+A
A-

زكريا هاشم: تأخير التشخيص المبكر يؤثر سلبا على الطفل المتوحد

يحتاج التوحديون إلى عناية خاصة تختلف عن الأشخاص الأسوياء؛ باعتبار طيف التوحد اضطرابا دمائيا عصبيا تظهر أعراضه منذ الولادة إلى عمر سنتين، وهذا الاضطراب هو خلل في الأعصاب. وتبذل جمعية التوحديين البحرينية جهودا كبيرة في مساعدة التوحديين. ولتسليط الضوء على الجمعية كان لنا هذا الحوار مع رئيس مجلس الإدارة زكريا هاشم.

كيف جاءت فكرة تأسيس الجمعية؟

مجموعة من أولياء أمور مصابين باضطراب طيف التوحد كان يجمعهم مركز للتأهيل للتربية الخاصة، لقوا معاناة كبيرة لتعريف المجتمع بالتوحد والتواصل مع الجهات الرسمية. ولإيصال صوت المتوحدين للمعنيين بشكل فردي جاءت فكرت الجمعية التي من أهم أهدافها توعية المجتمع عن طيف اضطراب التوحد.

والهدف الثاني هو تدريب وتأهيل ذوي التوحد وعوائل وأسر التوحديين وتقديم دورات وورشات وأنشطة لتأهيلهم بكيفية التعامل بالطريقة الصحيحة مع المصاب باضطراب طيف التوحد.

الهدف الثالث التواصل مع الجهات المعنية وكل من له يد في تقديم الخدمات إلى المصابين بالتوحد.

هل تحققت جميع أهداف الجمعية؟

خلال السنوات الأربع الماضية تحققت الكثير من الأهداف، منها الوصول لشريحة كبيرة من المجتمع وتوعيتهم عن اضطراب التوحد، وتم الوصول إلى شريحة مهمة أيضا منهم أطباء ومدرسون ومدرسات الحضانات إضافة إلى مد جسور التعاون والتواصل مع الجهات المختصة، وهناك خطط أخرى للسنوات المقبلة.

ما أهم النشاطات التي تركز عليها الجمعية؟

الأنشطة تستهدف فئتين: المصابون باضطراب التوحد أنفسهم وأسرهم والمجتمع عموما، وهناك أنشطة مكثفة للتوحديين لإشغال فراغهم بما يفيدهم، وأنشطة عديدة منها الترفيهية والتعليمية كالفروسية والسباحة وزيارة الأماكن التعليمية. وهناك أنشطة وبرامج خاصة للشباب التوحديين؛ لأنه ليس هناك مراكز تحتضنهم في سن معين فتكون هناك برامج خاصة لهم للاستفادة منها وملء فراغهم.

حدثنا أكثر عن التوحد؟

صنف التوحد على أنه اضطراب دمائي عصبي تظهر أعراضه منذ الولادة إلى عمر سنتين، وهذا الاضطراب هو خلل في الأعصاب ناقلة للمعلومات من العقل إلى باقي أعضاء الجسم، إذ سيتحرك الجسم بمعلومات خاطئة فيكون سلوكيات خاطئة ولذلك نرى الظاهر على المصاب بالتوحد هو فرط النشاط والحركة من غير إدراك إضافة إلى الحركات العشوائية غير المدروسة.

كيف يجب أن تتصرف الأسرة عند تشخيص الطفل بالتوحد؟

المرحلة الأولى بعد التشخيص تكون غالبا صادمة بالنسبة للأهل، لكن التأخير فيها سيؤثر سلبا على المستقبل، والأفضل هو التدخل المبكر للطفل بعد التشخيص بإدراجه في المراكز وإعطائه خطط تعليمية في المنزل وخارج المنزل، ويكون هناك اهتمام خاص.

ما الذي بوسع الوالدين فعله لمساعدة طفلهما المصاب بالتوحد؟

هناك أكثر من 25 مركز تأهيل، فيجب دراسة المراكز المناسبة للطفل من كل الجوانب من بيئة المركز والمختصين والكفاءات الموجودة والخطط العلاجية وأيضا الأمور الإدارية، ومتابعة الخطة العلاجية ليس فقط في المركز، بل بالمنزل أيضا.

ما نظرة المجتمع تجاه التوحديين؟

في الوقت الحالي زاد الوعي عن اضطراب التوحد وزاد الاطلاع عن هذا الاضطراب. في السابق لم يكن هناك تقبل من المجتمع لهذه الفئة؛ لقلة الوعي والثقافة، لكن بعد تطور وسائل الإعلام وظهور الجمعيات والمختصين بدأ المجتمع بالتعرف على فئة التوحديين وبدأ الوعي بالانتشار أكثر عن أهمية رعايتهم وتخصيص أماكن تناسبهم ومعاملتهم معاملة خاصة.

ما أهم التحديات التي تواجه التوحديين؟

هو كيفية قضاء اليوم، فاحتياجهم تكون مختلفة عن بقية أقرانهم كالبيئة السليمة ووجود أشخاص يتفهمونهم واحتياجهم أيضا للتعليم والترفيه. وأكثر المعوقات التي تواجه التوحديين في قضاء يومهم هو عدم تقبل بعض أفراد المجتمع لهم في الأماكن العامة والانزعاج من تصرفاتهم ومن حركاتهم الاستثنائية.

ما المهارات الأساسية التي ينبغي اكتسابها لطفل التوحد؟

التوحديون يفتقرون إلى أمور كثيرة، أهمها المهارات الحياتية الاعتيادية مثل اللبس والأكل، كلها تحتاج إلى تدريب وتأهيل وكل الأمور تحتاج شهورا وسنينا لتدريبهم، وهذه أهم الأساسات التي يجب أن يكتسبها الطفل.

ومن جانب آخر معظم التوحديين يعانون من صعوبة النطق أو عدم النطق، فيحتاجون إلى جلسات خاصة ومكثفة في النطق إضافة إلى تنمية مهاراتهم، فبعضها تكون مخفية واكتشافها يكون مجهودا من أولياء الأمور.

ما المشكلات التي تواجه أسر أطفال التوحد؟

الافتقار إلى المراكز الحكومية للتوحديين، بحيث يضطر ولي الأمر لإدراج الطفل في مراكز خاصة تكون كلفتها عالية جدا، ومعظم الأسر تكون من ذوي الدخل المحدود أو المتوسط، فهذه من المعوقات التي يعاني منها ولي الأمر، إضافة إلى أن الأماكن الترفيهية لا تكون متخصصة بالكامل لطفل التوحد، الذي يحتاج إلى مكان خاص.

ما طرق علاج التوحد؟

التوحد هو اضطراب وليس مرضا، ولا يتم علاجه بالأدوية أو بالعمليات الجراحية.

في بداية الأمر يجب دراسة حالة الطفل وماذا يحتاج، وبعدها يمكن وضع خطه مدروسة كاملة ويبدأ العلاج سواء بالتأهيل والتعليم، وهو ليس علاجا كاملا، لكنه تخفيف من حدة الاضطراب.

هل الإبداع قريب من التوحديين؟

هناك فئة من التوحديين لهم قدرات كبيرة في مختلف المجالات مثل حساب التواريخ بسرعة كبيرة وقدرات أخرى، ويلقون تشجيعا واهتماما على مستوى الدولة.

لقاء: آمنة البلوشي

طالبة إعلام بجامعة البحرين