نداء إلى وزير التربة والتعليم في الدورة الجديدة، نرجو منه أن يأخذ كلمة صاحب السمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على محمل الجد حين تحدث عن أن التعليم في فنلندا لا تزيد مدته عن 4 ساعات، ومع ذلك فإنهم أكثر ثقافة في العالم؛ والسبب يعود إلى الوقت كما كان جيلنا في الماضي، كنا أكثر ثقافة من جيل اليوم ونمارس هوايات كثيرة ونعمل أنشطة مدرسية نبدع فيها، والسبب أننا نعود إلى منازلنا الساعة الواحدة ولدينا الوقت الكافي لعمل واجباتنا براحة تامة دون ضغط الوقت، كما أننا نقرأ كتبا خارجية وقصصا عالمية تفتح مداركنا، أما طلاب اليوم فإنهم يخرجون من مدارسهم الساعة الثانية والنصف يأكلون وجبة الغداء بعد أذان العصر وقبل أذان المغرب بقليل، والطالب حتى يصل إلى بيته يحتاج إلى ما يقارب الساعة وينتهي من وجبة الغداء تقريبا الساعة الرابعة، وهذا مؤلم كثيرا، ولكن لا نستطيع أن نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ليس لديهم وقت لواجباتهم أو لقراءة كتب خارجية ولا وقت لممارسة أي نوع من الهوايات، والأهم من ذلك أنه لا يوجد وقت يمكّن الآباء من تعليم أطفالهم دينهم وتقويم أخلاقهم؛ ذلك أنه بعد ساعتين أو بالكثير 3 ساعات يتناول الطالب وجبة العشاء حتى ينام استعدادا ليوم آخر طويل. الغريب أن المدارس الخاصة تطبق نفس التوقيت على الأطفال في سن الخامسة، ما يعني أن هذا الطفل المسكين يحرم من اللعب وحنان الأم من الساعة 6:30 عندما يخرج من بيته ليصل المدرسة الساعة 7:30 ويخرج من المدرسة الساعة 2:15؛ ليصل بيته منهكا الساعة 3:15، لا يرغب في الأكل ولا اللعب، كل ما يريده أن ينام من تعب يوم طويل لطفل في سن الخامسة. يا وزيرنا ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، نحن لا نطلب أن تكون الدراسة 4 ساعات في اليوم؛ لأننا نعلم أن أبناءنا لابد من تلقينهم المعلومة، ولكن نطلب العودة إلى الساعة الواحدة حتى المدارس الخاصة، ونحن نعلم أنك كما نقول بالبحرين قدها وقدود، والله يوفقك. أتمنى أن يكون لكلمة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حفظه الله صدى لديكم؛ حتى لا يتعرض الأبناء لأمراض نفسية نراها في أعينهم بسبب الإرهاق والتعب من دوام يستمر 8 ساعات في اليوم. مع تمنياتنا بالتوفيق للجميع.

البيانات لدى المحرر