+A
A-

هلا الخـالدي،، نجاح سيدة الأعمال الأم

- تحررت من “العمل المنزلي” بدافع من “التوأم”

- التخصص العلمي حجر الزاوية في ريادة الأعمال

- رائدة مشروع “دايت ديلايت” اختصاصية تغذية علاجية

استطاعت سيدة الأعمال هلا محمد الخالدي في التغلب على المعوقات والمنافسة الشديدة في السوق البحرينية، أثبتت نفسها ومقدرتها على النجاح وتغيير نمط حياة الأم وربة المنزل الاعتيادية والانطلاق في عالم الأعمال، لتجمع بين رعاية البيت والأولاد، وبين كونها سيدة أعمال طموحة لا تعرف المستحيل.

أطلق شركتها الخاصة للاستشارات والعناية بالطعام الصحي، وهي صلب تخصصها الجامعي وخبرتها العملية في حقل المستشفيات والتغذية.

بدأت الخالدي مسيرتها العملية بمستشفى السلمانية في العام 2003، إلا أنها بعد عامين اضطرت لترك العمل لتربية أبنائها والاهتمام بشؤون المنزل، إلا أنها عادت إلى ساحة العمل والتحدي بعد 6 سنوات لتأسس شركة “دايت ديلايت” التي تلقى رواجا ونجاحا كبيرا في السوق المحلية.

“البلاد” التقت سيدة الأعمال هلا الخالدي، وتاليا نص الحوار:

من هي هلا الخالدي؟ وما مراحلها الدراسية؟

هلا محمد الخالد، اختصاصية تغذية علاجية، درست المراحل الدراسية في كل من مدرسة التربية الإسلامية بالرياض، ثم المرحلة الجامعية بجامعة الملك سعود في الرياض، كلية العلوم الطبية التطبيقية لمدة 5 سنوات، مع سنة أخرى امتياز قدمتها في مستشفى السلمانية بالبحرين.

ما سبب استقرارك بالبحرين؟

تزوجت من رجل أعمال بحريني، بعد أن رأيته في إحدى إجازات الصيف.

ما سبب اختيارك هذا التخصص؟

أحد الأسباب في ذلك أن هناك الكثير من الأهل والأصدقاء يعانون السمنة وخصوصا داخل العائلة، كما كان هناك مجالات كثيرة للتخصصات، وكان تخصص التغذية العلاجية أحدث المجالات الموجودة، فشد انتباهي إذ أحسست برغبة كبيرة في دخول التخصص والتعمق فيه.

ما هو أول عمل لكِ؟

عملتُ بوظيفة تختص بمجال التغذية في مجمع السلمانية الطبي لمدة عامين، ثم قدمت استقالتي بعد أن انجاب ابنتيّ التوأم اللتين أتتا عقب ابني الأكبر، وكان عمره آنذاك سنتين فقط، فكنت أبذل مجهودا كبيرا، فليس من السهل الاعتناء بثلاثة أطفال بفارق عمر قصير بينهم.

وكيف جاءتك فكرة المشروع؟

كثير من الناس لديهم فكرة أن النظام الغذائي عبارة عن نظام ممل وأكل صحي لا طعم له، فحاولت أن أثبت خلاف هذه الفكرة، وأن النظام الصحي ممكن أن يكون ممتع والاستمرار عليه بأكل لذيذ جدا، ولكن بفكرة أن تكون كميات الأكل أقل من المعتاد دون حرمان النفس، حيث إن القاعدة الأساسية لدي أن يكون طعم الأكل طيبا لذيذا حتى أستطيع أن أكسب ثقة الناس وتحديد الكميات للوصول للوزن المثالي.

كم استغرق المشروع قبل تدشينه؟

فكرة المشروع حتى الإنجاز استغرقت مدة عام كامل، (...) كانت هناك صعوبات، ولكن تحل بسرعة، فهناك تسهيلات كثيرة من كل الجهات المعنية، وبالنسبة لي أراها فترة قصيرة جدا، إذ هناك كثير من الناس يعانون أكثر في تأسيس مشروعهم. وأول الوجبات توزعت على المشتركين بتاريخ 11 نوفمبر 2011 لنحو 30 زبونا، وهم أول أهم الزبائن منذ تأسيس الشركة، وكثير منهم قد عادوا للتعامل معنا على فترات متباعدة خلال السبع سنوات الماضية.

كيف ترين تقبل السوق لهذا النوع من المشاريع؟

إن تقبل الناس لأي مشرع صحي في البحرين يدل على الوعي الصحي الكبير لديهم، ومنذ بداية المشروع كان هناك اتجاه من جانب الناس للتغذية الصحية والنمط الصحي للحياة عموما، فكان الوقت المناسب لبداية أي مشروع صحي.

كم عدد موظفين “دايت ديلايت”؟

عدد الطباخين في كل وردية نحو 14 طباخا، ويبلغ عدد جميع الموظفين من استشاريين ومساعدين وموزعين نحو  34 شخصا.

ظهرت حاليا حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي لبيع وجبات صحية، ما رأيك؟

ظهر الكثير من المنافسين الذين يعملون من منازلهم، ولكن طالما هناك جهات تصرح لهذه الحسابات وتنظمهم لا توجد لدي أي مشكلة مع دخولهم المجال، ولكن المهم وجود من يراقب هذه الحسابات، إذ يوجد الآن الترخيص الرسمي لهذه الفئة بوزارة الصناعة والتجارة والسياحة، تسمى بالسجلات الافتراضية، ويبقى البقاء للأفضل، ولكن من ناحية تنافس مع شركات كبيرة في مستوى شركتنا هناك  3 شركات فقط، ولكن هل مشتركو تلك الحسابات يعلمون أن صاحبة مشروع “دايت ديلايت” لديها الشهادة الطبية المؤهلة لتقديم هذه الخدمة، وهل هناك رقابة على المكان الذي تقوم فيه بصنع الأكل.

كيف كانت مساعدة أهلك وزوجك لك في بداية المشروع؟

دعمهم لي كان قويا جدا رغم تخوفي من الخسارة والتراجع، (...) قالا لي أبي وزوجي اعتبري هذه المبالغ (رأس المال) هدية وانسي موضوع الخسارة، والدي رجل أعمال في السعودية وزوجي لديه بعض الفنادق، وكان زوجي معي في كل خطوة وخصوصا الأمور الإدارية مثل التأشيرات وأمور لا أفهم فيها مختصة بالمشاريع والأعمال إذ إنها مجال آخر يختلف عن تخصصي.

ما النصائح التي وجهها لكِ الأهل عند انطلاق المشروع؟

والدي كان دائما ينصحني باتخاذ القرارات من دون أي تردد، خصوصا أن شخصيتي سابقا كثيرة التردد، وزوجي أيضا علمني كيفية التعامل مع الزبائن والأشخاص. كنت بالبداية حساسة كثيرا وأعتبر بعض المواضيع شخصية ما يسبب لي الإحباط وتعلمت مع الزمن التعامل معهم بطريقة احترافية.

* هل تتواجد أكلات الشركة في المنزل؟

يتم إرسال الوجبات يوميا للتجربة ولا نأكلها يوميا، إذ نقوم بتجربتها بين فترة وأخرى للمحافظة على مستوى النكهة، ونتناوب أنا أو زوجي وحتى أبنائي على ذلك. أشترك في ذلك أحيانا عندما أعود من إجازة، وقد اكتسبت بعض الوزن.

كيف يجد أبناؤك حياتهم ضمن نظام غذائي صحي؟

يقومون بتناول بعض الأكل غير الصحي، ولكنهم حريصون على الاستمرار بالنظام الصحي، إذ لا أحرمهم من أي شيء؛ لأنه لو قمت بحرمانهم سيأكلون أكثر، ولا توجد أكلات ممنوعة من الممكن أن تسبب لهم نهما في الأكل.

هل أنت من محبي السفر؟

كثيرا، أكثر بلد أجنبي أحب السفر إليه هو أسبانيا لأسباب كثيرة منها أنني أزور هذا البلد منذ صغري كما أنني تعرفت على زوجي فيها، ومن البلاد العربية أحب بيروت ومدينة دبي التي تحسسني بوجودي في عالم مختلف في زيارة مدتها يومين.

كيف ترين الإقامة في البحرين؟

أنا أصبحت جزءا من المجتمع البحريني وأنا أفتخر بذلك، فالبحرينيون دائما ما يشعروك بأنك من أهل البلد، وهذا شعور جميل لأي شخص مغترب، وأنا خليجية ومتزوجة من مواطن بحريني، ولكن لم أشعر أنني غريبة أبدا، منذ بداية إقامتي في البحرين كنا ننتظر عند الإشارة الضوئية وفي كل مرة يقوم زوجي بالسلام على أحد الأشخاص، فسألته هل تعرفهم؟. قال لي انتظري سنة واحدة فقط، وسترين نفسك عند الذهاب لأي مكان تلقين التحية على كثيرين، وفعلا أصبح يسلم عليَّ الكل سواء بصفتي هلا الخالدي أو الأخصائية بالشركة.

كيف تجدين نفسك في القراءة؟

لا أقرأ الكتب، ولكني أقرأ من خلال الإنترنت وأقرأ في المعلومات الطبية وأتابع “تويتر” كثيرا.

* كيف كانت الخالدي في المدرسة؟

كنت مشاغبة كثيرًا، وكانت المعلمة دائما تطردني من الصف في حصة الرياضيات تحديدا، إذ كنت أشعر بالنعاس ولا أسمع سوى الخالدي اخرجي، كنتُ طالبة ممتازة ولكن مشاغبة، وكانت المعلمات دائما يمدحوني لدى الأهل وبنفس الوقت يخبرونهم بمدى مشاغباتي.

كيف تقضين يومك؟

أستيقظ باكرا وأقضي بعض  الوقت في العمل المنزلي لتقضية احتياجاته، وممارسة هوايتي وهي البحر، عملي يبدأ من 3 عصرا ولا يوجد لدي عمل نهاري بالشركة، أحاول الانتهاء في حدود الساعة 6 مساء، إذ يكون أبنائي قد عادوا من المدرسة وإنجاز نشاطاتهم الأخرى.

كم أعمار أولادك؟

علي عمره  16 سنة والتوأم غزل وزين 13 سنة.

- 11 نوفمبر 2011 أول الغيث من إنتاج  الشركة

- التنافس شيء صحي... والبقاء للأفضل

- بناتي يفخرن عندما يرين منتجاتنا على أرفف المحال

كيف أتت فكرة مشروع “دايت ديلايت”؟

في الواقع بناتي هم السبب في هذا المشروع، وأنا أشكرهن على هذه الخطوة التي قدمنها لي، كان عمرهن آنذاك 6 سنوات، كنت ربة منزل وأذهب للتسوق في المجمعات التجارية وأقضي عدة أمور لنفسي، وسمعتُ البنات يتكلمن فيما بينهن ونقولان إنهما عندما يكبرن سيصبحن مثلي يتسوقن في المجمعات ويعيشن حياتهم بهذا المنوال فقط، فأجبتهن أنني كنت موظفة واستقلت، فأجابنني بإجابة أكيدة “لا عند زواجنا سنكون مثلك ربات منزل”، فسألت نفسي هل هذه وجهة نظر أبنائي فيَّ؟ حتى اتصلت بزوجي وسألته نفس السؤال وأيد ما قالته البنات، وبنفس اليوم قررت أن أقوم بأي عمل يثبت أنني امرأة لا تكون فقط في التسوق بالمجمعات التجارية، بل تستطيع البدء بمشروع تجاري ناجح.

رؤية الوالدين لمجالي الجديد

والدتي قالت إن لم تستفيدي من الشهادة العلمية من خلال العمل والوظيفة، فمن الممكن أن يساعدك التخصص في حياتك الشخصية ومع عائلتك، وفعلا لقد أفادتني الشهادة ليس بحياتي العملية فقط، بل حتى في حياتي الشخصية مع عائلتي وشخصيا كإنسان، إذ لم تكن هذه الشهادة معلقة على الحائط فحسب.

أما الوالد، فكان يشجعني كثيرا للدخول في مجال الطب أو قريبا منه، فكان هذا التخصص أقرب شيء إذ لم يكن لدي استعداد لدراسة الطب سنوات طويلة، وبهذا المجال أتواجد في المستشفيات والعيادات، ولكن دون أن أكون طبيبة.

- لم أشعر منذ بداية إقامتي  أنني غريبة في مملكة البحرين

لا فكرة لافتتاح محل خاص بالشركة

منتجاتنا حاليا موجودة في أكثر من سوبر ماركت في البحرين، وسرعة نفادها يأتي حسب وعي أهل المنطقة الموجود فيها السوبر ماركت، وفي هذا الوضع الاقتصادي لا أتوقع أن يكون لنا محلات خاصة بمنتجاتنا باعتقادي ستكون تكلفة إضافية للشركة، ولكن من الممكن أن أشارك في المقاهي كما أفعل حاليا لعرض المنتجات في إحدى الزوايا فيها، كما لدينا عدة أجهزة لبيع الطعام في الشركات الكبيرة والمطارات، والكثير من الناس يفضل الشراء من هذه الأجهزة إذ صار لديهم اختيار صحي يستطيعون من خلاله أن يعرفوا عدد السعرات الحرارية الموجودة في الوجبة، كما تباع منتجاتنا في برامج الطلبات من المطاعم من خلال المقاهي التي توجد وجباتنا فيها.