+A
A-

الماء الأبيض السبب الرئيس للعمى بالبحرين

كشف استشاري جراحة العيون والليزر مؤمن الريفي عن أن 45 % من أمراض العيون بالبحرين ترتبط بضعف الإبصار، واصفًا إياها بالنسبة العالية جدًّا.

وقال “يأتي في الترتيب الثاني الماء الأبيض، والذي تتنامي نسبه الإصابة به مع التقدم بالعمر، أو للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، بالأخص السكري الذي يشكل تحديًا لأطباء العيون”.

وقال الريفي في الندوة التي نظمها مجلس الدوي بالمحرق أخيرًا بعنوان (أمراض العيون الشائعة في البحرين)، بأن استخدام نوع معين من الأدوية، كالحبوب الخاصة بالأمراض النفسية، تتسبب بدورها بالإصابة بالماء الأبيض، موضحًا أن التطور العلاجي للعيون في البحرين متقدم للغاية، ولا يقل شأنًا عن المستشفيات الألمانية والأميركية.

الندوة التي حضرها جمع غفير من الرواد، رجالاً ونساء، لاقت استحسانًا من الحضور، خصوصًا مع تقديم الضيف المحاضر، عرضًا مستفيضًا بالـ (بروجكتر) لعدد من العمليات التصحيحية والجراحية للعين، ولجمع وافر من الصور (للعين) المتضررة، لمرحلة ما قبل، وما بعد، ومدى التطور الذي شهده هذا القطاع الطبي الحيوي، والذي تسايره مملكة البحرين أولاً بأول.

ومن الأمراض الشائعة للعيون في البحرين، قال الريفي “أولها التهابات العين، بسبب الغبار والجو والحرارة، وتصيب الجزأين الداخلي والخارجي من العين، وعلاجه بكمادات الماء الدافئ، وبعض المضادات إن لزم الأمر، ويتكون أحيانًا كيس دهني كبير في الجفن العلوي أو السفلي، ويصيب كل الأعمار، وغالبًا لا يطيب إلا بعملية صغرى بالعيادة”.

وتابع “هنالك أيضًا التهابات الأجفان ككل، بسبب الحرارة والرطوبة والغبار، وتعالج بالتنظيف، وباستخدام أنواع معينة من الشامبو، وقطرة من المضاد الحيوي حسب توصية الطبيب، وغالبًا تزال مع هذه الالتهابات بفترة لا تتجاوز الأسبوعين”.

ومضى الريفي يقول “نرصد أيضًا الكثير من حالات النزف الخارجي المفاجئ تحت الملتحمة بالعين، وتكون على شكل قطعة حمراء حول العين، وهو لا يضر العين، بقدر تشويهه للمنظر العام لها، وهو شيء بسيط وطبيعي نتيجة انفجار أحد الشرايين الصغيرة بالعين، وغالبًا ما يزول من نفسه، ومن دون أي تدخل علاجي، لكن المراجعة الطبية ضرورية للتأكد من عدم وجود أضرار أخرى بالعين”.

وأردف بالقول “من الأمراض الشائعة أيضًا التهاب شديد يصيب الطبقة الصلبة للعين، ويأتي نتيجة (روماتيزم) أو تفاعل الجسم ضد العين نفسها، ويتوجّب سرعة علاج هذه الحالة منعًا لحدوث أي تطورات أو تجاوزات، وغالبًا ما تكون ببعض القطرات وحبوب (الكارتزون)، والعقاقير الأخرى التي توصى من قبل الاستشاري”.

كما لفت إلى مرض قرحة القرنية والتي تكون نتيجة سوء استخدام العدسات اللاصقة، والغبار الموجود بالجو، والحرارة، مبينًا أن العلاج سهل وذلك بمنع المريض من استخدام العدسات، وإعطائه قطرات ومضاد حيويا، وغالبًا ما يتشافى خلال أيام معدودة.

وتابع الريفي أن هذه القرحة قد يصحبها التهاب جرثومي، بدخول بكتيريا أو فيروسات، أو فطريات، ما يؤدي لحدوث التهاب بالقرنية، وربما التلف، ما يستوجب دخول المريض المستشفى، وعلاج الحالة بالقطرات الكفيفة، وأحيانًا بإبر من المضادات الحيوية تعطى داخل العين، وأحيانًا المضادات الحيوية التي تستخدم بشكل حبوب أو بالدم.

وزاد “أحيانًا تتعرّض العين لإصابات بسبب دخول جسم غريب، والذي يكون عادة للعاملين في ورش الحدادة والنجارة، وتسبب احمرار وألم شديد بالعين، وبعد الفحص نكتشف وجود قطعة حديدية صغيرة، ما يستوجب إزالتها بعملية صغرى بالعين، وإعطاء المريض المضادات اللازمة، وبأحيان أخرى يكون الجسم الغريب ليس بالعين وإنما بأسفل الجفن نفسه، والذي يحتاج لقطرة مخدرة وإزالة، وإلا سيتسبب بحدوث خدوش متكررة بالقرنية وألم بالعين”.

وعن الأمراض الشائعة لدى الأطفال والمراهقين قال “الحساسية التي تسبّب حكة ودعكة بالعين، وهي لا تؤثر على العين، لكنها تحتاج العلاج الذي يكون بقطرة ضد الحساسية، وأحيانًا يعطى حبوب ضد الحساسية إذا كانت قوية”.

وأكد الريفي أن من أكثر الأمراض شيوعًا بالبحرين الماء الأبيض الذي يصنف عالميًّا السبب الأول لفقدان الرؤية، مضيفًا، “هنالك عدد كبير من المرضى بالبحرين يصابون به بسبب مرض السكري وفي أعمار مبكرة، لا تتخطى الأربعين -وهو مرض يشكل تحديًا لأطباء العيون- فالماء الأبيض هو عتمة العدسة داخل العين، مما يحجب الرؤية ويمنع دخول الأشعة الضوئية إليها”.

ويقول “وعليه يستوجب الأمر عملية جراحية تستبدل بها العدسة بالكامل، بفترة زمنية لا تتخطى الربع ساعة فقط”.