+A
A-

حديقة العهد الزاهر.. النخيل تموت واقفة

حديقة العهد الزاهر، إحدى الحدائق والواجهات الخضراء الجميلة الموجودة في مدينة عيسى، وتتوسط المساكن الشعبية بالمدينة، وتعتبر الحديقة مقصدا ومتنفسا للعديد من الأسر والعوائل التي تقطن المدينة، حيث تزورها الأسر وأطفالها بكثرة، وكانت تعج بروادها من الكبار والصغار والعوائل التي تقصدها يوميا لقضاء أوقات مرحة مع أطفالهم مصطحبين معهم الشاي والقهوة، بينما يمارس بعض الزوار رياضة المشي بالحديقة الصغيرة الجميلة، ومنهم من يحضر “زوادته” ليأكل بالحديقة بعد أن ينهي رياضته أو بعد أن ينهي اللعب مع أطفاله.

وكان العديد من الأسر يفترشون أرض الحديقة الصغيرة أو يجلسون على مقاعدها أو يستظلون تحت أشجارها حتى في أمسيات أيام الصيف الحارة، وأحيانا يستمر السمر وقهقهات الأطفال وصراخهم فيها حتى ساعات متأخرة، حيث يلعب الأطفال بالعديد من الألعاب الموجودة بالحديقة، التي كانت تحظى مثلها مثل العديد من الحدائق المنتشرة في مختلف محافظات البحرين برعاية واهتمام ومتابعة من المسؤولين في وزارة والأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني.

“البلاد” زارت الحديقة فوجدتها وقد أصبحت شبه مهجورة إلا من الغربان التي تنعق وتتجول فيها، ونخيلها تموت واقفة، كما لاحظنا أن الجفاف تسلل إلى مرافق فيها، حيث غابت زهورها الجميلة، كما وجدنا أن هناك من بدأ برمي بعض المخلفات والأنقاض فيها، وآخرون تجرأوا ومدوا أيديهم لتخريب الألعاب المنتشرة بالحديقة، فغاب الفرح عنها وعن أشجارها وألعابها، وظل بابها مفتوحا، ولكن من دون زوار.

لقد سرق فيروس كورونا فرحتنا وفرحة أسرنا وأطفالنا وفرحة أشجارنا، وسرق فرحة اللقاء في حدائق لم نعرف قيمتها إلا بعد أن أجبرتنا الجائحة على هجرها، فأصبحت حدائقنا حزينة بلا زوار ولا أطفال.