+A
A-

أوباما يتعهد: لن نخوض حربًا برية أخرى في العراق

عواصم ـ وكالات: تعهد الرئيس باراك اوباما امس الأربعاء بألا تخوض الولايات المتحدة حربا برية أخرى في العراق وسعى لطمأنة الأمريكيين بشأن مستوى التدخل الأمريكي بعدما اشار جنرال كبير الى أنه قد تنشر بعض القوات القتالية.
وأثناء كلمة في قاعدة ماكديل الجوية في تامبا بولاية فلوريدا أكد اوباما الذي امضى أغلب رئاسته ينأى بنفسه عن حرب العراق أن الضربات الجوية ستكون المساهمة الأمريكية الرئيسية في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية الى جانب تشكيل تحالف قال إنه يضم الآن أكثر من 40 دولة.
وقال اوباما “اريد أن اكون واضحا. القوات الامريكية التي نشرت في العراق ليس لديها ولن تكون لديها مهمة قتالية.”
وجاءت رسالته بعد يوم من ترك رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي الباب مفتوحا بعض الشيء امام احتمال ارسال بعض القوات البرية في شهادة امام الكونجرس اقلقت بعض الديمقراطيين.
وقال اوباما “بصفتي قائدكم الأعلى لن الزمكم وباقي قواتنا المسلحة بالقتال في حرب برية أخرى في العراق.”
في غضون ذلك، قال رئيس هيئة اركان الجيش الامريكي الجنرال راي اوديرنو امس الاربعاء ان الضربات الجوية وحدها لن تكون كافية للقضاء على مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق وسوريا وان بغداد ستحتاج الى تدريب لاعادة بناء قوات برية قادرة على “ملاحقتهم واجتثاثهم”.
وقال أوديرنو الذي تولى قيادة القوات الامريكية في العراق من 2008 الى 2010 ان الانحياز الطائفي في الجيش العراقي وليس أوجه قصور أخرى في التدريب الامريكي هو الذي أدى الى انهيار القوات العراقية أمام هجوم مقاتلي الدولة الاسلامية.
ووصف أوديرنو ما حدث في العراق بأنه “محبط للغاية” وقال ان الوضع ربما كان سيصبح أفضل لو كانت القوات الامريكية بقيت في العراق “لاننا كنا سنصبح قادرين على متابعة ما يحدث هناك عن كثب.”
وقال أوديرنو لعدد محدود من الصحفيين في فيسبادن بألمانيا حيث يحضر مؤتمر الجيوش الاوروبية ان الضربات الجوية أوقفت تقدم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق لكن هذا لن يكون “الحل النهائي”.
وقال “يجب ان يكون لديك قوات برية قادرة على ملاحقتهم واجتثاثهم من أجل هزيمتهم وتدميرهم ولهذا السبب يلزم التدريب كما ان قدرتنا على تدريبهم (العراقيين) على القيام بذلك هو أمر شديد الاهمية.”
الى ذلك، قال مسؤولون اميركيون كبار امس ان الدعم لتنظيم الدولة الاسلامية تزايد منذ شنت الولايات المتحدة غارات جوية على التنظيم في العراق، كما ان التنظيم يجتذب عددا من المقاتلين الجدد.
وصرح جيمس كومي رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) امام لجنة الامن القومي في مجلس النواب ان “استخدام تنظيم الدولة الاسلامية الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي ازداد، كما ازداد الدعم على الانترنت عقب اعلان شن ضربات جوية اميركية في العراق”.
وصرح ماثيو اولسين مدير المركز القومي لمكافحة الارهاب ان عدد المقاتلين الاسلاميين في سوريا والعراق اصبح الان يراوح بين 20 و31 الف مقاتل.
واضاف اولسين ان تنظيم الدولة الاسلامية لديه “وسائل دعاية متطورة للغاية يتفوق” فيها على الجماعات المسلحة الاخرى. وقال ان تلك الدعاية “لها تاثير على المجندين”.
وقال كومي انه بعد قتل رهينتين اميركيتين ورهينة بريطاني بقطع رؤوسهم فان تنظيم الدولة الاسلامية “وغيره من المنظمات الارهابية الاجنبية قد تواصل محاولة القبض على رهائن اميركيين لمحاولة اجبار الحكومة والشعب الاميركي على تقديم تنازلات تعزز من قوة التنظيم وتزيد من عملياته الارهابية”.
الا ان اولسين تدارك ان اجهزة الاستخبارات ليس لديها اي معلومات عن ان التنظيم يخطط لشن هجوم داخل الولايات المتحدة. ومنذ الثامن من أغسطس شنت القوات الاميركية 167 غارة جوية على اهداف تنظيم الدولة الاسلامية في العراق.
ميدانيا، قالت مصادر أمنية إن القوات العراقية بدأت عملية عسكرية مكثفة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في ثلاث مدن بوسط العراق امس الأربعاء في معركة لاستعادة السيطرة على أراض احتلها التنظيم.
وقالت مصادر أمنية في الرمادي والفلوجة وحديثة بمحافظة الأنبار الغربية إن الهجمات وقعت في المدن الثلاث قبل الفجر.
وذكرت مصادر أمنية أن الفرقة الثامنة بالجيش العراقي قصفت مناطق في غرب الرمادي بقذائف مورتر ومدفعية وصواريخ. وقال مصدر في مستشفى بالرمادي إن مقاتلي عشائر سنية متحالفة مع الحكومة اشتبكوا ايضا مع متشددي الدولة الإسلامية في الرمادي مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص.
وقالت مصادر امنية إن تفجيرا انتحاريا بسيارة ملغومة دمر جسرا في الرمادي اليوم مما ادى الى مقتل تسعة اشخاص وقطع طريق حيوي يؤدي من المدينة الى الغرب.
وفي الفلوجة قال مسعفون إن 12 مدنيا قتلوا في قصف عنيف وضربات جوية لمنطقة السجر على مشارف المدينة.