العدد 5965
الأربعاء 12 فبراير 2025
النرجسية هل تضعف المجتمع..!!
الأحد 12 يناير 2025

مع صباح كل يوم جديد نتوقع أن يكون صباحا جميلا مشرقا ومصدرا للأمل والسعادة، فأصبحنا نتفاجئ بأمراض جديدة زيادة على الأمراض التي نعاني منها ويعاني منها المجتمع مثل الغيرة والحسد والكراهية والتنمر، الآن برز مرض (النرجسية)، وهو مرض يصفه قاموس (كولينز) باللغة الإنجليزية النرجسية بأنها "اهتمام استثنائي بالذات أو الإعجاب بها، خاصة المظهر الجسدي للشخص"، إنه الإفراط في حب الذات، والاهتمام بالمظهر الخارجي وراحة الذات وتضخيم الفرد من أهميته وقدراته، بمعنى أن الشخص النرجسي يعطي نفسه حجما كبيرا متوهما، وهو في الواقع غير حقيقي، مثلا إذا نظرنا للشخص النرجسي ربما نجده بلا أي إنجاز على المستوى الشخصي في حياته، لا على المستوى الأكاديمي ولا على المستوى الاجتماعي و المهني..!.

وفي موسوعة (Wikipedia) نجد أن النرجسية تعني "حب النفس أو الأنانية، وهو اضطراب في الشخصية حيث تتميز بالغرور، والتعالي، والتكبر، والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين"، ويؤكد الخُبراء في (mayoclinic) أن النرجسية حالة مرَضية تؤثر على الصحة العقلية للمريض الذي ينتابه حينها شعور مبالغ فيه بأهميته، ويحتاج إلى الاهتمام والإطراء من الآخرين بشكل زائد ويسعى إلى ذلك، وبما أنها حالة مرضية إذن هي تؤثر في المجتمع بشكل أو آخر، لأن الشخص المريض يؤثر في من حوله من البشر، أعتقد أن هذه النقطة حقيقية بالفعل الواقعي لأننا نتأذى بمن حولنا الذي يعانون اضطراب الشخصية.

الأسرة عندما يكون بينها (نرجسي) فهي تعاني أمر المعاناة لأنه يؤثر بشكل كبير على العلاقات بين أفرادها، ويمكن أن يتسبب هذا الشخص في تكوين علاقات متوترة ومشكلة مع الآخرين، حيث يكون نرجسي غالبًا متمردا على وجهات نظر الباقين ولا يحترم لهم رأي ولا رغبة، ويكون مصدرا للخلافات لذلك يصعب على الأشخاص التعاون معهم وفهم توقعاتهم المفرطة للتميز والاهتمام بهم، وبالتالي هذا الأمر يتحول من الأسرة الواحدة إلى المجتمع فتصبح العلاقات بين أفراده متوترة على الدوام بسبب  المشاكل التي يخلقها هذا النرجسي.

من أكبر الإشكالات أن يكون أحد طرفي الشراكة الزوجية مصاب بالنرجسية، هي مسألة في غاية الألم والشعور بالأحباط والفشل، ذلك لأن التعامل مع (النرجسي) إذا كان الزوج أو الزوجة مسألة في غاية الصعوبة، فالمتأذي من هكذا علاقة يرى أنه فشل في حياته الزوجية كونه شريك لمريض، ويعتقد اعتقادا جازما أن هذا المرض يستحيل علاجه، فالتعامل مع شخص نرجسي، هو من أصعب ما قد يمر به الإنسان في حياته، وأن ترتبط معه بعلاقة لا تستطيع الخروج منها بسهولة، هناك الكثير من المصابين يتصفون بالعدوانية في التعامل مع الآخرين حتى ولو كانوا من الأقارب بالدرجة الأولى، ولا يتحملوا وصفهم بالنرجسية فهم يعتبرونها اساءة بالغة لهم.

البعض يعتقد أن المرأة إذا كانت نرجسية تكون صعبة جدا في التعامل معها ولا تتحمل إي نقد يوجه لها وتكون شرسة، لأن شعورها بالنقص هذا ما لا تتحمله مهما كان الحال، بينما هناك من يرى أن الرجل النرجسي صعب جدا في تعامله مع الناس للدرجة التي يمكنه فقدان أعز الناس إليه، فتبقى المشكلة مركبة فهو يريد الإطراء عليه باستمرار، فكيف إذا تلقى الانتقادات في تصرفاته نتيجة لما يعانيه من (نرجسية)؟!.

أعتقد أن اشاعة المعرفة بشكل عام في المجتمع تُجنب الناس الاصابة بمثل هذه الأمراض، ثانيا ممارسة القراءة ومتابعة وحضور الفعاليات الاجتماعية والثقافية والفنية، ومشاركة الناس افراحها واتراحها له تأثير كبير في الشخصية فكلما كان الإنسان البالغ الراشد بعيدا عن الثقافية والتزود بالمعرفة وبعيدا عن الانشطة العامة في المجتمع ولا يعطي نفسه المجال في الاطلاع يكون جاهلا وبالتالي يكون عرضة للإصابة بالكثير من الأمراض.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .