+A
A-

تشييع سلمان الحايكي إلى مثواه الأخير

- بوفاته فقدت الصحافة الرياضية أحد أبرز روادها

شيّع صباح أمس الإثنين جثمان الإعلامي الرياضي والأديب والشاعر والناقد الصحفي سلمان الحايكي إلى مثواه الأخير بمقبرة الحورة بالمنامة بعد أن انتقل إلى جوار ربه مساء أمس الأول (الأحد) بمنزله الكائن بمنطقة سترة إثر نوبة قلبية مفاجئة، لتفقد ساحة الإعلام الرياضي واحدًا من روادها الكبار وأحد أعلامها ولتفجع قرية رأس الرمان بوفاة أحد أبرز مبدعيها ومثقفيها.
 وأقيمت صلاة الجنازة بمسجد مقبرة الحورة لينطلق فيما بعد موكب التشييع حتى دفن الحايكي بمثواه الأخير ليخلف فقده حزنًا كبيرًا لأبنائه وبناته وذويه وأصدقائه ومحبيه الذين انهمرت دموعهم بغزارة على فقيدهم الغالي، تاركا بقلبهم الحسرة واللوعة من ألم الفراق، وليس اعتراضًا على قضاء الله وقدره.
ورغم أشعة الشمس الحارقة وحرارة الطقس وتعب الصيام، إلا أن الكثير من الرياضيين والإعلاميين قد حرصوا على المشاركة في تشييع الحايكي وفاءً وعرفانًا منهم لصديقهم الراحل وابتغاء للأجر والثواب، حيث شارك في تشييع الحايكي نخبة من معلمي التربية الرياضية الذين زاملوه في سلك التربية والتعليم أمثال عبدالجليل أسد وعلي الصيرفي وعباس المطوع، وعدد من الإعلاميين الذين عملوا معه في الصحافة الرياضية من بينهم محمد لوري وناصر محمد وعلي الباشا وهشام جعفر وحسين خلف وجميل سرحان، إضافة إلى مشاركة رئيس نادي مدينة عيسى جاسم العكبري وعدد من الرياضيين ورجال الإعلام والفكر والفن والدين والأدب.
 وشكل خبر وفاة سلمان الحايكي صدمة في الوسط الرياضي، حيث يفيد أحد أقربائه بأن الحايكي شعر قبل يومين ببعض الآلام في المعدة وتم نقله على الفور إلى المستشفى ليعود فيما بعد إلى المنزل وهو في حالة مستقرة إثر إجراء بعض الفحوصات الطبية قبل أن ينتقل إلى جوار ربه عند الساعة العاشرة مساء الأحد الماضي بمنزله بسترة.
 ويقول أحد الزملاء الصحفيين المقربين من المرحوم الحايكي “لقد حاولت الاتصال به أكثر من مرة قبل يومين من وفاته ولم يجب، وبعد التواصل مع ذويه تبين أنه كان متعبًا صحيًّا لأعود للتواصل معه مرة أخرى قبل وفاته بيوم، وقال لي حينها “إلحق عليَّ .. سأموت من شدة آلام المعدة..” حتى غيّبه الموت لاحقًا..”.
 واستذكر جميع المشيعين مناقب الراحل وإسهاماته في إثراء الساحة الرياضية بالعديد من المؤلفات والمقالات والأطروحات والتحقيقات والحوارات الجريئة على مدار أكثر من 40 عامًا، وكان الراحل معروف بآرائه المثيرة للجدل وثقافته العالية وحبه للمعرفة والاطلاع والتأليف والتوثيق، وكان متعدد المواهب، فهو صحفي وأديب ولم ينقطع عن الكتابة الصحفية حتى آخر لحظات حياته، وعمل نائبًا لرئيس القسم الرياضي بجريدة أخبار الخليج وهي آخر محطاته التي قضى فيها معظم سنواه عمره الصحفي، كما أن الحايكي انتهج خطًّا متميزًا في الصحافة الرياضية عن باقي الصحفيين مزج ما بين الكتابة الأدبية الإبداعية والرياضية في آن واحد كما أنه كان ناقدًا صحفيًّا من الطراز الرفيع.
والزميل سلمان الحايكي ولد في مطلع الخمسينات وهو معلم تربية رياضية بعدما تخرج من معهد المعلمين عام 1981 وكان لاعبًا لكرة القدم بنادي رأس الرمان، وحكمًا دوليًّا في الكرة الطائرة ورئيسًا للجنة الحكام وعضوا بمجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة، وعضوا في الجمعية العمومية للنادي الأهلي، وعضوا بجمعية الصحفيين الرياضيين وعضوا باللجنة التأسيسية للجنة الإعلام الرياضي سابقا، وتتلمذ على يديه الكثير من الصحفيين الرياضيين الشبان، كما أنه معروف بحبه للأدب والثقافة فهو عضو في أسرة الأدباء والكتاب البحرينية وكانت له مساهمات شعرية وثقافية في صحيفة أخبار الخليج حتى آخر حياته.
وبصورة عامة عرف عن الفقيد حسن الأخلاق وطيب المعشر والتواصل مع الناس في أحزانهم وأفراحهم، وبرحيل الحايكي فإن الصحافة الرياضية خسرت واحدًا من أبرز رجالاتها ومؤسسيها وتعرض جسد الرياضة إلى ثلم كبير، لكن إسهامات وبصمات الراحل ستبقى ماثلة وعصية على النسيان.
 وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي الرياضية منذ انتشار نبأ وفاة الحايكي بعبارات الرثاء واستذكار إسهامات الراحل في سلك التربية والتعليم والحقل الرياضي متضرعين إلى المولي العلي القدير أن يمن على الفقيد بالمغفرة والرحمة.
وبدورها تنعى صحيفة “البلاد” فقيد الصحافة الرياضية البحرينية الزميل والأستاذ سلمان الحايكي سائلين المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون... رحمك الله يا أبا علي وحشرك مع النبي محمد وآله وصحبه المصطفين الأخيار.. وإلى جنان الخلد إن شاء الله.