العدد 5666
الجمعة 19 أبريل 2024
banner
صادق أحمد السماهيجي
صادق أحمد السماهيجي
جيل الذهب
الأربعاء 26 أكتوبر 2022

"وإذا قويت القاعدة، اشتد البنيان"، يبدو لي، وكأنها عبارة اختصرت القول لتدلل على أهمية البدايات، وطريقة تشكيلها، والحرص على جودة محتواها، وما تمثل من تبعات على ما يجيء بعدها، فالخطوات الصغيرة جنباً إلى جنب، والمستمرة، ترسم خطوطاً متشابكة متراصة، قوية التماسك، قادرة على البناء نحو مقصد الأهداف. 

يُولي العالم، والقطاعات التربوية والتدريبية، اهتماماً كبيراً بالصغار والناشئة في المجالات العديدة، التي تتفرع منها الهوايات والتخصصات، وذلك من أجل نتيجة وهدف واضح، هو إعداد نشء متمكن قادر على العطاء في المجال الذي يدرسه ويتعلمه، أو يمارسه ويتدرب عليه.  

وإذا أردت أن تتعرف على ثقافة شعب، لاحظ جليّاً العادات التي يتعلمها أبناء ذلك البلد، والسلوكيات التي يمارسها وينتهجها أبناء ذلك المجتمع، بما ينعكس على أطفاله وصغاره. 

يعد تعليم الصغار، بمثابة حجر الأساس، والنواة التي تتفرع فيما بعد وتبرز نقاط قوتها بين الأقران، فتستطيع التأسيس لمرحلة أخرى متطورة، حيث يكون المتعلم قادراً على استقبال المعلومات والمهارات بطريقة تسهّل عليه تكوين قاعدة صلبة من الأداء، وأرضية قوية يستطيع البناء عليها لمراحل جديدة. 

ليس أدل على ذلك، من المبادرة التي أطلقها سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، مبادرة "جيل الذهب" التي تستهدف الفئات العمرية لسبع اتحادات رياضية وطنية.  

إن الاهتمام بالرياضيين من فئات المهرجانات والتجمع والأشبال والناشئين، أمر ينعكس إيجاباً على مستوى الرياضة البحرينية في المستقبل، ويسهم هذا الاهتمام، وتسهم هذه المبادرة، في تنشئة جيل يمتلك الثقافة الرياضية والمنافسة الشريفة وكيفية التعامل مع وسائل الإعلام، وقبل ذلك، التدرج في تلقي المهارات وتكوين قاعدة متينة من التأسيس البدني والنفسي والفني.  

جيلٌ، يعتاد على ثقافة الروح الرياضية، واللعب النظيف، والأخلاق قبل المهارة، والتعاون واللعب الجماعي بقوة وتماسك الفريق الواحد، هو جيلٌ، ينشأ على أساس سليم، تستطيع الاعتماد عليه في المستقبل، تستطيع أن تراهن عليه في الاستحقاقات والمسابقات الرياضية.  

وهنا، يمكن أن تنمو وتتداعى إلى الذاكرة عبارة "الجيل الذهبي" التي دائماً ما نستخدمها، في دلالة رياضية على البطولات والأداء الرائع الذي كان يتغنى به اللاعبون آنذاك، ويمكن أن نقرن "جيل الذهب" في دلالة على استمرارية استحقاق هذا اللقب للاعبين البارزين الدين سيرسمون مستقبل الرياضة وسيعتلون منصات الذهب بأدائهم وإنجازاتهم.   

هذه المبادرة، "دوري خالد بن حمد لجيل الذهب" التي ينفذها ويشرف عليها سعادة الدكتور عبدالرحمن صادق عسكر بتوجيهات سمو الشيخ خالد بن حمد، تعزز من مكانة الرياضي البحريني في تأسيس جيل واعد، دأب على المنافسة، وتربى على مختلف أنواع التحفيز من خلال دعمه ورعايته، وتكريمه بالقلادات الذهبية التي يستحقها. 

في الرياضة، وكما في أي قطاع آخر، علينا أن ننمي من مهارات الصغار والناشئة عبر تشجيعهم وتحفيزهم وتأسيسهم تأسيساً صحيحاً؛ لأن ذلك يثمر عن "جيل ذهبي" يرفع اسم مملكة البحرين في كل مكان، يحق لنا أن نطلق عليه "جيل الذهب".  

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية