العدد 5672
الخميس 25 أبريل 2024
banner
د. عدنان محمد القاضي
د. عدنان محمد القاضي
الموهوبون ذوو تشتت الانتباه والحركة الزائدة (2-3)
الخميس 01 ديسمبر 2022

تتمَّة للمقالة السابقة وما تمّ تناول فيها من موضوعات تمركزت حول مفهوم تشتُّت الانتباه والحركة الزائدة؛ مفهوم الموهبة مع تشتُّت الانتباه والحركة الزائدة؛ الفرق بين الموهوبين ذوي تشتت الانتباه والحركة الزائدة وغير الموهوبين من نفس الفئة؛ أنماط الموهوبين ذوي تشتُّت الانتباه والحركة الزائدة؛ وفئاتهم، ونستكملُ ما تبقَّى منها فيما يلي:


خصائص الموهوبين ذوي تشتت الانتباه والحركة الزائدة
تتميَّزُ في الغالب هذه الفئة بعدد من الخصائص يُمكن تلخيصها على النحو الآتي:
1. كثر التململ والتبرم والمعاناة من مشاعر القلق، ويُظهر ذلك في حركة القدمين واليدين.
2. كثرة الحركة والتنقُّل وترك مكان الجلوس والخروج والدخول من دون استئذان.
3. المشي أو الركض بطريقة متطرّفة.
4. عدم اتّباع التعليمات وصعوبة الالتزام بالدور.
5. التدخُّل في شؤون الآخرين والعبث بأشيائهم، وإساءة تفسير سلوكاتهم ونواياهم.
6. عدم تركيز الانتباه والاستمرار فيه لفترة طويلة أو كافية من الزمن.
7. التسرُّع والاندفاعيّة الكبيرة سواء في الحديث، أو الإجابة عن الأسئلة أو القيام بالأعمال.
8. تجنّب الاندماج والمشاركة مع الآخرين، في الأنشطة التي تتطلّب الانتباه والمثابرة والتركيز.
9. يُظهرون مهارة فائقة في القدرة الرياضية.
10. أداؤهم في أحد المقررات الدراسية مرتفع جداً.
11. ارتفاع قدرتهم على التفكير المُجرَّد بشكلٍ ملحوظ.
12. يكونوا أسرع منْ أقرانهم في تعلُّم المهام المختلفة.
13. يتميَّزون بمهاراتهم في استخدام استراتيجيات ما وراء المعرفة (مثل: التصنيف، التجميع، وتنظيم الأشياء وفقاً لنمطها أو خصائصها المكانية).
14. يبدون اهتمامات أكثر تخصُّصاً قياساً بأقرانهم منْ نفس الفئة العُمرية.
15. يؤدون أنشطة مشابهة بأساليب أكثر تعقيداً، ومع مرور الوقت يُصبحون أكثر كفاءةً في أداء مثل هذه الأنشطة.
16. لديهم قصور في سلوكياتهم الاجتماعية.
17. يبدون اهتماماً فائقاً بالعدالة مِمّا يعكس مستوى متقدم لقدراتهم على التفكير الخُلُقي.
18. كثرة النسيان للعديد من الأنشطة، وفقدان الأشياء والأدوات، ولا سيّما الضروري منها لإنجاز الوظائف والمهمات. 

أسباب تشتت الانتباه والحركة الزائدة لدى الموهوبين

هناك الكثير منَ الأسباب التي وردت في الأدب التربوي الخاص بهذه الفئة من ذوي الخصوصية المزدوجة، ونذكر بعض ما ورد عند العُمري (2009): 
1. عوامل عضوية بيولوجية: الوراثة، العمليات الكيميائية الحيوية، وتلف المخ.
2. عوامل بيئية: مُضاعفات الحمل والوضع، التسمم، سوء التغذية والعقاقير، التعرّض للإشعاع، والحوادث.
3. عوامل نفسية واجتماعية: العلاقات بين الطفل ووالديه، العلاقات بين الطفل والأطفال الآخرين، والبيئة المدرسية.

الإجراءات الوقائية والعلاجيّة للموهوبين ذوي تشتت الانتباه والحركة الزائدة

أولاً: الإجراءات الوقائية
فيما يلي نستعرض عددًا من الإجراءات الرئيسة المختصَّة بالجانب الوقائي: 
• توفير البيئة الصحيّة المناسبة للأم.
• توفير ظروف مناسبة للولادة الطبيعية.
• تجنّب إثارة الطفل ومضايقته على نحو مفرط.
• تقبُّل الطفل والتكيُّف معَ مزاجه غير المتَّزِن.
• مراعاة عدم الإفراط في توجيه اللوم والنقد لسلوك الطفل.
• توفير أدوات الترفيه المناسبة، وعدم الحرمان منَ اللعب أو فرض أنشطة مُحددة عليه.
• ضبط البيئة المنزلية والمدرسية من خلال العمل على التقليل من مشتّتات الانتباه.
• تعريض الطفل إلى نماذج إيجابيّة ما أمكن (قدوات).
• استخدام الإرشادات والنصائح، وعدم إظهار الملل أو التعب من حالة الطفل، مع ضرورة توفير بيئة آمنة له يسودها القبول والرفق والحبّ.
ثانيًا: الإجراءات العلاجيّة
يُمكِننا استعراض ستَّة إجراءات مقترحة، وهي:
1. الوسائل الطبيّة: تتضمن إعطاء العلاج الطبّي (عقار Ritalin) وغيره؛ لزيادة الانتباه لديهم، والحدّ من حركاتهم المفرطة وتعزيز مستوى التوازن لديهم.
2. التدخُّل السلوكي: بتوظيف مبادئ التعلم المستمدّة من نظريات التعلم السلوكيّة، التي تركِّز على السلوك الملاحظ على نحوٍ مباشر، والتحكُّم بالمثيرات البيئية، ويشمل عدّة استراتيجيّات:
• إعداد بِطاقة المتابعة اليومية.
• استخدام إجراء تكلفة الاستجابة.
• توظيف مسابقة الكسب الصفّي.
3. التدخل المعرفي: تنمية المهارات والقدرات العقلية التنفيذية، والتي منها التخطيط والتنظيم والتنفيذ والمتابعة والتقييم، وكذلك تنمية قدرات الذاكرة لديهم على الحِفظ والاسترجاع.
4. طريقة تشغيل الانتباه: رفع كفاءة الانتباه وزيادة سعته، وتنمية الانتباه السمعي والبصري من خلال عرض الصور والمجسّمات للأشياء من مختلف الألوان والأحجام ومواد الصنع، وكذلك تسجيلات صوتية، ويُطلب منهم ذكر عدد مرّات سماعها أو مرّات رؤيتها. على أنْ تقدَّم التغذية الراجعة المناسبة لأدائهم.
5. استراتيجية التركيز البصري: يتمّ تقديم المهمات والتعليمات لهم بصريًّا مع الحرص الشديد على إزالة جميع أنواع المشتتات من البيئة المحيطة، ويُطلب منهم التركيز والنَّظر إليها مع النَّظر إلى أعينهم وإظهار الحزمِ والتأكيد على اتّباعها. بحيث يتمّ تعزيزهم عند إظهار الاهتمام بها. وهنا ينبغي أنْ تكون التعليمات مُحددة وواضحة وتُعطى بشكلٍ تدريجي مع التشديد في نبرة التأكيد على ضرورة تنفيذها والالتزام بها.
6. المتابعة والإشراف الفردي: تستند هذه الطريقة إلى ضرورة متابعة كلّ من الأسرة والمعلمين لمظاهر التغيير في سلوكهم، مع العمل على اتّخاذ الإجراءات التوجيهية والتصحيحيّة، وكذلك الإجراءات التدعيمية. واستخدام الأساليب في التدريب والتدريس التي تناسب مستواهم وخصائصهم العقلية والانفعالية والاجتماعية، ومراعاة أنماط التعلُّم المفضّلة لديهم. وهكذا فإنَّ هذه الطريقة تستندُ إلى إجراء التعليم الموجّه تِبعًا لنوع مشكلة المتعلِّم واحتياجاته وخصائصه الفردية. 

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .