أخذ وباء “كورونا” الصيني الحيّز الأبرز من اهتمامات الناس والنواب، مع حديث إعلامي عن إمكان حصد المرض لملايين البشر، بعد أن وصم من بعض المحللين والمراقبين بـ “طاعون العصر”.

وأشار عدد من أعضاء مجلس النواب بحديثهم لصحيفة “البلاد” إلى أهمية توحيد الجهود الحكومية لمواجهة مد وباء “كورونا” عبر وضع آليات منظمة واضحة المعالم لمجابهة الأمراض الشبيهة، مؤكدين أن إعادة طلبة الصين أمر لا نقاش فيه، ويمثل أولوية لهم ولشعب البحرين.

وأكد النائب محمد بوحمود أن على وزارة الصحة البحرينية أن توضح تفاصيل ما ذكرته عن الإجراءات الاحترازية لمواجهة مرض كورونا، مبينًا أن المرض لا يظهر على المريض إلا بعد إصابته بـ 15 يومًا، الأمر الذي يجعل لأجهزة كشف المرض بالمطار غير قادرة على كشف حيثيات المرض.

وبيّن بوحمود أن الكلمة التي أدرجت بتصريح وزارة الخارجية بأنها (تتدارس عودة الطلبة البحرينيين من الصين للبحرين) أمر يدعو للاستغراب والتعجب، مضيفًا “في الوقت الذي يعلن به الرئيس الصيني أن المرض خطير للغاية وبأنه وباء ينتشر بسرعة، تتأخر الجهات المختصة هنا بأخذ الخطوات الصحيحة، والتي لم تتخط الفضفضة الصحافية”.

ودعا بوحمود إلى ضرورة النظر للجماهير الكبيرة التي تتوافد على معرض الخريف، والسبل الضامنة لعدم نقل أي منهم للمرض القاتل، والوسائل المنيعة لمواجهته، مشيرًا إلى أن هنالك مباحثات جادة مع عدد من النواب لتقديم مقترح عاجل بالجلسة المقبلة بشأن موقف الجهات الرسمية وجدواها، والمطلوب منها.

بدوره، قال النائب خالد بوعنق إن على وزارة الصحة أخذ الحيطة والحذر، خصوصًا في المنافذ البحرية والجوية، والعمل على تأمينها بالشكل الصحيح والمناسب، قياسًا بحجم المرض وخطورته وسرعة انتشاره، وأن توضع آلية واضحة المعالم لمواجهة الأمراض الشبيهة منذ بدايات وقوعها.

وأضاف “نأمل أن تبادر الحكومة الرشيدة في سرعة إرجاع الطلبة البحرينيين حتى الوقوف النهائي على تداعيات وباء (كورونا) الذي يصفه البعض بمرض العصر، وهو واجب نتشارك جميعاً في مسؤوليته”.

وأكد النائب عبدالرزاق حطاب أهمية تعزيز الإجراءات الاحترازية وتفعيل التنسيق بين الوزارات لمواجهة الفيروس.

بالأثناء، قال النائب عمار قمبر إنه سيتقدم باقتراح بصفة الاستعجال للطلب من الحكومة المبادرة فورًا بتبني عودة الطلبة الجامعيين الذين يدرسون في الصين، وإخلائهم بشكل سريع، داعيًا النواب للتعاون؛ من أجل تمرير هذا المقترح بشكل عاجل وفعال.

وأكد قمبر أهمية هذه الخطوة بعد تزايد الأنباء عن انتشار وباء “كورونا” الجديد، خصوصا بعد أن قامت الحكومة الصينية بإعلان حالة الطوارئ، وفرض الحجر الصحي على مقاطعة ووهان التي يبلغ سكانها 65 مليون نسمة، واتخاذ الحكومة الصينية قرارًا بحظر السيارات الخاصة من دخول مدينة (ووهان) في المنطقة الوسطى من الصين، والتي تعد البؤرة الرئيسة لانتشار الفيروس، اعتبارًا من الأحد 26 يناير 2020.