لا تسعني الكلمات للتعبير عن مدي الأسي والحزن فى عزاء شهداء الواجب . لحظات لن تُنسي ؛ ففي تلك الليلة المشئومة تحديدآ كانت "أم الشهيد" تشعر بالقلق الغير مبرر ، لم ترغب بتناول عشائها كعادتها كل ليلة وبالكاد تناولت أدويتها المُقررة قبل نومها وخلدت للفراش لكنها كلما حاولت إغماض عينيها إذ بها تصحو بفزع وجزع من نومها لأكثر من مرة ، في حالة إستغراب من هذه الحالة لا تدري ما سبب قلقها الغريب تلك الليلة وإستمر الحال لساعاتٍ طويلة إلي أن فقدت الأمل في غفوة النوم ؛ فنهضت من فراشها وأحضرت هاتفها ليطمئن قلبها علي ولدها الوحيد علًها إن سمعت نبرات صوته تستطيع العودة إلي فراشها وتغفو مُطمئنة . تشعر الأم بِغُصة ونبض قلبها غير منتظم بل متزايد ؛ فولدها لا يُجيب علي إتصالاتها المتكررة ما يزيد عن التسع مرات،عقلها يُردد "لا داع للقلق إنه نائم أو ربما مشغول" ولكن قلبها يتملكه شعوراً آخر؛ فقد توقف نبضه ونبضها في نفس لحظة إستشهاده وصرخ قلبها صرخة إستغاثة  ثم جاءها الخبرالأليم الذي يؤكد إستشهاده .. إنه قلب أم الشهيد الذي إنفطر وإنفطرت معه قلوبنا جميعآ .
  ولا أقول إلا ما يرضي الله " إنا لله وإنا إليه راجعون " أُنعي بتلك الكلمات أمهات وأسر شهداء الواجب البحريني ، يقول الحق سبحانه وتعالي "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" .
إن الشهادة في سبيل رفع راية الوطن هي قمة البطولة والإقدام ؛ فالوطن غالٍ وفي سبيله تهون الأنفس فهو الحصن الذى تجتمع فبه جميع قلوب أبناء الوطن الشرفاء دفاعاً عنه ، وأسأل الله أن يرحم شهداؤنا البواسل وأن يسكنهم فسيح جناته ويجزي أهلهم وذويهم الصبر والسلوان ، ولا أراني الله حزنآ في مملكة البحرين ملكاً وشعباً وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان .