+A
A-

سفارة البحرين بلندن... سعي حثيث لإبراز صورة المملكة ومنجزاتها الحضارية

نجحت سفارة مملكة البحرين لدى العاصمة البريطانية لندن في تنفيذ العديد من المبادرات والمشروعات الرائدة التي كفلت للبلاد حضورا قويا وفاعلا داخل الأوساط البريطانية، وكذلك في الدول الصديقة التي تغطيها السفارة، علاوة على التعريف بمواقف الدولة إزاء القضايا المختلفة، والدفاع عنها في المحافل السياسية والإعلامية والحقوقية، والترويج للفرص الاقتصادية التي يمكن أن تتوافر بها بحكم بيئتها المشجعة للاستثمار.وبحسب التقرير السنوي للسفارة الصادر أخيرا، فإن العام 2019 كان حافلا بالإنجازات، واستطاعت السفارة إبراز ما تحقق لمملكة البحرين من منجزات في العهد الزاهر لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والتي لامست المستويات كافة، وعززت من مكانة البحرين وحضورها الفاعل على المستويين الإقليمي والدولي.

وأشار التقرير الذي تتجاوز صفحاته 30 صفحة، إلى أن علاقات الصداقة التاريخية التي تربط مملكة البحرين بالمملكة المتحدة حظيت باهتمام كبير، وجاءت على رأس أهداف السفارة السياسية، انطلاقا من موقع السفارة المتقدم، ووجودها في إحدى أهم عواصم صنع القرار العالمي، ولفت إلى أن السفارة وعبر عقد نحو 122 اجتماعا مع المسؤولين البريطانيين في العديد من المواقع تمكنت من التعريف بنجاحات المملكة على الصعد كافة، وتسليط الأضواء عليها داخل الأوساط البريطانية. وكان الكتاب الخاص الذي أصدرته السفارة في مايو 2019 بمناسبة الاحتفال بتولي عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم بمثابة سجل حافل لما تحقق للمملكة في مجالات التنمية البشرية وحقوق الإنسان ومكافحة الاتجار بالبشر وتعزيز دور المرأة في المجتمع وتمكين الشباب، فضلا عن الترويج للسياحة وفرص الاستثمار في البلاد في ظل تواصل وتيرة التنمية الاقتصادية وبرنامج التوازن المالي.

وأشار التقرير إلى أن جهود السفارة على الصعيد السياسي لم تقتصر على عقد الاجتماعات مع مسؤولي الوزارات الحكومية، وإنما شملت بجانب هؤلاء النواب، إذ تم عقد 98 اجتماعا مع نواب مجلس العموم؛ لتحقيق التواصل اللازم مع البرلمانيين، وهو ما ضمن للمملكة إيصال المعلومات الدقيقة والصحيحة والشفافة عنها، وقلل الحاجة لإصدار البيانات والإحاطات للقضايا المتكررة والفردية، وسهل عملية الرد على أي أسئلة أو استفسارات بشأن البحرين.

ورأى التقرير أن جهود السفارة في العام 2019 ضمنت للمملكة تطوير التعاون المؤسسي لكل القطاعات مع نظيرتها البريطانية، الأمر الذي أسهم في زيادة فرص التعاون والاستفادة المشتركة وبما يخدم مصالح البلدين، إذ تم عقد 110 زيارات واجتماعات ثنائية مع عدد من مسؤولي القطاعات المختلفة، خصوصا في مجالات التعليم والصحة والتجارة، فضلا عن المحادثات المكثفة التي أجرتها مجموعة العمل المشتركة بشأن التطورات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط والنمو الاقتصادي وغيرها.

وبيّن التقرير الجهود المبذولة من جانب سفارة مملكة البحرين لرفع قيمة التبادل التجاري بين المملكة والمملكة المتحدة، التي فاقت المليار جنيه استرليني، ووصفها بأنها الأعلى في تاريخ العلاقات بين البلدين الصديقين، لافتا إلى أهمية الفرص النوعية التي أتيحت للمملكة للترويج لبيئتها الجاذبة للاستثمار، ومساعيها الحثيثة لتشجيع سبل التفاوض مع الأجهزة البريطانية المختلفة؛ بغرض الوصول لاتفاق تجارة حرة مشترك بين البلدين.

وكان للسفارة بحسب التقرير دور رئيس في التحضير والمتابعة الدائمة والحثيثة في جلسات الاستماع التي عقدت بمحكمة العدل الدولية في ديسمبر 2019؛ لمناقشة الاستئنافات الخاصة بالطعون المقدمة بشأن اختصاص المنظمة الدولية للملاحة الجوية بشأن الأزمة مع قطر، وهو ما أسهم في نجاح البحرين بالتعاون مع كل من شقيقاتها المملكة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية في إقناع الرأي العام الدولي بأهمية الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع لحماية أمنها واستقرارها.

وكون السفارة تتولى مهمة العمل القنصلي والدبلوماسي لعدد من الدول الأوروبية المجاورة، فقد نجحت في التواصل مع الدول التي تغطيها والمعتمدة لديها وهي إسبانيا وإيرلندا وهولندا والنرويج والسويد، فقد تمكنت من تطوير علاقات مملكة البحرين مع هذه الدول الصديقة، وعقدت في هذا الصدد 30 اجتماعا مع مختلف الجهات في تلك الدول، كما نظمت وحضرت العديد من الفعاليات، التي استهدفت تطوير أطر التعاون المشترك، وبما يصب في النهاية في خدمة مصالح المملكة ويعزز من مكانتها.

ونظرا لأهمية قضايا حقوق الإنسان، فقد كثفت السفارة جهودها داخل بريطانيا والدول التي تغطيها لإيصال المعلومات الموثقة بشأن الملف الحقوقي، وإبراز منجزاتها ودورها الرائد في هذا المجال، وبما يضمن تعزيز العلاقة مع أصدقاء البحرين في الخارج، وكان لهذا التوجه أثره في خفض عدد الأسئلة البرلمانية إلى النصف تقريبا خلال العام 2019 مقارنة بالعام 2018، إذ انخفضت بمعدل 45 % من 238 إلى 129 سؤالا.

ومن بين أبرز الجهود التي بذلت في هذا الشأن من جانب السفارة التواصل مع النواب واللوردات من جميع الأحزاب، وحضور مؤتمراتها السنوية، واللقاء بالمهتمين بقضايا الشرق الأوسط عموما والبحرين خصوصا، والرد على استفساراتهم بالسرعة الكافية، إذ بلغت 52 استفسارا، وتوفير المعلومات الموثقة لهم، وتنظيم الزيارات المستمرة والمتبادلة للبحرين للاطلاع على إنجازاتها في شتى المجالات.

وحرصت السفارة في ردودها ومراسلاتها أن تكون مشفوعة بالأدلة وتستند للقوانين الوطنية وبما يتماشى مع المعايير الدولية المعتمدة، كما أقامت قنوات اتصال مع البرلمانيين الجدد الذين فازوا في الانتخابات النيابية في شهر ديسمبر 2019، وأكدت سفارة البحرين دوما موقفها الجاد إزاء أي استفسارات تتعلق بالشأن الحقوقي، ووفرت في ردودها ومخاطباتها الشروحات اللازمة، فضلا عن الفورية والسرعة في الإجابة عليها؛ لتأكيد الشفافية ولمنع اختلاق الأكاذيب، أو تسييس هذا الملف المهم.

وأبرز التقرير حجم النجاح الذي حققته السفارة على صعيدي تكريس ريادة المملكة وصورتها كبلد تتعايش فيه الأديان بشكل سلمي، وتجربتها السباقة والمتميزة في مكافحة الإتجار بالبشر، في إشارة إلى زيارة المبعوث الخاص لرئيس وزراء المملكة المتحدة لحرية الدين والمعتقد للبحرين في أكتوبر، واحتفال البحرين بمرور 200 عام على إقامة المعبد الهندوسي، واحتفال السفارة باليوم العالمي للتسامح وريادة المملكة في هذا الشأن. أما بخصوص تجربة البحرين الناجحة في مجال الإتجار بالبشر، فتمثلت أبرز مظاهرها في موقع البحرين المتقدم في التقارير الدولية بشأن مكافحة هذه الجريمة، وتنظيم زيارات رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر لكل من هولندا والمملكة المتحدة، والتي تكللت جميعها بالنجاح، إذ تم التعرف على تجربة البحرين في هذا الشأن، وكيف تحرص البحرين على تأكيد وحماية المعايير الدولية المعمول بها.

ولم يغب الشأن الإعلامي عن اهتمامات السفارة وجهودها داخل المملكة المتحدة والدول الأوروبية التي تغطيها، إذ أولت اهتماما خاصا بفتح خطوط الاتصال مع مختلف القنوات التلفزيونية والصحف البريطانية المحلية، وحافظت على القائم منها، لبناء علاقات إيجابية معها ووثيقة ومباشرة، وبما يضمن إيصال الصورة الصحيحة حول المملكة.

وفي هذا الصدد، تمكنت السفارة من الرد على 52 استفسارا إعلاميا خلال ساعات من استلامها، كما عقدت 24 اجتماعا مع كبار محرري الشؤون الخارجية في مختلف الصحف البريطانية، فضلا عن إصدار 29 تقرير تفصيليا عن المواضيع ذات الاهتمام خصوصا المسائل الحقوقية. وكان لهذا الجهد أكبر الأثر في تأسيس علاقات للتواصل المباشر بين السفارة والمؤسسات الإعلامية المختلفة، ومتابعة ما ينشر عن المملكة، وبما يضمن تصحيح المعلومات المغلوطة، وتكريس رؤى ومواقف المملكة، ويعزز من الصورة الإيجابية لها في وسائل الإعلام.

ويختتم التقرير صفحاته باستعراض لأهم الفعاليات التي أقامتها السفارة خلال العام 2019، وبلغت 28 فعالية، ومنها تجربة وزارة الداخلية في مجال شرطة المجتمع، والأعياد الوطنية المجيدة ويوم العمال واليوم الرياضي، واستضافة الطلبة البحرينيين الدارسين في المملكة المتحدة، وجمعيات الصداقة البحرينية البريطانية، وغيرها من الفعاليات والتي استهدفت تأكيد الحضور البحريني، وكسب أصدقاء جدد للمملكة ومواقفها.