+A
A-

الضمير منطلق فرضية تنموية للدراسات الإستراتيجية من فلسفة النجاح عند الأمير

بمناسبة احتفالية اليوم العالمي للضمير وندوته التي أبرمت بمنظومة العالم الرقمي الذكي التواصلي المرئي بين الشرق والغرب، فقد تم رسم نموذج علمي مقتضب يتناسب مع الحدث التاريخي، ويعطيه ما يستحقه استحقاقا واجبا تجاه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر الكبير في مقامه وضميره وإنسانيته، ليسطرالنموذج ملحمة تاريخية فيها من التحليل والترابط والانجذاب لفكر الضمير لديه وما قد يولده من فرضيات ونظريات وقواعد للنجاح ما لا يمكن استيعابها إلا الخوض في تفاصيل دقيقة تبرز الإرث العميق بالفكر الفلسفي والمعرفة الثرية عند سمو الأمير.

الأمم المتحدة في قلب الحدث العالمي ليوم الضمير:

في ظل الظروف الصعبة الراهنة التي تواجهها الخليقة مع تمدد وتوسع نطاق جائحة وباء فيروس كورونا (كوفيد - 19)، إلَّا أنها لم تكن عائقا لانطلاق أول احتفالية دولية لليوم العالمي للضمير في الأمم المتحدة وفي العالم الحقيقي والافتراضي أيضا، كحقيقة ارتسمت على منصات التواصل الاجتماعي والإعلامي، تحكي قصة نجاح فلسفي فكري إنساني لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء؛ تِبْيانا لأهمية الضمير في الحركة السلمية والتعايشية والتسامحية والحقوقية الإنسانية والتعليمية.

وتلتها ندوة كبيرة بمعانيها الإنسانية والتلاحمية والتقديرية لقيمة يوم الضمير ولمؤسسه سمو الأمير حفظه الله، في بث روح الحياة الكريمة الهادئة السلمية التعايشية والتسامحية من جديد حول العالم، وقد أُخرِجَت الندوة في ظل الظرف الصحي الوبائي المتأزم عالميا إخراجا موفقا وناجحا بتقنية اتصال مرئية رقمية عابرة القارات وبتنظيم “شبكة حلول التنمية المستدامة” التابعة للأمم المتحدة، وبالتنسيق مع ديوان مجلس الوزراء ممثلا بمعالي الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة، وبإدارة البروفيسور ساكس جيفري مدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا الأمريكية، وشارك فيها وتحدث العديد من النخب العالمية من السياسيين والمفكرين والباحثين والحقوقيين وسفراء السلام، ورؤساء وقيادات في الأمم المتحدة والمنظمات العالمية التابعة لها من المتخصصين في التنمية المستدامة والاقتصادية والصحة، مشيدين بأجمعهم بهذه المبادرة العظيمة ليوم الضمير العالمي كقيمة إنسانية تحفظ كرامة البشر، وتجدد العهد لبسط ثقافة المحبة والسلام وترسم الصورة الجميلة الأصيلة لقيمة الإنسان التي دعت إليها كل الديانات الإلهية على الأرض.

فكرامة البشر وقيمة الإنسان تختزلان في حقيقتيهما كل معاني الحقوق الإنسانية التي تكفل مسيرة الحياة السلمية والتعايشية والتسامحية الطبيعية بين البشر التي أرادها الباري عز وجل أن تكون، بعيدا عن الانتهاكات والتداعيات التي تُحدثها التعديات على مقدرات الشعوب ومصادر عيشهم وبقائهم أحياء، وقادرين على عمارة الأرض واستدامتها بيئيا وصحيا، وتوريثها نقية صافية للأجيال من غير انتهاك وهدر لطاقاتها ومصادرها.    

“ومِن الصُدف النادرة التي غابت عن التفكير والأذهان وفاجأت العالم بأسره في كل مكان وزمان ومحيرة لكل إنسان.. تلك الصدفة المشعة نورا من بين الصدف في الظرف الوبائي الصعب الذي توافقت مع الاحتفال بيوم الضمير بظهوره كبارقة أمل إنسانية للعيان، وتواجدت في التوقيت الصحيح لتجعل من يوم الضمير العالمي رقما صعبا يتعذر وضعه في معادلة رياضية معقدة تهد من تفكير العقل وتهز كيان الأركان..” 

وقد غيرت جائحة وباء الكورونا المستجد الموازين الإنسانية والسياسية والاقتصادية في العالم، وأظهرتها بمظهر مُربك قياديا ومُريب إنسانيا وملوث ذهنيا وعقليا ومشوش فكريا، وحينما انكشفت وتعرت مصداقيتها في الوزن بمكيالين، فهي في حاجة لوقفة ضمير إنسانية حقوقية حقيقية حية مستوحاة من فلسفة إستراتيجية النجاح ومنهجيته في فكر سمو الأمير حفظه الله، ومنقذة لمعايير الموازين الإنسانية التعاملية العالمية، ليعطيها سموه دروسا ومعايير دقيقة واقعية لا افتراضية ذات طابع مختلف من رجل تفكيره فلسفي وإستراتيجي تنويري إنساني مختلف، وليزيل من أوعيتها غبار وخداع المطففين في الموازين، وينقيه ويعقمه من الشوائب والأمراض التي تلوثت به العقول وتوحشت وتنمرت به النفوس على الضعفاء والمساكين والمحرومين.

فراسة المؤمن حقيقة في ذات الأمير:

“إنه لأمير عظيم حكيم ذكي ينظر بنور الله مصداقا وتحقيقا “لفراسة” المؤمنين المذكورين في ثنايا الحديث الشريف.. ويدفع للسلم بكل ما أوتي من حكمةِ رجلٍ نقيٍ تقيٍّ، ذو نهجِ نجاحٍ بالانسانية مرويٍّ، وضميرٍ متحركٍ حيِّ، رجاءً من الله تعالى القبول والتشريف. ويرفع دوما شعار التعايش والتسامح بين الشعوب والأطياف والمذاهب والديانات بمساواة لا تقبل التمييز ولا الإشارة بالتوصيف. ويدعو للحقوق الإنسانية والتعليمية لكل إنسان خُلِق وتنفَّسَ ومَشَى باسم العهد المنقوش في عمق الضمير الذي لا يقبل التحريف؛ لأن الضمير واقع حقيقي متصل روحيا وحركيا للروح في الجسد ويزداد حياةً حين تذوب الروح في الجسد الإيماني النحيف، وهو رجل تسامى بِحُب الله تعالى، فارتفع ونال الرضا بعد أن بذل وأجزل لإسعاد الضعفاء والمحرومين من نوائب الدهر والتصاريف..”.

“قال تعالى (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) الحجر 75  – وقال تعالى (تعرفهم بسيماهم) البقرة 273”.

“في الحديث الشريف: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (اتقوا “فراسة” المؤمن فإنه ينظر بعين الله)”.

الأمير كنز عظيم ورمز الحضارة الإنسانية والتواصل الاجتماعي:

فقد كان ولا يزال وسيبقى سمو الأمير حفظه الله رمزا من رموز الحضارة الإنسانية والتواصل الاجتماعي مع كل أطياف المجتمع وباختلاف مذاهبهم وأعراقهم وأجناسهم، عالمهم وسيدهم وهاشمِيِّهِم وشريفهم، شيخهم ووجيههم وبسيطهم وضعيفهم، كَهْلِهِم وكبيرهم وشبابهم وصغيرهم، ويُسَطِّر فيها يوما بعد يوم أسمى معاني قيم الضمير وروح الضمير بما تتصف بها حقيقةَ صفاته وأقواله وأفعاله وأعماله.

ولم تقتصر ولم تتقاطع قيادته وإدارته المؤسسية الحكيمة الناجحة لشؤون البلاد والعباد مع قيادته الإنسانية والروحية والتلاحمية والتسامحية والتعايشية في المجتمع، مُظهرا جوانب عدة مشرقة وتقديرية من تبادل المحبة والمودة للسادة العلماء الأشراف والهاشميين من الطائفتين الكريمتين وغيرهم من الفضلاء أصحاب المقامات العلمية الرفيعة المؤثرة في المجتمع وترابطه وتلاحمه؛ ليكونوا سندا وعونا له في إرساء أواصر المحبة والمودة بين الرموز والشعب، لتكتمل الصورة البيضاء الشفافة الملائكية، ويرتفع شموخ مشهد النجاح الإنساني والعملي والعلمي في مملكة عظيمة تحظى بموقع إستراتيجي منذ القدم، وملهمة للحياة الكريمة والسلمية ورغد العيش الكريم، وقد أحيا سموه حفظه الله بضميره وروحه الطيبة القلوب المتوقفة والأفئدة الخاملة وجذبها نحوه، ليعطيها ويُكرِمها ويجزل عليها مما أعطاه وأكرمه الله من “كنز عظيم” في مقام علمائي متوقد بالضمير وفلسفي وفكري رفيع يغبطه به الأولون والآخرون.

وللدكتور “جوزيف ميرفي” رؤية جميلة عن “الكنز” الذي بداخل الانسان يذكرها في كتابه “قوة عقلك الباطن”، تلهمنا في معرفة أحد أهم مقومات النجاح في الحياة والوصول للأهداف، والتي يستطيع الفرد أن يكتسبها من الممارسة والمتابعة والتبني والاستمرار، وهي رؤية  ليست ببعيدة عنا وتعيش حولنا ومعنا بكاريزما رجل نقي متعمقة في شخصه الكريم ومتوردة في عقله الباطن بكنز من الإنسانية والضمير الحي، ومصداقا لوجود أمثلة واقعية يُحتذى بها في تحريكها الكنز الذي بداخلها لمن حولها وتتعداه إنسانيا حول العالم تكمن حقيقة في الرمز أمير الضمير، فيقول “ميرفي”: في باطنك، يوجد منجم تستطيع من خلاله استخلاص كل شيء ترغب فيه لتحيا حياة تتسم بالبهجة والمرح والثراء، فالكثير من الناس يغطون في سبات عميق؛ لأنهم لا يعلمون شيئا عن المعين الذي لا ينضب يداخلهم من الذكاء اللانهائي والمحبة التي لا تنتهي، ومهما كان الشيء الذي تبحث عنه، فإنك تستطيع أن تستخرجه من هذ المنجم. 

ولارتباط المحبة الروحية في الضمير مع نجاح نهج الضمير في فلسفة قرارات وتوجيهات سمو الأمير حفظه الله الحكيمة الإستراتيجية الذكية للوزراء والمسؤولين، أثر عميق على الواقع الحياتي في وطنه وأرضه وعلى شعبه؛ خدمة للمجتمع في شتى المجالات الحيوية كالصحة بكل طواقمها الطبية، التي تجلت فيها دعوته وتشديده على مكافأتهم بما يبذلوه من جهد كبير وتضحيات عظيمة.

ولم تغفل عيناه الكريمتان باتجاه التكامل التوجيهي المؤسسي في الاقتصاد والتخطيط والعلم ودعم التعليم وتطويره تقنيا وفنيا، كأحد أهم روافد النظام المؤسسي الحياتي وفقا لمخرجات التنمية المستدامة ومتطلباتها التي تمثل جائزته فيها الجانب المشرق النابض والمنبه بالإنسانية في الأمم المتحدة.

ولسموه حفظه الله بصمات كثيرة محفورة باسم الضمير في مجالات متعددة، ولم تقتصر على القطاع العام، بل تعدته للخاص أيضا، وله نظرة ثاقبة في نهج إدراج التعليم الخاص ومشاركته مع المسيرة التنموية المستدامة أيضا، تتمثل في طَرْقِهِ لأبواب متعددة من الدعم والإرشاد المُوَجَّه لاستدامة انسيابية الحركة التعليمية في التعليم الخاص، ودوام تفوقها المنهجي العالمي التي تتبناه دون عوائق لديها، ومن غير أعباء مالية قد تواجه الأسر جراء الوضع الصحي العالمي المتأزم من الوباء.

وللأمير آثار باقية ترفل بعطر الضمير وبظل سموه الكريم في استمرار توجيهه بالدعم للضعفاء والفقراء والمعسرين والمحتاجين والمتضررين في مناسبات متعددة ومن خلال مسيرته العطرة في ترسيخ مبادئ المسؤولية الاجتماعية، كتقديمه سنويا لمنحة مساعدات رمضانية للجمعيات والصناديق الخيرية، ومضاعفة قيمة مخصصات الضمان الاجتماعي وغيرها من المساعدات السخية التي لا تُحصى، ممتدة لقطاعات حيوية مؤسسية أخرى في ظل الظرف الوبائي، ومنها وزارة الأشغال والبلديات والتخطيط العمراني، والإيعاز بتنفيذها للتوجيهات التأجيلية للمدفوعات في الجانب السكني للمواطنين المرتبطين به.

كرسي بحث فرضية التمحور التنموية للضمير:

ومع ما يملكه سموه حفظه الله من صفات بارزة في مسيرة حياته الفكرية والفلسفية والتي يمحورها الضمير حوله ليكتمل بها، فهو مدرسة فكرية تصنع فرضيات ومنهجيات فلسفية وقواعد تنموية، مما يجعل هذا التمحور “مدخلا ومنطلقا لفرضية تنموية حديثة تدفع بالدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية للتحديث والتصحيح والتطوير”، وتخلق فرصا للدارسين والباحثين في العلوم التنموية والدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية؛ لإعادة توجيه البوصلة لمؤشرها الحقيقي بعد أن تأثرت بمغناطيس خارجي يحاول الإخلال بعملها الحقيقي، فأخذها أمير الضمير بيده وقَلْبِه وبذكائه وفطنته وحكمته نحو الاستقرار، وأعاد لها هيبتها في تحديد الاتجاهات بدقة ونجاح.

وفكرة تأسيس “كرسي بحث” في أكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية التي نقترحها في هذا المقام بسبب تناسب الهدف والتخصص الذي نحن بصدد تحديده والتوسع فيه لاحقا للفرضية المقترحة، قد تُعد خطوة توجيهية سريعة ومباشرة للتنفيذ معنية بدراسة علمية متعمقة ومتخصصة في “فرضية الترابط والتمحور التنموية للضمير”، وسيكون لها وقع كبير يترجم ويحفظ إنجازات سمو الأمير حفظه الله في الضمير للأجيال، كمرحلة أولى من مراحل لاحقة للانتقال والتوسع في موقع الكرسي نحو مركز متخصص في التمحور التنموي للضمير في الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية، وستعطي بحق ما يستحقه سمو الأمير حفظه الله الذي أمضى طيلة حياته في زرع الكثير من المبادئ والقيم المرتبطة بالضمير، ارتباطا عميقا بفراسة ذكائه وقدرته على الاستشراف للمستقبل بما يملكه من حصيلة معرفية وفكرية واسعة، وقد حصد فعلا نتائجها على أرض الواقع وبمباركة عالمية من الأمم المتحدة في نموذجين إنسانيين لا للحصر؛ في التنمية المستدامة وجائزته فيها وفي بزوغ شمس اليوم العالمي للضمير.

الأمير نبع من ينابيع الإنسانية وقواعد النجاح للأمم المتحدة:

ويتربع أمير الضمير حفظه الله على إرث فكري وفلسفي يجعل منه منبعا من منابع الخير والإنسانية والغذاء الروحي، ويستحثنا ليدفعنا لاستخلاص العبر من حياته وإنجازاته التي لا تخلو من روح الضمير بين ثناياها، ونحن في شغف ونتشرف مستقبلا أن تكون لنا ومن تحت ظله وتوجيهه فرصة لمشاركتنا في بعض من الدراسات الإستراتيجية المنبثقة من “فرضية التمحور التنموية للضمير”.

ومن النتائج المتوقعة والمؤملة إذا تبلورت الفرضية المقترحة وانطلقت، ظهور فرضيات ومناهج مستسقاة من عمقها، وما أوردناه سابقا وسنثبته هنا ولاحقا في رفع القناعة لفكرة تأسيس “اليوم العالمي للنجاح” باسم سمو الأمير حفظه الله، سيكون النواة الأولى لنهج قاعدة جديدة للنجاح مرتبطة بفلسفة النجاح في فكر الأمير؛ لأنه عين النجاح ونور النجاح وفلسفة النجاح المرتبطة بعمق في الفرضية التنموية والمحورية للضمير المقترحة، لتتبناهما الأمم المتحدة مستقبلا في خروج منهلين علميين حديثين؛ 1- فرضية تمحور تنموية للضمير، 2- انبثاق قاعدة نجاح ممنهجة.

ولفرضية الترابط والتمحور التنموية للضمير ارتباط مباشر بالحركة الدبلوماسية وبعلومها في الدراسات، والتي ستغذيها الفرضية التنموية من ناحية التوسع الشبكي والإتصال والانجذاب المغناطيسي لمحور الضمير، واتصاله لا يقتصر على الكثير من قواعد النجاح المؤسسي والدبلوماسي ومناهج الحب والولاء والإخلاص الوطني، بل يزيد وبدون توقف مع ما يؤطره الضمير ومحوره حول فلسفة الذكاء والفراسة والحكمة والتعاملات الداخلية والخارجية. وتأخذ قواعد النجاح وتأثير فهمها لدى الباحثين كبداية تدقيق علمي؛ النصيب الأكبر في دفع حركة الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية لاحقا في تحليلها وتطويرها وتبني ما يتبلور من مخرجاتها، لأجل دعم وتثبيت وتحقيق جوهر مقتضيات مقترح “كرسي بحث الفرضية التنموية المحورية للضمير الحديثة “، وستكون هذه الفرضية الشعار الأعلى والأقوى للفرضيات الحديثة في سلك الذكاء الإستراتيجي والدبلوماسي؛ كونها فرضية حية ومُلهمة لفلسفة الإنجذاب المحوري للضمير كمحور ارتكاز ريادي وقيادي ومحرك روحي أساسي فيه، بل ومؤثر على الكثير من المناهج والقواعد والنظريات الفلسفية الإنسانية والعلوم التنموية في عملية التطوير والتحديث والتصحيح لها مع المتغيرات العالمية والعولمة.

ويشير الكاتب “لويس إم. جراف” في كتابه “احصل على الثراء رغما عن نفسك” لعدة قواعد للنجاح ومولدات للنجاح، ومنها قاعدة النجاح في الوصول للعظمة الحقيقية المبنية على الروح الإنسانية والخدمية، وليس العظمة الوهمية المبنية على استغلال الظروف وضعف الشعوب التي لا يتحقق فيها معنى النجاح الروحي، إنما هو اكتساب موقع ومنزلة صورية تمثيلية وتسويفية لمعنى النجاح على حساب منازل متعثرة في الحركة والإنجاز والتربع والهيمنة عليها.

لكن “فرضية التمحور التنموية للضمير” النابعة من فلسفة الضمير في فكر سمو الأمير حفظه الله لديها المساحة الكبيرة لاستيعاب كل قواعد النجاح ومولداته وفلترة قواعد الشبهات والخداع، ولديها القدرة في قطع كل خيوط الحركات التسويفية التي تتعدى على النجاح باسم النجاح الحقيقي المغيب؛ لأنها فرضية تكاملية ديناميكية تستمد قوتها من الروح والحياة في باطنها ومحورها المتحرك، والنابض للتصحيح والتوجيه والمنبه للتسويف والتحريف والإنحراف عن المبادئ والقيم الإنسانية، وستكون وسيلة مسح تحليلي تعتمد عليها المنظمات الإنسانية وبرامج الأمم المتحدة التنموية ومراكز الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية العالمية، ومنصة تدقيق ذكية وتحليل إستراتيجية واستشرافية للمستقبل لاتخاذ القرارات الإيجابية وتفادي السلبية، وتوجيهية للمسارات العلمية البحثية في الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية؛ حفظا من الهدر للوقت والطاقات في غير محلها ولمشاريع مضامينها توحي للتعثر والفشل.