+A
A-

لماذا لا يستفاد من خبرة “عميد الحراس”؟

حديث حارس منتخبنا الأول لكرة اليد محمد عبدالحسين بعدم وجود مدرب حراس مع المنتخب في الاستحقاقات الأخيرة، أمر في غاية الغرابة ويلام فيه الاتحاد البحريني لكرة اليد؛ فالحارس لا يقل شأنًا عن اللاعبين الآخرين ويحتاج لمن يوليه الاهتمام ويصقله فنيًا ومهاريًا.

حديث عبدالحسين لحساب “بي اس اكشن” على موقع التواصل الاجتماعي الانستغرام بشأن الحراسة، فيه جانب مفرح؛ لأن ما يحققه حراس المنتخب باجتهادات فردية بحسب كلامه، وفيه جانب محزن؛ لأنه لا يوجد مدرب متخصص لهذا المركز كما هو الحال للجانب البدني والفني والنفسي.

من دون شك، أن كرة اليد البحرينية تزهر بحراس المرمى المتميزين بمختلف الأندية بجميع  الفئات العمرية وهذا ليس وليد الفترة الحالية أو السنوات القلية الماضية، بل هي موجودة منذ سنوات قديمة، والأسماء كثيرة ولا تحصى على وهنا نستشهد ببعضها لنؤكد حقيقة ما نتحدث عنه وما نريد الوصول إليه من هذا المنطلق. حارس فريق النجمة محمد أحمد الملقب ب “عميد الحراس” يأتي في مقدمتهم والذي عاصر أجيالاً وأجيالاً، سمير عبدالله (رحمه الله) الذي لعب للأهلي بعد قدومه من البحرين وقبلها المحرق، خالد عباس (رحمه الله) الذي لعب للوحدة والهلال والأهلي، وهناك أسماء أخرى كغسان أمير وهشام عبدالأمير وفواز شمسان وعيسى سلمان وحسن النشيط وأحمد منصور، وأجيال أخرى تواجدت بعدهم لازالت تعطي بأرضية الميدان.

هذه الأسماء يُشهد لها بالتعملق والتألق بمستوياتها الفنية والإنجازات التي حققتها مع فرقها من جهة ومع المنتخبات الوطنية التي مثلوها من جهة أخرى. ولكن الملاحظ أن هذه الأسماء وخصوصاً الموجودة على أرض الحياة وقد توقفت عن اللعب، لم تجد ضالتها في اللعبة على صعيد المركز الذي كانت متمرسة فيه ولم يتم الاستفادة من خبراتها الميدانية سواء في الأندية أو المنتخبات الوطنية.

فالأندية مقصرة بطبيعة الحال في هذا الجانب طالما ستنظر للجوانب المالية والعبء الذي ستجعله سببًا بحسب نظرتها الشخصية، ولكن الاتحاد البحريني لكرة اليد ليس لديه أي عذر وسبب في عدم توفير مدرب أو مدربين متخصصين لتدريب حراس مرمى المنتخبات التي باتت تخوض عدة معتركات مهمة وقوية على الصعيد القاري والعالمي وتحتاج لمن يصقل ويطور مهارات الحراس.

فالمدرب نفسه سواء أكان أجنبيا أم بحرينيا وبغض النظر عن خبرته لن يكون لديه الإلمام والوقت الكافي في تدريب الحراس، كونه يريد التركيز على مجموعة اللاعبين التي لديه، كما أن المدرب المساعد بنفس الأمر لن يساهم بأي جزء مع الحراس طالما ليس متخصصًا في هذا الجانب، وعليه لابد توسيع دائرة التفكير والتخطيط على توفير جميع المتطلبات والاحتياجات لضمان نجاح العمل والحصول على النتائج المرجوة.

في وقت سابق تم التعاقد مع المدرب أحمد منصور وقد حقق نتائج إيجابية ولكن استقال بعدها، كونه شغر أكثر من مهمة في توقيت واحد. فعليه يقدم “البلاد سبورت” مقترحًا للاتحاد البحريني لكرة اليد، بأن يفتح باب المجال لحراس المرمى المخضرمين أمثال “عميد الحراس” محمد أحمد وحسن النشيط وأحمد منصور لخوض مجال التدريب لحراس منتخباتنا الوطنية، مع تعزيز خبراتهم بزجهم في دورات تدريبية للحصول على بطاقة التدريب أن لم يتوافر لديهم، وهذا من شأنه أن يساهم كثيرًا في تطوير حراسنا بصورة أكبر مما هي عليه الآن، وستعود بالنفع دون شك على اللعبة لسنوات قادمة طالما أن كرة اليد البحرينية باتت اللعبة رقم (1) لدينا وتواجدنا في المحافل بات للتنافس والظفر بالمراكز المتقدمة التي تليق بسمعة ومكانة “الأحمر”.