+A
A-

الطب النبوي بات مرتعاً للمشعوذين والحل بالتشريعات المغلظة

أجرى الحوار- إبراهيم النهام
أكد أخصائي الطب النبوي الشيخ عادل سعد “بوسراقة” أهمية وضع تشريعات قانونية لممارسي الطب النبوي في البحرين، موضحاً أن هذه السنة النبوية أضحت مرتعاً للسحرة والدجالين الذين يمزجون مفاهيمها المحمدية بالطلاسم والسحر لتحقيق الربح المادي ولا غيره.
وبين سعد بحوار أجرته معه “البلاد” أن النتائج المتمخضة عن العلاج بالحجامة وبقية مشتقات الطب النبوي مجدية وذات نفع كبير، وأن جمهورها بالخليج العربي وليس بالبحرين فقط أضحى عريضاً ومن الجنسين، مبيناً أن الحجامة أضحت مقصداً حتى لأصحاب الخيول الأصيلة والنادرة لتحجيمها.
وقال إن البحرينيين أضحوا متقدمين عن غيرهم بالمنطقة بالطب النبوي، مزيداً أنه علاج وشفاء للكثير من الأمراض المستعصية، والقصص والحكايات المؤثرة بذات السياق كثيرة وعديدة. وفيما يلي نص اللقاء:

- ما الذي دفعك لأن تتجه للتخصص بالطب النبوي؟
الشاهد أنه ومع مطلع التسعينيات كان الشيخ عبدالوهاب بن عيسى الزياني يهتم بتقديم محاضرات عن الطب النبوي، وشدد بأكثر من محفل على ضرورة الالتفات إلى الطب النبوي الذي تتفرع منه الحجامة والتي كانت هي ومشتقات الطب النبوي شحيحة على الساحة رغم أهميتها.
وبإحدى المرات وبينما كنا نؤدي فريضة الحج التقيت بالشيخ يوسف زينل الذي كان يحجم حينها، وطلبت منه أن يعلمني الحجامة، وخلال ثوان أتقنت ذلك، ووفقت بأن قمت بالحجامة خلال نصف ساعة بعد أن أخذت نصائح الشيخ زينل بكل اهتمام ورعاية أهمها كيفية تحريك الشفرة على الجسد.

- ما الحجامة؟
الحجامة من الحجم، بمعنى إرجاع العضو إلى وضعه الطبيعي، فإذا كان الضغط به مرتفعا تعمد الحجامة لتخفيضه، والعكس صحيح، والحجامة أقرب ما تكون للمص.
وتتبين نتائجها بوضوح عند علاج الأمراض العضوية، كالتهاب الكبد، الربو، الزكام، الصداع، بتصحيح وضع العضو وإعادته إلى وضعه الطبيعي، قد يحتاج لجلسة أو جلستين أو ثلاث، كلها بقدر الله.

- من الذي أحيا الحجامة في البحرين كمهنة؟
الشيخ عبدالوهاب بن عيسى الزياني، وبفضله بعد الله عز وجل، أصبح البحرينيون يشدون الرحال للحجامة خارج البحرين، وأضحوا من ذوي الاختصاص ومطلوبين ومميزين بهذا الجانب.

- هل هنالك وعي بمقدرة الطب النبوي على تغيير حياة الناس؟
بالتأكيد، فالإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل فاعل في إيصال حقيقة الصورة حول الدور الإيجابي المتمخض عن الطب النبوي والحجامة معاً.

- كيف تستطيع إيجاد الاهتمام لدى الناس حول جدوى الطب النبوي؟
أن تحفز الاهتمام لديهم من خلال تقديم المعطيات والنتائج والمؤهلات العلمية لجذبهم إلى دائرة المتابعة. وعليه فقد التحقت بمعهد بالشارقة يهتم بتعليم مهارات الطب النبوي (العلاج بالأعشاب، الحجامة، العسل)، فدرست حتى حصلت على الدبلوم.
كما حضرت دورات بالطب الصيني والحجامة بمصر، وكان هدفي الأسمى نشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وحين تولج للإنترنت ستجد حديثا كثيرا عن الطبي النبوي، ولكن ما هو الصحيح منه؟.

- كيف لنا أن نميز الغث من السمين هنا؟
الوسطية، لا ضرر ولا ضرار، مدارس الحجامة كثيرة، ولكن الأصح منها هي مدرسة النبي (ص).

- ما أهم أنواع الحجامة؟
هنالك حجامة تتم بالطريقة الشعبية، وهنالك حجامة تتم بالطريقة الصينية، وحدد الصينيون كؤوس الحجامة بخمسة عشر كأسا لضغط الدم، دون أخذهم للاعتبار الفئة العمرية أو الأمراض المزمنة التي قد يعاني منها الشخص. في حين أن هدي النبي (ص) حدد ذلك بكأسين في “الأخدعين” و”الكاهل” اللذين يعتبران الأساس بالحجامة.
وما كان للعرب أو الفراعنة أو الصينيين علم ودراية بحجامة الأخدعين إلا عن طريق النبي (ص)، فعلمياً الأخدعان هما اللذان يغذيان الدماغ بالدم، المقتل والمنحر يكون بالرقبة. وعليه فمن الذي علم النبي (ص) ذلك؟ الوحي. والكاهل يكون بأعلى مقدمة الظهر عند الرقبة، وبالحجامة علاج لثلاثة، روحي، عضوي ونفسي. يقول النبي (ص): “إن في الحجم شفاء”.

- هل سبق أن حجمت حيوانات؟
يبتسم “بوسراقة” قبل أن يقول: نعم، حجمت حيوانات، الخيول تحديداً، ولي بذلك تجارب مع خمسة أحصنة لإحدى الشخصيات، وكانت النتائج إيجابية ولله الحمد.

- ما الفئات العمرية الأكثر توجها للحجامة والطب النبوي؟
كل الفئات العمرية ومن الجنسين، ولديهم الوعي بالنتائج الصحية الإيجابية المتمخضة عنها، فالرسول (ص) حينما قال: “إن في الحجم شفاء” لم يحدد الجنس أو الفئة العمرية، بل تركها مفتوحة.


- هل هنالك دليل علمي أو شرعي يمنع ذلك؟
لا يوجد، ومثال على ذلك، ابني تعرض لكسر بالفخذ وهو لم يتعد الستة شهور، وقمت بتحجيمه، وساعده ذلك على التئام العظم، ولي بسياق ذلك تجارب عديدة.

- هل تقتصر الحجامة على المسلمين فقط؟
لا، بل يأتيني الكثيرون من كل الأديان الأخرى.

- للحجامة علاج رباني أو روحاني.. ما رأيك؟
علاج نافع للأمراض السالفة الذكر، “الروحية والنفسية والجسدية”، أما فيما يتعلق بالروحية فيرتبط ذلك بالجن والشياطين والسحر، والحاصل أن الحجامة مرتبطة بالدم، والشيطان يجري مجرى الدم، أحياناً الجن والشياطين يخافون من الحجامة لأنها علاج رباني ونبوي.
والسحر مرض، يغير الإنسان من حالة إلى حالة أخرى، والله عز وجل يقتل السحر بالحجامة، وهنا إما أن يرجع المريض مادة السحر، أو يأتيه إسهال مائي فيخرج معه شعر وورق وخيوط ومواد لزجة، ويقول المريض هنا: لم يسبق لي أن أكلت هذه الأشياء قط. وقد تخرج هذه الأشياء مع البول أو العرق، والمعالج الناجح هو الذي يعرف كيف يتصرف مع هذه الحالات.

- وماذا عن العين الحاسدة؟ هل يرتبط الطب النبوي والحجامة بها كعلاج؟
نعم، تخرج آثار العين الحاسدة عن طريق الحجامة، يشعر الشخص بدوار بسيط مع حرارة وعرق، وبعد دقائق معدودة يشعر أن جسمه أضحى خفيفا، وأن هناك صفاء في وجهه.

- هناك من يقول إن الحجامة تسهم أيضاً في الوقاية الصحية، ما مدى صحة ذلك؟
هذا صحيح، ولقد فعلها النبي (ص) حين اشتكى ذات مرة من رأسه، وهو بطريقه للحج فاحتجم، وحين اشتكى من الآلام برجليه - وكان بالحج أيضاً - احتجم، في أقل من أسبوعين احتجم مرتين، لماذا؟ لأن الضرورة تطلبت ذلك، وعليه فأنا أؤكد أن الحجامة وقاية وحفظ للصحة، إذا أقدم المرء على الحجامة مرة في الشهر فإنه لا إشكال بذلك.
ولي أن أشير هنا الى أن أول ما يرفع من مستوى أداء الجهاز المناعي الحجامة، وهي أسرع علاج يحقق ذلك.

- كم نسبة الذين يحجمون بالبحرين؟
كثير، وكما قال الشيخ عادل مطر: “في كل داعوس في حجام أو حجامه”، ومنهم من اتجه للحجامة لتحقيق الربح المالي لا أكثر، ومن الجنسين، ولكن كم منهم يعي الأعضاء وطبيعة وظائفها؟ وكم منهم يميز الفرق ما بين المرض والعارض؟ قلة.

- هل أفهم من كلامك أنها أضحت تجارة رائجة للبعض؟
بالتأكيد، جموع منهم تسعى لتحسين أوضاعها المادية من خلال التوجه للحجامة كمهنة تجارية بحتة.

- هل لك أن تسرد لنا بعض القصص العلاجية للحجامة؟
بكل تأكيد، فأخي - رحمه الله - كانت به جلطة دماغية، وحين بدأ يعي طلب من شقيقتي أن تمزج له عشب (القسط الهندي) مع الشراب، وبعدها بفترة وجيزة بدأ يحرك أصابع قدميه، فتأثير القسط الهندي على القدم كان سريعاً، ثم بدء يعي من هم حوله، ويتعرف عليهم، ويميزهم، وبعد مرور شهرين، تم ترخيصه من المستشفى، قمت بعدها بتحجيمه، في اليوم التالي مشى على قدميه، وهذا من فضل الله عز وجل.
قصة أخرى ترتبط بابنته، حيث تعرضت لحادث بليغ قذفت من خلاله من نافذة السيارة، وأكد لي الطبيب أنها تعرضت لثلاثة انفجارات دماغية وأنها لن تعيش لفترة طويلة، وحين كانت بغرفة الإنعاش، طلبت من والدتها أن تقدم لها القسط الهندي مع الطعام.
وبدأت بعد فترة وجيزة تعي تدريجياً ما حولها، وبدأ الدم يغذي الدماغ وما حوله، لأن القسط الهندي ينشط الدورة الدموية، ويعالج أي خلل أو تخثر بالدم، ويضخ الأكسجين الجديد للخلايا لتعيش من جديد، وبعد أن رخصوها حجمتها، واليوم ما شاء الله صحتها متقدمة وكذلك ذكاؤها، ولمن هم في مثل حالتها فالوصول لوضعها الراهن أمر مستبعد، بل مستحيل.

- وماذا عن حالات الكسور؟
لدي حالات كسور عديدة، منها كسر بالقدم لأحد المرضى، وبعد أن أزيلت له الجبيرة قمت بتحجيمه، فرجع حال العظم كما كان عليه طبيعيا للغاية، بل ذهب لأكثر من مستشفى بالسعودية وأجرى أشعة لساقه وتبين أنها طبيعية للغاية، بل إنه حين عرض صور الأشعة لساقه أثناء الكسر للأطباء لم يصدقوا ذلك وذهلوا.

- هل تحتاج الحجامة إلى تنظيم قانوني؟
نعم، فالوضع القائم تشوبه الفوضى، ولي أن أشير الى ان وزارة الصحة لا تعترف بها كوسيلة علاجية، فإذا كان المكلف من الوزارة بمتابعة موضوع الحجامة لا يمتلك أية معلومات عنها فكيف له أن ينظم عملها مستقبلاً؟

- بماذا تنصح فيما يتعلق بحماية المجتمع من النصابين في السياق ذاته؟
يفترض بمجلس النواب أن يشرع تشريعات غليظة تجاه النصابين والدجالين والذين يمزجون عادة السحر بمفاهيم الطب النبوي لتحقيق الربحية المالية لا أكثر، حالياً لا توجد قوانين تجرم السحرة ومن بحكمهم، ناهيك عن أهمية منح “الصحة” التراخيص لذوي العلم بهذا الجانب.