كنت أتسوق بأحد المتاجر بدولة أوروبية إذ بي أصطدم بجدار أشبه بلوحة فنية ، له بريق بلون البحر يلمع كلما زاغ نظري تجاهه، في البداية ظننته بابآ لغرفة تبديل الملابس أو مخزنآ لذلك المتجر لكن سرعان ما أدركت ما حدث لي؛ فقد تحركتُ مخترقة ذلك الجدار إلي ضفة بحر وتبدل المشهد من متجر لشراء الملابس إلي ساحل بحر من اللآلي الزرقاء باهرة المنظر ، و"الغريب" يقف من بعيد يُطل بنظره يرقبني من بعيد مشيراً لي لمكان به نوع من الورود لونها أزرق يطلق عليها " زهرة الكوبيه الزرقاء " إنها زهرة الحقيقة من يقف أمامها يري ما خُفي عنه ، وعلي الرغم من أنه لا يستطيع الإقتراب أكثر إلا أنني لا أفكر سوي بالورود الزرقاء وكيف أصل إليها .
هل تعرفون تلك الرغبة كونك تري شيئآ جميلآ تريد أن تقتنيه لذاتك ؛ كإقتنائك لكتاب مميز أو لوحة فنية بهدف الإستمتاع بها طالما تغلغل لروحك شعوراً بالراحة حين النظر إليها ! فما بالك بزهرة الحقيقة الساحرة لكنك إذا فكرت أن تلتقطها ستمنع عنها روح الحياة أو ستُفقدها حياتها كي تُحْيي روحك الصامتة بحقائق مسلية وربما مزعجة!!
وبعد عناء الطريق وصلت إلي وجهتي حيث النهر علي الضفة المقابلة الذي تنبُت فيه الزهرة الزرقاء وحينما رأيتها كان من المتوقع أن أقطف الزهرة وأرحل سعيدة منتصرة لكني أدركت فور وصولي أن علي قدر جمالها وسحرها سوف أقتص حياتها لمجرد سعادة وقتية بمعرفة ما جئت لأجله- فلم أفعل- وآثرتُ الإستمتاع بمنظرها الجميل عاكفة أمامها لساعات دون ملل أري وأسمع في صمت تام، كذلك هي الحياة أحياناً ربما لا تحلو بالعمق أو التعمق وربما أقصد التعلق لدرجة إقتناص شيء ما أو الإصرار علي إمتلاكه ؛ ففي الترك راحة ! صدقوني .. في الترك راحة !
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |