العدد 5808
الأحد 08 سبتمبر 2024
banner
أوقفوا دعم العاطلين!
الإثنين 12 أغسطس 2024

تأثير الدعم المادي للعاطلين
دأبت حكومة مملكة البحرين على توفير أسباب الحياة الكريمة للمواطنيين و المقيمين و تعزيزها بخدمات ترقى الى مستوى الترف! وتحمل الحكومة على عاتقها دعم الكثير من المواد الاساسية بل حتى الخدمات الاجتماعية. 

أن الدعوم الممنوحة للمواطنيين لها آثار ايجابية على تحسين المعيشة و لو بشيئ بسيط، وهناك مطالبة و حث من جهات عديده على رفع قيمة الدعوم، و هو مطلب شعبي يتهافت عليه من يتطلع لكسب الترحيب و القبول من الشارع، وبناء قاعدة جماهيرية تساندة في تطلعاته المستقبلية، وربما دافع المطالبين هو حبهم لعمل الخيرو الجانب الانساني فيهم، ولا شك في هذا، ولكن هل فعلا الدعوم الممنوحة للمواطنين تساعدهم بشكل كاف؟؟

التطرق الى رفع الدعم عن الجميع قد يعد الحديث فيه كبيره من الكبائر!، والنبذ مجتمعياً وارد!، من وجهة نظر البعض دون ان يخوضوا في آلية الدعم و الآثار المترتبة عليه او التطلع الى ماهو افضل منه.
شاب موضوع دعم العاطلين الكثير من اللغط و غلاظة المعاملة المؤسسية لهم" قطع، ايقاف او افقال الملفات " وقد كان ذلك محور التذمر من المستفيدين، بالاضافة الى ان الدعم محكوم بمدة زمنية و ينتهي و لا اعلم كيف تم احتسابها؟؟ هل هي مقتبسة من مدة الحمل؟؟ و بعدها سيخرج انسان جديد ناضج الفكر و التوجه المهني او محطم النفس و الارادة!!

رغم استراتيجية الحكومة لدعم العاطلين الا انه قد حدثت اخفاقات و هذا ممكن تجنبه و تداركه بدراسته ووضع آلية لتصحيح عملية الدعم بتكاتف الجهود وايجاد معايير افضل لتسييرعملية الدعم.

نظرا لاهمية و حساسية الموضوع، اتسائل هل الدعم هو الحل الصحيح و السليم لهذه الفئة من المجتمع و هل نحن نبني و نعزز فيهم الانتماء للمجتمع او هو مسكن آلام قد يفقد فيها شهيته للشراكة المجتمعية مستقبلاً، لهذا الجانب تطرقت عدة مؤسسات اكاديمية لدراسة السلوك للعاطلين و المشمولين بالدعم و للاسف كلها خارج مملكة البحرين و لم نجد اي مؤسسة محلية اخذت على عاتقها دراسة سلوك العاطلين و التوقعات المستقبلية لهم، و لا اعتقد ان النتائج ستختلف كثيراً عن تلك الدراسات، بايجاز سنتطرق الى اهم النتائج والحلول المقترحة و الممكن اتخاذها ودراستها جانبياً من قبل المعنيين.  

يمكننا بايجاز ذكرالآثار السلبية للفرد اوالعاطلين،فيما يلي من اطروحات: (رسالة ماجستير، جامعة اليرموك، اربد، الاردن. رائد طربوش، 2010) و (المشكلات الاجتماعية ط1، دار وائل للنشر والتوزيع، عمان، الاردن. جميل خضر 2013)
1. الإحساس بنبذ المجتمع للعاطل عن العمل مما يولد عنده الشعور بالعجز من أن يكون أنسانا صالحا في المجتمع.
2. الشعور بالكآبة، الذي قد يصل إلى الرغبة بالانتحار.
3. العدوانية الشديدة والقيام بأعمال تضرالأسرة . 
4. الشعور بالاغتراب و الرغبة في الهجرة بحثاً عن مستقبل أفضل، قد يضطر فيها بالقبول بأي عمل.
5. تُعّد البطالة من عوائق التفكير والابداع.
6. البطالة سبب من اسباب الفقر و عائقً لتكوين أسرة و استقرار الفرد.
7. للبطالة آثار سيئة أخرى كـ (القلق-السخط-الشعور بعدم الانتماء للمحيط الذي يعيش فيه وبالدونية).

وينجم عن البطالة آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية على الفرد والمجتمع على حد ٍّ سواء، ومن أهمها:
1. توقف جزء من الموارد البشرية عن الإنتاج أي تعطلها، مما يعني هدر في طاقة مورد اقتصادي مهم لم يتم استغاله بالطريقة المثلى.
2. انخفاض في مستوى الدخل الشخصي يؤدي إلى تدني المستوى المعيشي، ونقص التغذية فتنخفض الانتاجية،وبالتالي
يبقى مستوى الدخل متدني مما تزيد من مشكلة الفقر.
3. انخفاض الانفاق الاستهلاكي مما يقلل من حجم الطلب ويسبب الركود وفائض في الإنتاج الكلي.
4. انخفاض حجم الأدّخار مما يقلل من فرص تشغيل عناصر الانفاق و الاستثمار و الأنتاج.

الآن هل حقق الدعم تطلعات العاطلين؟، نحن اليوم بأمس الحاجة الى دراسة الحالات المستفيدة من الدعم و قياس التغيرات المادية و الاجتماعية و النفسية لهم، و قراءة المعطيات حتى نتمكن من وضع استراتجية جديدة تصحح مسار رؤية مملكة البحرين، ربما نحتاج الى وقف الدعم وحث العاطلين للدخول في برامج اخرى تنمي مهارات معينة ممكن ان تكون مصدر للترزق او تأهلهم لشغل وظائف في أحد القطاعين, لماذا يريد البعض زيادة القيمة المادية للدعم! ونحن بحاجة الى حث العاطلين الى للتمهن و الانخراط في سوق العمل بدل التخاذل / الكسل بسبب الدعم المؤمن له.

سوق العمل ممتلئ حتى العنق بالوافدين، نعم و نحن ننادي بالتنظيم و احلال البحريني المواطن بدل الوافد، ولكن اليوم نحن بحاجة لوقف النزيف قبل البدء بعملية العلاج، من خلال وضع استراتجية جديدة، و هي فتح باب التجنيد الاجباري، سواء كان في مجال الخدمة العسكرية او المدنية مثل التمريض ،الاطفاء وما على شاكلتها من اعمال تخدم المجتمع ، و نقل القيمة المادية للدعم الى تلك الموسسات كدعم راتب للعاطل.

الانخراط بمؤسسات المجتمع سيعني للعاطل الكثير اهمها الانتماء للمجتمع، الشعور بأهميته فيه و مكافأته مادياً على الخدمة التى يؤديها، كسب الخبرة العملية و الحياتية مع انخراط العاملين في المؤسسة.
الفوائد الاخرى المرجوة من ادماجهم في المؤسسات، حثهم على تطوير انفسهم مهنياً، اكاديمياً و ربما يسلك في مجال تجاري او يحصل على فرصة عمل افضل بعد كسب الخبرة و المعرفة.

اخيراً اعتقد نحن بحاجة لدمج العاطلين في مؤسسات المجتمع و ايقاف الدعم ، حتى نحمي المجتمع من سلبيات وجود العاطيلن فيه وخسارة الطاقات البشرية المتوفرة لدينا.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية