+A
A-

المنامة‭... ‬سبعة‭ ‬عشر‭ ‬عجاف‭ ‬خليجيا

تواصل غياب الأندية الوطنية لكرة السلة عن تحقيق لقب البطولة الخليجية للأندية الأبطال الذي بات عصيا على فرقنا منذ أكثر من عقد ونصف.

وكان آخر لقب خليجي قد تحقق بواسطة فريق المنامة عام 2001، عندما تمكن من تحقيق الكأس في النسخة الحادية والعشرين التي استضافها وأقيمت منافساتها على أرض المملكة.

وتواجدت أندية السلة البحرينية في البطولات الخليجية بقوة ممثلة بفريقي المنامة والأهلي صاحبي النصيب الأكبر من المشاركات الخليجية.

المنامة وخلال مشاركاته في البطولة، ظفر باللقب الخليجي في مناسبتين بعد أن حقق لقب نسختي 1995 و2001 اللتين أقيمتا على أرض مملكة البحرين.

في المقابل، يمتلك الأهلي الرصيد نفسه في مرات الفوز باللقب الذي حققه عامي 1985 و1988.

أمّا فريق المحرق، الذي سجل ظهوره في البطولة في 4 مناسبات، لم يتمكن من تحقيق اللقب في جميع مشاركاته.

اللقب يعاند المنامة

وبات لقب البطولة الخليجية يعاند فريق المنامة للموسم الخامس على التوالي، إذ بعد 3 مواسم من حصول زعيم كرة السلة البحرينية على المركز الثالث في البطولة، ابتسم الحظ له أخيرا في بلوغ المباراة النهائية في الموسمين الماضي والجاري، غير أن تحقيق اللقب بات عصيا على الفريق الأزرق.

الامارات تواصل احتكار البطولة

وتواصل احتكار الأندية الإماراتية للبطولة للسنة الخامسة على التوالي، إذ بعد سيطرة أندية قطر على البطولة في السنوات 2012، 2013 و2014، بسطت الإمارات هيمنتها على عرش البطولة بدءًا من 2015 الذي توّج فيه الأهلي بطلا للمسابقة، وحافظ على لقبه عامي 2016 و2017، قبل أن يحقق الشارقة لقب النسخة الماضية 2018.

الثقة المفرطة

إخفاق المنامة المتكرر في منافسات البطولة، وفشله في تحقيق اللقب للموسم الثاني على التوالي الذي يصعد فيه الفريق إلى المباراة النهائية، كشف عن العديد من الأسباب التي حرمته من الإبقاء على الكأس في البحرين، بعد أن تم تهيئة الأرضية الخصبة للفريق، لاسيما بعد إخفاقه المحلي المتمثل بفقدانه بطولتي الدوري والكأس.

ومن أهم تلك الأسباب هي الثقة المفرطة التي اجتاحت لاعبي فريق المنامة عقب الفوز على فريق شباب أهلي دبي الإماراتي في مواجهات الدور نصف النهائي، وتسببت في حرمان زعيم كرة السلة البحرينية من تحقيق اللقب الخليجي.

ثقة اللاعبين المفرطة والتسليم بحصول الفريق على لقب البطولة أثرت سلبا وانعكست على أداء الفريق بالنحو الغير منتظر والمتوقع حدوثه.

سيناريو مكرر

وجاء سيناريو المباراة النهائية للنسخة الجديدة من البطولة الخليجية، مكررا وطبق الأصل لنهائي النسخة الماضية التي أقيمت في العاصمة العمانية مسقط.

وتشابه سيناريو المباراتين في بسط الفريق الاماراتي بقيادة المدرب عبدالحميد ابراهيم، سيطرته وفرض أفضليته بدءا من بداية المباراة وحتى النهاية.

في المقابل، ما كان على فريق المنامة إلا ملاحقة منافسه وتقليص الفارق الذي يحدثه الشارقة.

المشهد تكرر أيضا في أرقام المباراتين، إذ تعادلت النتيجة في مناسبة واحدة فقط في كل لقاء، حيث عادل المنامة النتجية في نهائي الموسم الماضي بنهاية الشوط الأول 47/47، فيما جاء التعادل الوحيد هذه المرة في الربع الأخير بواسطة ثلاثية لاعب 61/61.

وكان للاستعجال والتركيز على التصويب الثلاثي نصيب في تشابه الأحداث، إذ في الوقت الذي كان فيه الفريق بحاجة لضمان إحراز النقاط، يصر لاعبو المنامة على التصويبات الثلاثية الغير مركزة بسبب الاستعجال في إنهاء الهجمات، الأمر الذي أعطى الشارقة فرص متتالية لأن يوسع الفارق وينهي اللقاءين لصالحه.

عدم الاستفادة من الدرس

وبكل تأكيد، فإن الفريق المنامي، لم يستوعب درس البطولة الخليجية الماضية جيدا، برغم التجربة المرة والحسرة التي مروا بها.

المنامة دعم نفسه بمدير فني جديد بعد التعاقد مع المدرب الوطني سلمان رمضان، وعزز عناصره بمحترفين جدد، ورغم ذلك كله، إلا أنه لم يفهم الدرس الأهم، فقد اختلفت الظروف وبقت النتيجة واحدة.

حنكة عبدالحميد

تفوق المدرب الإماراتي عبدالحميد ابراهيم على المدربين الوطنيين سلمان رمضان وعقيل ميلاد في قراءة المباراة ومجاراتها تكتيكيا، حيث نجح الفريق الإماراتي بفضل حنكة مدربه في امتصاص ضغط المنامة وغلق المساحات أمام أهم مصوبي الفريق والتقليل من نقاط قوتهم.

 

يا فرحة ما تمت

عاشت جماهير فريق المنامة فرحة عارمة عقب فوز فريقها على حساب شباب أهلي دبي في الدور نصف النهائي.

واقتحمت الجماهير المنامية أرضية الملعب بعد صافرة النهاية، وأفرطت في الفرحة مع لاعبي فريقها، وكأن الفريق قد رفع كأس البطولة.

هذا الأمر ساهم بقدر كبير في رفع معنويات اللاعبين بشكل زائد عن اللزوم، خاصة أن الخطوة الأهم لم تأت بعد.

وانتابت جماهير المنامة الأحزان بعد خسارة الفريق للمواجهة النهائية.