+A
A-

قطر والإرهاب... ما سر العلاقة “المشبوهة” ومن يوقفها؟

قدم تسجيل صوتي مسرب بين خليفة كايد المهندي، رجل الأعمال المقرب من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وسفيره في الصومال حسن بن حمزة هاشم، الذي تحدث عنه تقرير صحيفة “نيويورك تايمز”، دليلاً جديداً على تورط الدوحة في دعم الجماعات المتطرفة، لتنفيذ تفجيرات وهجمات إرهابية في الصومال، ولكن هذه المرة باستخدام أذرعها الدبلوماسية والاقتصادية، بهدف تعزيز مصالح الدوحة في منطقة القرن الإفريقي وضرب مصالح القوى المناهضة لأجنداتها.

كما ذكر التسريب أنها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام القطري سفاراته أو دبلوماسييه في دعم وتوجيه الإرهاب خدمة لمصالحه، فقد شهدت تونس وليبيا حوادث مشابهة لما عرفته الصومال، عندما دفعت الدوحة بضابط من المخابرات، بعد اندلاع ما يعرف بثورات الربيع العربي، للقيام بأدوار مشبوهة في هذين البلدين وزعزعة استقرار منطقة شمال إفريقيا.

فقبل سنوات ادعت تونس على ضابط قطري بتهمة تمويل تنظيمات إرهابية. ويدعى هذا الضابط - وهو جنرال متقاعد من القوات المسلحة القطرية كلّف بمهمة ملحق عسكري بشمال إفريقيا من 2011 إلى 2014 - سالم علي الجربوعي، وهو ملاحق من القضاء التونسي منذ عام 2014، بتهمة تبييض الأموال لتمويل التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة في كل من ليبيا وتونس.وللوقوف على الأسباب التي تدفع قطر للعبث في أمن الصومال تحديدا، قال رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب جاسم محمد، لـ”سكاي نيوز عربية”: “توجد علاقة وثيقة بين قطر والتنظيمات المتطرفة مثل حركة الشباب الصومالية، والتي تسعى الدوحة من خلالها إلى إطالة أمد الفوضى في الصومال”.

من الصومال.. إلى اليمن

وأشار محمد إلى أن قطر “تحاول نقل المواجهة مع دول المقاطعة الأربع، إلى جبهة ثانية هي الصومال، بالتعاون مع تركيا، لتعيق أي تنمية أو جهود تبذلها تلك الدول لإعادة الوضع الطبيعي إلى الصومال”.

وتطرق رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، إلى سبب مهم يدفع قطر إلى التدخل بهذه القوة في الصومال، وهو أن الاخيرة بمثابة “حديقة خلفية” لليمن.

وعن ردود الفعل الدولية بشأن التسجيل المسرب، شدد محمد على أن المجتمع الدولي أصبح يدرك تماما حجم الدعم الذي تقدمه قطر للإرهاب، خاصة وأن التسجيل المسرب الأخير جاء من مصادر موثوقة.

 

“ميديا بارت”: مطلوب تحقيق أممي بدعم قطر للإرهاب

بعدما كشفته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن تسهيلات قدمتها قطر لممول القاعدة، خليفة السبيعي، شرحت صحيفة “نيويورك تايمز” كيف رعى خليفة كايد المهندي - وهو رجل أعمال مُقرَّب من أمير قطر - هجوماً لداعش في الصومال، وذلك لإبعاد مستثمرين من الإمارات عن البلاد.

وبحسب ما جاء في مقال لموقع “ميديا بارت” الفرنسي، لن يساهم تقرير “نيويورك تايمز” في تحسين سمعة قطر، التي يُشار إليها دائماً كداعمة للإرهاب.

وبحسب “ميديا بارت”، الأسوأ من ذلك هو أن الأمر قد وصل بالمهندي، الذي يسافر بانتظام مع أمير قطر، إلى أن يقول: “أصدقاؤنا كانوا وراء التفجيرات الأخيرة”. كما لاحظت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الدبلوماسي لم يحتج أبداً خلال المحادثة، ولم يبدُ مستاء من تورط قطر في الهجوم.

ورداً على سؤال “نيويورك تايمز”، نفى الدبلوماسي القطري بدايةً معرفته بالمهندي، قبل أن يُغلق الهاتف بسرعة. لكن بعد ذلك، لم تعترض حكومة قطر على صحة التسجيل، ولكنها علّقت ببساطة بأنها محادثة عادية “بين مواطنين عاديين”.

واعتبر الموقع أنه “لمواجهة هذه الأدلة الجديدة الدامغة، سيكون من المثير للاهتمام إنشاء لجنة تحقيق لدى الأمم المتحدة. ولا شك في أن قطر ستستخدم من جديد ملياراتها لتبييض سمعتها”.