+A
A-

“هيومن رايتس وتش” تطالب طهران بإطلاق سراح 65 أحوازيًّا

طالبت منظمة هيومن رايت وتش السلطات الايرانية بإطلاق سراح 65 معتقلا من الاحواز العربية المحتلة كانت قد احتجزتهم خلال العام 2011 ومطلع هذا العام. وكشفت “هيومن رايت وتش” في تقرير اصدرته الثلاثاء الماضي عن ان اثنين من النشطاء العرب في الاحواز المحتله قد توفوا تحت التعذيب داخل مراكز الاعتقال الايرانية وفقاً للتقرير. وعبرت المنظمه الدولية عن قلقها ازاء ممارسات السلطات الايرانية على لسان نائب مدير قسم الشرق الاوسط جوستورك في المنظمة والذي طالب الحكومه الايرانية بالكشف الفوري عن اسباب احتجاز المعتقلين العرب والسماح لعائلاتهم بزيارتهم او تأمين محاكمات وتوفير محاميين. وذكر التقرير الى معلومات وردت من داخل الاحواز تشير الى ان اسباب الاعتقالات تعود لكتابة بعضهم عبارات تعاطف مع الربيع العربي والدعوة لمقاطعة الانتخابات البرلمانية المزمع اجراؤها الشهر القادم. من جانبه وصف عضو المنظمة الاوروبية – الاحوازية لحقوق الانسان الناشط عيسى ياسين التقرير بالخطوه الهامة التي جاءت بعد جهد كبير نتيجة للتحديات المختلفة التي يواجهها النشطاء الاحوازيون
وقال ياسين في تصريحات لـ”البلاد” ان اكثر التحديات التي تواجه المنظمات الدولية هي عملية التوثق من المعلومات التي ترد اليها من النشطاء الاحوازيين لاسيما ان سلطات الاحتلال الايراني تفرض تعتيما شديدا حول مصير المعتقلين الاحوازيين.
واشار ياسين الى ان اثنين من المعتقلين العرب وهم ناصر ابوشوكة -19 عاما- ومحمد الكعبي-34 عاما- قد توفيا تحت التعذيب داخل مراكز الاعتقال الايرانية وابلغت عائلاتهم بوفاتهم دون ان يسمح لهم بدفنهم او فتح مجالس عزاء لهم. وكشف ياسين عن ان منظمته قد اضطرت لمخاطبة بعض المنظمات الدولية حول انحياز بعض اعضائها من الذين ينتمون لاصول فارسية عند التحقق من قضايا تتعلق بالاحواز العربية المحتلة.
وقال ياسين “التقرير خطوة جيدة ومهمة وقد جاءت بعد جهد كبير وتواصل مع هيومن رايت وتش التي اصدرت هذا التقرير مؤخراً والذي يعرض جزء بسيط من المعاناه التي يواجهها اهالي الاحواز العربية تحت الاحتلال الايراني”.
واضاف” بلاشك هناك بعض التعبيرات التي استخدمت وكذلك اسماء بعض المدن لم تذكر بالصورة الصحيحه مثل عبارة (عرب ايران) او استخدام التسيمات الفارسية للمدن وهذا ناتج عن سياسات ايران الهادفه لطمس عروبه الاحواز المحتلة واعطاء المدن العربية اسماء فارسية وتغير الديمغرافية”.
وحول التحديات التي تواجه نشطاء الاحواز قال ياسين “هناك العديد من التحديات ابرزها عملية التوثق من صحة المعلومات وهي مسألة ليست بالهينة امام ما تفرضه سلطات الاحتلال الايراني من تعتيم كبير حول اوضاع المعتقلين ومنع وصول اهاليهم لهم وهذا بالتالي يبطيء من وتيره اصدار اي تقارير او معلومات دون التأكد منها بصوره تامة”.
واضاف “أضف الى ذلك الى ان بعض النشطاء في منظمات عديدة قمنا بمخاطبتها هم من اصول فارسية ويتعاطون مع قضية الاحواز بحس قومي حتى وان كانوا يدركون تماماً ممارسات النظام لان القضيه تبدو حساسه بالنسبة للقوميه الفارسية بمناىء عن النظام، وقد شرحنا للاخوه الاوروبين مدى حساسيه هذه المسأله بالنسبة للقوميه الفارسية”.
وحول حالات الاعتقال والوفيات التي ذكرها التقرير قال ياسين “لقد تحدث التقرير عن الانتهاكات التي وقعت في العام 2011 وبعض حالات الاعتقال التي وقعت ايضا في مطلع هذا العام 2012. هناك 65 حاله اعتقال لاحوازيين في مناطق متعدده من الاحواز المحتلة، ومنها في منطقه “الحميدية” غرب العاصمة الاحواز واخرى في مدينة “سوسة” شمال غرب الاحواز العاصمة.
واضاف” ابرز هذه الانتهاكات هي التي وقعت بحق الشاب يدعى ناصر ابوشوكه – 19 عام- والذي تم اعتقاله واقتياده الى مكان مجهول وبعد اسبوع تم تسليم جثته لذويه وعليها اثار التعذيب وتكسير الاطراف،ايضا ما تعرض له شاب اخر يدعى محمد الكعبي 34 عام والذي اعتقل الى جانب والده وشقيقته خديجة حيث ابلغت عائلته بوفاته فيما بقي والده وشقيقته رهن الاعتقال دون معرفة مصيرهم او اسباب اعتقالهم”.
واشار ياسين الى ان سلطات الاحتلال الايرانية كانت قد اعتقلت داعيه اسلامي يدعى عبدالواحد حميد ولم يعرف حتى الان مصيرة.
وكان تقرير هيومن رايت وتش قد اكد على ان حملات الاعتقال التي نفذتها السلطات الايرانية جاءت بسبب شعارات مناهضه للحكومه والعبارات التي كتبها اهالي الاحواز على جدران الممتلكات العامة للتعبير عن تضامنهم وتعاطفهم مع الربيع العربي والدعوه لمقاطعه الانتخابات المقرر اجراؤها في 2 مارس/اذار القادم.
وعبرت المنظمه عن قلقها حيال المعتقلين لاسيما ان بعضهم قد يواجه حكم الاعدام الفوري اذا تمت ادانتهم من قبل محاكم الثوره.
واشار التقرير الى انه وفقا لعده تقارير صدرت من مجموعات حقوقية احوازيه فانه يوجد ما لايقل عن 18 احوازي من منطقه الحميديه- 25كم غرب الاحواز- قد تم اعتقالهم في 28 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من بينهم حسن مانابي وهو ناشط بارز وشقيقه، حيث كان حسن قد اعتقل عده مرات من قبل السلطات الايرانية وتعرض خلال الاعتقالات للتعذيب من قبل الاستخبارات الايرانية قبل ان يتجه في العام 2010 لطلب اللجوء السياسي الى تركيا الا ان السلطات الايرانية قامت باعتقال زوجته كي يضطر للعوده الى ايران وبالفعل قام بتسليم نفسه الى المخابرات الايرانية التي وجهت اليه بعد ايام قليله تهمه التجسس لصالح الولايات المتحدة الامريكية والعلاقات مع جماعات عربية معارضه في الاحواز.
وذكر التقرير ايضا ان احد النشطاء الاحوازيين قد ذكر ان الجولة الاخيرة من الاعتقالات قد بدات في الحميديه عندما اعتقلت السلطات الايرانية في 10 يناير/كانون الاول الماضي تسعه من الاحوازيين بالاضافة الى اربعه اخرين في 26و30 من يناير الماضي جميعهم تترواح اعمارهم ما بين 20- 28 عام كانوا قد شاركوا بمظاهرات طالبت السلطات الايرانية بتحسين اوضاع الاحوازيين.
واشار التقرير الى ان السلطات الايرانية اعتقلت ما لايقل عن 27 احوازي في منطقه “سوسه” 115 كم شمال غرب الاحواز العاصمة من بينهم محمد الكعبي الذي توفي في مراكز الاعتقال التابعه للاستخبارات الايرانية المحلية حيث قامت السلطات الايرانية بابلاغ عائلته بوفاته بعد ان دفنت رفاته ومنعت عائلته من اقامه مجلس عزاء له.
فيما ذكر التقرير ان السلطات الايرانية اعتقلت شاب يدعى ناصر ابوشوكه في 26 يناير/كانون الاول الماضي قبل ان تتصل الاستخبارات المحلية بوالده وتطلب منه الحضور ليتسلم والده وعندما وصل الى مركز الاستخبارات كان الابن قد اودع داخل سيارة اسعاف ونقل الى مستشفى “جولستان” حيث شاهد افراد عائلته اثار التعذيب والكدمات على وجهه داخل المستشفى, الا ان السلطات الايرانية رفضت تسليم جثته كي تتمكن عائلته من دفنه وزعمت ان وفاته كانت لاسباب طبيعية.
وذكر احد النشطاء الاحوازيين- حسب تقرير هيومن رايت وتش- ان السلطات الايرانية قد نفذت عمليات اعتقال واسعه منذ مطلع فبراير/شباط الجاري بحق ابناء الطائفه السنية من الاحوازيين العرب فيما تنتشر قوات الامن بصورة مكثفة في مختلف مناطق الاحواز المحتلة.
واشارت هيومن ريت وتش الى انها تلقت العديد من اسماء الاحوازيين الذين اعتقلوا او قتلوا، الا انها لم تتمكن من التحقق من ظروف اعتقالهم بسبب القيود التي تفرضها السلطات الايرانية على اي نشاط حقوقي داخل الاقليم ورفضها تقديم اي معلومات حول المعتقلين الاحوازيين العرب.
وكانت هيومن رايت وتش قد دعت السلطات الايرانية للسماح لوسائل الاعلام المستقلة ومنظمات حقوق الانسان للوصول الى تحقيق في مزاعم الانتهاكات الخطيره التي يتعرض لها سكان الاحواز.