+A
A-

الأديب البحريني... هل يعرفه المواطن ويقرأ نتاجه؟

احتلّت النتاجات البحرينية الأدبية بمختلف مجالاتها السردية والشعرية مكانة فريدة في الأدب العربي عموما والخليجي خصوصا، لما قدمته من نصوص ثرية بالإبداع، فما مدى معرفة المواطن البحريني بها؟ وهل يميل لقراءة الأجنبية أكثر منها؟ وما تقييمه لها؟ “البلاد” استطلعت آراء عدد من المواطنين إزاء ذلك.

يشير خريج الحقوق صادق أحمد (31 عاما) إلى وجود عدد جيد من الكتاب البحرينيين الذين يثابرون في إظهار ثيمتهم الكتابية الخاصة بمجالاتهم الأكاديمية من سيرة، علم اجتماع، رواية، تاريخ، شعر، قصة، وأدب طفل.

وأضاف “ومن هؤلاء الكتاب الذين قرأت لهم قاسم حداد، حسن مدن، نادر كاظم، فريد رمضان، أحمد المؤذن، عبدالعزيز الموسوي، ومن الشعراء كريم رضي، نادية الملاح، مهدي سلمان، والعديد من الشعراء الشباب”.

وتلفت خريجة الصحافة ولاء هاني (24 عاما) إلى أنها تكثر من قراءة الكتب الشعرية لشعراء مثل قاسم حداد، مهدي سلمان، عبدالعزيز الموسوي، حسين المحروس، وسوسن دهنيم.

أما طالبة هندسة الكمبيوتر شيماء رضي (20 عاما) فتشير إلى كونها غير قارئة للأدب البحريني. وتقول “لا أقرأ للأدباء البحرينيين عادة، لكن حاليا يستحضرني علي الشرقاوي”.

ويؤكد عمار مدن (35 عاما) أنه على معرفة بالكثير من أدباء البحرين من بينهم عبدالعزيز الموسوي، وهو معجب بنصوصه القصيرة؛ لما تحمله من صور وحبكات ملفتة عدة فضلا عن حسن الفكاهة الحزينة.

وتذكر خريجة الإعلام علياء الموسوي (26 عاما) أنها قرأت دواوين شعر، وللكاتب الروائي في السير حسين المحروس.

وتقول معلمة اللغة العربية عفاف الرقراق (23 عاما) “أقرأ لقاسم حداد، فريد رمضان، حسن مدن، وأمين صالح”.

ويشيد صادق بالأديب البحريني، معتبرا أن ما يكتبه قد لا يوجد لدى كاتب آخر “خصوصًا إذا ما كتب البحريني عن بيئته وواقعه المحلي، فإن هذا يكون خاصًا بهذا المكان، والرقعة الجغرافية لتبيان الأهمية التاريخية، ودراسة الحالة البحرينية إن كانت شعرًا أو رواية، أو أي نوع كان من الأدب”.

وأضاف “لكن بالرغم من ذلك أنا أقرأ النتاجات الأدبية غير البحرينية أيضا من قبيل كتب التنمية البشرية، والفكرية لكتاب مثل أمين معلوف، غازي القصيبي، باولو كويلو، علي الوردي، علي شريعتي، وعبدلله الغدامي”.

وتثني ولاء على مستوى النتاجات الأدبية البحرينية وتعدها جديرة بالمتابعة رغم قلتها المرتبطة بضآلة دعم دور النشر لها، وميل البعض للمتابعة اللامعة منها، وتجاهلهم الأعمال الأدبية الشبابية المبتدئة، “لكني على الرغم من ذلك أحرص على التنويع في قراءة النتاجات الأدبية البحرينية والغربية، فالقراءة رحلة سفر إلى قصص وثقافات مختلفة أخرى”.

وتعزي شيماء سبب ميلها لقراءة الأدب غير البحريني بشكل أكبر من النتاجات الأدبية البحرينية إلى عدم التسويق الجيد لها.

أما عمار فأشار إلى أنه يتابع الأدب العربي والأجنبي أكثر من نظيره البحريني “لسهولة الوصول إليه عبر الإنترنت؛ لأن لزيادة عدد القراءات لكاتب بعينه يحفزني لأن أقرأ له، حتى أكون في ركب القراء، كما أني أقرأ حاليًا رواية (ذائقة الموت) لأيمن العتوم، وقبل شهر قرأت رواية (بجعات برية) ليونغ تشانغ”.

وشدد على وجوب أن يضع المواطن الأدب البحريني ضمن أولوياته كقارئ؛ “حتى يستطيع أن يرتقي بالكاتب البحريني، ويكون شريكا له في تطوير المجتمع بمختلف أطيافه”.

وتعبر علياء عن مدى فخرها بالنتاجات الأدبية البحرينية الراقية كرواية “مريم” للكاتب حسين المحروس التي تصنفها من بين أفضل الروايات التي قرأتها. وتقول “لا فرق عندي بين النتاجات الأدبية سواء البحرينية أو الأجنبية؛ لأني في نهاية المطاف أبحث عن القضية والهدف، وكيفية عرض الكاتب لفكرته، فقد قرأت لماركيز، أمين معلوف، جبران خليل جبران، مي زيادة، ميخائيل نعيمة، وبثينة العيسى.

وتتابع “على الرغم من قلة النتاجات البحرينية وانخفاض مستواها مقارنة بالسنوات الأخيرة كونها دائما تختص بالشعر أكثر من الرواية التي أميل لقراءتها بشكل أكبر من الشعر، إلا أني أراها مشرفة وجديرة بالمتابعة”.

وتؤكد عفاف أنها تفضل متابعة الأدب البحريني “فهناك أدباء يستحقون المتابعة ولم يأخذوا حقهم من الشهرة، لذلك أرى أن على المواطن اعتياد قراءته، فالمجتمع البحريني لم يكتشف كتّابه ومبدعيه بعد، ولكن على الرغم من جدارته لا أكتفي به فقط، فأنا أقرأ لكتاب عرب كسعود السنعوسي، أمين تاج سر، ياسر حرب، ومجموعة كتاب من العراق وفلسطين”.

وأجمع المشاركون في الاستطلاع على كون النتاجات البحرينية الأدبية مبدعة ومشرفة وإن لم يقوموا بقراءتها بشكل فعال، وتفاوتت أسباب من كشفوا تفضيلهم قراءة الأدب العربي والأجنبي أكثر من نظيره البحريني بين عدم التفريق بين نتاج وآخر، وحب التنويع في القراءة لتكوين حصيلة فكرية، وعدم التسويق الجيد.