كما أفتقد أبي في أوقاتي الصعبة أفتقده أيضاَ في أوقاتي السعيدة ونجاحاتي ، لم أراه بحفل تدشين كتابي الثاني لم أستطع الإستمتاع بنظرات فخره بي وبما حققته من إنجاز ! لم يضمني إلي ذراعيه أمام الحضور.
لم أركض من السعادة تجاهه لأرتمي بأحضانه فلازلت طفلته المدللة !! لم يحضر ملاكي الحارس ولم أجد وسيلة ألقاه بها حتي لوكان لقاءاً هولوغرامياً !
أردت فقط أن ألمس وجه أبي أتحسس تجاعيد وجهه أنغمس بهالة نوره الأوحد ، لقد حضر أخي المفضل وغمرني بالسعادة لكنه لم يُعوض حضور أبي ، إنها المرحلة التي لا تعود بعدها الحياة إلى ما كانت عليه ؛ فينكسر ذلك الضلع الذي يُقوي قلبك ويظل مكانه خاوياً ألماً .
كنت أنظر للحاضرين بسعادة لكنني كنت أبحث بينهم عن ملامح وجهه وقلبي يعتصر؛عيناي مُسلطة بإتجاه باب قاعة الحفل علًه سيأتي ولومتأخراً وعلَني ... !
كانت ليلة سعيدة بملامح يتخللها خريطة الصبر.. ليلة محفورة بالذاكرة وبوصلة الأمل تتوسطها .
أين زهرة عصفور الجنة يا أبي لم تحضرها لي كما عودتني؟! ولم تأتي !!..
إنه الثمن الذي تدفعه مقابل إمتلاكك لأب عظيم؛ تحصل على الحلوي وغزل البنات ، تحصل علي العجائب ، والفرح، واللحظات السعيدة، ولكنك تذرف الدموع في النهاية أيضًا.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |