى الدول الأوروبية ولكن لم يترك هذا الموضوع للحوار عبر وسائل الإعلام، لأن الموضوع موضوع أمن قومي، وسائل الإعلام الغربي متى ما وصل الموضوع عند الأمن القومي لهذا الدول تقف المناقشة ويقف الجدال، نحن الآن يتم مناقشة الموضوع بشكل يومي عبر إحدى القنوات وكان الموضوع يستهدف فئة معينة أو طائفة معينة، هناك إسفاف طائفي للأسف الشديد عبر بعض القنوات الفضائية وعبر وسائل التواصل الاجتماعية، يجب أن نترفع عن هذا الأمر.


المذيع: هل الإجراءات التي تقوم بها مملكة البحرين إجراءات سياسية أم قانونية. هل هنالك سند قانوني لعملية إسقاط الجنسية مثلا؟

الوزير: إسقاط الجنسية تم إيضاحه من خلال البيان الذي صدر من وزارة الداخلية، هناك قانون في الجنسية في البحرين، هناك المادة العاشرة الفقرة جيم، تتحدث عمن يتعرض لمصالح الدولة، من يأتي بأعمال تتنافى أو تتناقض مع الولاء لها تسقط عنه الجنسية، وتم إيضاح الصورة بشكل جد مباشر، وكان هناك حديث لوزير الداخلية تحت قبة البرلمان لأعضاء مجلس النواب شرح لهم الموضوع بشكل مفصل بحضور وزير العدل، ليس لدينا ما نخفيه، ما نتخذه من إجراءات، قانونية بحتة، لم يتخذ أي إجراء لأهداف سياسية، الأهداف مثل ما قلنا حفاظ على الأمن عبر قنوات قانونية واضحة مفصلة، هناك درجات من التقاضي، كل من يعتقد إنه تضرر من حكم صدر أو قرار اتخذ يلجأ إلى القضاء.

المذيع: الإجراءات الأخيرة في مملكة البحرين ما مدى تقبل المجتمع الدولي لها؟
الوزير: ما في شك أن اليوم بعد ما صدرت بعض الإجراءات وصدرت بعض الأحكام، ردود الفعل الدولية التي نشاهدها كانت جدًّا إيجابية.. الموقف الداعم من دول مجلس التعاون موقف جدًّا مشرف وموقف جامعة الدول العربية بعض الدول العربية كان لها بيانات خاصة فيها ورسمية صدرت بشكل يعكس مدى العلاقة القوية التي تربطها بالبحرين، ومثلما قلت لك سر قوة البحرين هي تماسك البيت الداخلي والعلاقات الدولية المتميزة التي تملكها البحرين، لا يمكن أن تنسى البحرين لهذه الدول مواقفها، مواقف جدًّا مشرفة على رأسها المملكة العربية السعودية عمقنا العربي والإسلامي الاستراتيجي، هناك المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر موقفها جدًّا مشرف، لا يمكن أن أحدد أو أفصل أسماء الجميع، كانت لها مواقف مشرفة ووسائل الإعلام العربية كانت لها مواقف جدًّا مشرفة داعمة لما تتخذه البحرين، هناك من حاول أن يبدي بعض التحفظ أو أن يعطي وجهة نظر في تدخل قد يكون سافرًا، لا يمكن أن نرضى فيه أو نسمح فيه، متى ما كان الإجراء أو الحكم أو القانون مبنيًّا على وسائل قانونية واضحة وأدوات قانونية، لدينا ولله الحمد قضاء نزيه، لدينا درجات من التقاضي، يمكن أن تلجأ لها، لا يمكن أن يفسر ما يتخذ أنها إجراءات سياسية، من يستفسر نشرح له الموضوع، ومن يبدي وجهة نظره عبر وسائل الإعلام على سبيل المثال دون اللجوء إلى القنوات الرسمية التي ممكن أن يلقى فيها الجواب الصحيح، نحن نحاول أن نتواصل مع الجميع، سفراؤنا في الخارج قائمون بدورهم عبر التواصل مع جميع المنظمات نشرح لهم وجهة نظر البحرين.

المذيع: هل تتفق أو تختلف مع مقولة أن البحرين تخوض حربًا ضد المنظمات الدولية؟ هناك منظمات دولية تصدر بيانات عن البحرين أكثر مما تصدرها على بلد آخر؟ تتفق تختلف؟

الوزير: لدينا اليوم منظمات حقوقية موجودة في مملكة البحرين لدينا مؤسسات حقوقية موجودة، على سبيل المثال مدى جدية مملكة البحرين في موضوع الديمقراطية، على سبيل المثال هناك معهد للتنمية السياسية أسس بأمر من جلالة الملك المفدى لنشر ثقافة الديمقراطية في البحرين، وهي المؤسسة الوحيدة الموجودة في الشرق الأوسط التي تقدم هذه الخدمة.. تخدم أعضاء مجلس النواب والشورى والبلدي.. تخدم المجتمع المدني بشكل تام، هناك حرية اليوم لتأسيس الجمعيات السياسية موجودة في البحرين، ما تم تحقيقه من نجاحات لا يمكن أن نتجاهله، لكن موضوع المتطلبات التي تأتينا من بعض المنظمات الدولية من خلال الوسائل الرسمية أو القنوات الرسمية، نحن نتعامل معه وفق أطر معينة وفق القانون البحريني وفق عادتنا وتقاليدنا وفق ديننا الإسلامي.. لا يمكن أن تفرض علي اليوم بعض الأمور التي تعتقد أننا يجب أن نطبقها لا أبدًا، نحن دولة ذات سيادة، لا يمكن أن نسمح لأحد أن يتدخل، نعمل وفق أطر قانون دولي نحافظ على علاقتنا الدولية ولكن بما يخدم مصالحنا.
المذيع: إلى أين تتّجه البحرين بعد هذه الحزمة؟ هل تتجه إلى الاستقرار؟ هل تتجه إلى التأزيم؟ أين تتجه؟
الوزير: أبشرك البحرين دائمًا بخير، كانت وما زالت وستستمر بخير، البحرين في أيد أمينة، البحرين محاطة بأشقاء حريصين عليها، البحرين جبهتها الداخلية جدًّا قوية، البحرين بخير كانت وما زالت وستستمر بإذن الله بخير دائمًا.