العدد 5665
الخميس 18 أبريل 2024
banner
د. عدنان محمد القاضي
د. عدنان محمد القاضي
دور مؤسسات المجتمع المدني (الأهليّة) في دعم الموهبة
الخميس 17 نوفمبر 2022

تلعبُ مؤسساتُ (مراكز أو جمعيّات أو نوادي) المُجتمعِ المدنيّ غير الربحيّة ذات العلاقةِ الوثيقة بمجالاتِ الموهبة المختلفة دورًا حيويًّا ومكمِّلًا لما تقوم به المؤسسات الرسميّة (الحكوميّة) إنْ لم تكُن مسعىً رئيسًا ومؤثِّرًا في احتضانِ سلوكات الموهوبين؛ وصقل نتاجاتهم الإبداعيّة؛ واستثمارًا لما لديهم من ملكات وقدرات فذّة رفيعة المستوى وفق أسُس علميّة معتمدة، ولما تملِكُه منْ إمكانات وفسحة من الوقت لتقديمِ خِدمات رعاية جاذبة؛ وماتعة؛ ومفيدة بعد إجراءات كشف وتعرُّف مبسَّطة في إطار بعض الاشتراطات اللازمة لاختيار القَادر والمؤهَّل للإستفادة منها. 
ومنْ أبرزِ خصائصها المؤثِّرة إنْ تكاملتْ وتعاضدت من دونِ تعارضٍ أو تضادٍ على النحو الآتي:
• التخصُّص في مجالٍ معيَّنٍ أو عددٍ لا يتجاوز الثلاثة بينها تجانس كالقرآن الكريم بعلومه؛ والمسرح بأدواره؛ والأشغال اليدويّة بأقسامها؛ وعلوم الحاسوب بفروعه؛ وغيرها، يُحدَّد فيها تعريف الموهوب إجرئيًّا ومستواه التعليميّ وصفّه الدراسي. 
• طبيعة الخِدمات المقدمة فيها واضحة ومركَّزة ومتَّصلة لسنوات عبر برامج إثرائيّة متدرِّجة الصُّعوبة والتعقيد، وغير متقطِّعة أو متناثرة بين شهور السَّنة.
• مساحة الوقت لتقديم خِدمات الرعاية حرَّة وكافية وفي منأى عنْ تزاحم المواد الدراسيّة في الميدان التربوي، وبالتَّالي ضمان أريحيّة حضور الموهوبين وممارساتهم لأنشطتها طوعيًّا وباختيارهم. 
• انتقاء منَ المنفِّذين المتخصصين كأفراد و/أو مؤسسات ما يلائم طبيعة البرامج الإثرائية أو الخِدمات الارشادية المُزمع توفيرها للموهوبين المستهدفين بالرعاية.
• تجهيز مرافقها بما ينسجم ومتطلبّات تنفيذ البرامج الإثرائية فيها، وما تتطلّبه من مواد وخامات وأنظمة محوسبة تفوق ما يمتلكه الموهوبون من معارف ومهارات واتّجاهات.
• القدرة على طرح مبادرات مدعومة -إعلاميًّا وماليًّا وبشريًّا- لعموم أفراد المجتمع المُستهدف بخِدمات الرعاية فيها كالمؤتمرات والمعارض والمسابقات وفي أوقات مناسِبة للجميع، خاصَّة المرتبط بعضها بمناسبات كاليوم الخليجي للموهبة والإبداع.
• توفير أرضيّة خصبة بوجود متخصِّصين لقضاء أوقات يُعْمِلُ فيها الموهوبون طاقاتهم؛ ويُشبعون من خلالها حاجاتهم المختلفة (العقليّة، الأكاديميّة، الاجتماعيّة، النفسيّة، والمهنيّة) مع أقران منْ نفس مجال الموهبة وتمام المستَوى.
ومن أرجَح الخِدمات التي يُمكنُ أنْ تقدَّم من قِبل مؤسسات المجتمع المدني المَعنية بمجالات الموهبة المختلفة (الأكاديمية و/أو الأدائية) ما يلي:
• برامج علمية لتنمية المواهب المتنوِّعة.
• مسابقات ذات قيمة عالية للتعرُّف إلى الموهوبين.
• برامج إثرائيّة تلبِّي الحاجات التربوية للموهوبين.
• برامج ارشادية تلبِّي الحاجات الانفعالية والاجتماعية للموهوبين.
• الاستفادة منَ الخبراء لتدريب الموهوبين كلٌّ بحسب مجال تخصصه.
• توعية المجتمع عمومًا بالموهبة ومتطلّبات رعايتها وتنميتها.
• الدعم الماليّ لإعانة الموهوبين على تطوير مجالات تميّزهم.
• تقويم أدائها ذاتيًّا من خلال لجان استشارية متخصِّصة أو فِرق داخليّة تسترشِدُ بمعايير جودة برامج الموهوبين الموثوقة (مثال: NAGC)؛ ترقيةً لدورة حياة عملها.
• خِدمات المسح السريع والتشخيص الدقيق لمنْ يتقدَّم إليها طالبًا الاستفادة من برامجها الإثرائية.
• تسهيلات للباحثين في مجال الموهبة والإبداع للقيام ببعض الدراسات الأكاديمية على المستفيدين من برامجها الإثرائية.
• مصادر تعلُّم متنوِّعة لخِدمة الموهوبين وأولياء أمورهم.
• مبادرات الشراكة مع المؤسسات المهنيّة المهتمَّة بتعليم الموهوبين.
• توفير معلومات لتشخيص احتياجات الموهوبين.
• إقامة ملتقيات ومعارض ومسابقات مدعومة للموهوبين.
• المساهمة في تأهيل العاملين في ميدان تربية الموهوبين.
• خطة لرعاية الموهوبين تتكامل مع رؤية المجتمع الشاملة وفق أهداف التنمية المستدامة.
• إيجاد قنوات للتواصل الاجتماعي ونوافذ معرفيّة لخدمة الموهوبين وأولياء أمورهم.
• إسهامات إعلامية لدعم الموهبة والإبداع؛ وذلك لإبراز مجالات الإبداع غير المسبوقة.
• قاعدة بيانات محدَّثة بالمستفيدين من البرامج الإثرائية والخِدمات الارشادية المتنوِّعة.
• إيجاد آليّة رسمية لتسجيل براءات الاختراع وحفظ الملكية الفكرية للموهوبين.     
كما لا يُمكِنُ أنْ نغفلَ عن وجود تحدِّيات قد ترهِق كاهل مؤسسات المجتمع المدني (الأهليّة) المَعنية بمجالات الموهبة المختلفة، ومنها:
• شعور بعض الموهوبين بالملل من البرامج التقليدية التي تقدِّمها المؤسسات لهم.
• عدم قيام المؤسسات بتحديث برامج تنمية قدرات الموهوبين التي تعتمد على التسريع والإثراء.
• عدم وجود آليّات مستحدثة لاكتشاف المواهب بالمؤسسات نفسها.
• استخدام المؤسسات أساليب ومحكّات تقليدية لتنمية قدرات الموهوبين.
• ضعف التعاوُن بين المؤسسات ذات العلاقة؛ وفتور السعي للتكامل فيما بينها لدعم فعاليات الموهوبين.
• نقص الوعي المجتمعي بأهمية تنمية قدرات الموهوبين.  
• شحُّ الموارد المالية المتوفِّرة لتغطية كُلف تنفيذ مختلف البرامج والخِدمات. 
خِتامًا، نطرح بعض التوصيات التي نرغبُ من مؤسسات المجتمع المدني(الأهليّة) المَعنية بمجالات الموهبة المختلفة مراعاتها والعمل على توفيرها والاهتمام بها، وهي:
• تفعيل دور المؤسسات لقيادة مبادرات لرعاية الموهوبين في المجالات المطروحة والمقصودة بالخِدمات التربوية والتعليمية.
• رفع الوعي لدَى المختصِّين والمهتمِّين في المؤسسات المَعنية بالموهبة بما يقدَّم من خِدمات ذات قيمة مستقبلية.
• حثُّ المختصِّين في مجال الموهبة على تأسيس مؤسسات ومراكز ونوادي غير ربحيّة جديدة من حيث المادة العلمية المقدَّمة والأساليب العملية المستحدثة مراعين الأولويّات والإمكانات. 
• لفت انتباه المعنيين برعاية الموهوبين إلى أهمية الانطلاق من ثقافة المجتمع للتخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقويم لكلِّ ما يُطرح ويوفَّر من برامج إثرائية وخِدمات إرشادية وأساليب تجميعية ومساقات تسريعية.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية