+A
A-

داليتش: لا توجد أعذار ونحن جاهزون

التمتّع بخمس دقائق من الهدوء في ردهة الفندق هو ترفٌ لا يحظى به زلاتكو داليتش مؤخرًا بما أن الطلبات لمقابلته والحصول على توقيعه والتقاط صور تذكارية معه لا تتوقّف من قِبل مشجعي المنتخب الكرواتي. إلا أن لاعب الوسط المدافع السابق يستمتع بكل جوارحه بتدريب كتيبة أبناء البلقان في إطار استعدادهم لخوض المباراة النهائية لكأس العالم روسيا 2018 FIFA يوم الأحد على ملعب لوجنيكي في موسكو، وهي مباراة يحلم كل مدربي العالم بأن يكونوا طرفًا فيها.

وفي تصريح له من فندق المنتخب في وسط موسكو، قال داليتش بكل هدوء “لا نزال نعيش الحلم.” وبالنظر إلى أن الفرصة لم تسنح له على الإطلاق لتمثيل بلاده كلاعب، لم يتردّد بقبول عرض تدريب المنتخب الأول في أكتوبر الماضي عندما واجه الفريق خطر الغياب عن روسيا 2018.

وقال داليتش: “اخترتُ طوال حياتي ومسيرتي الطريق الأصعب. لم أرغب بأن أكون مدربًا عاديًّا في كرواتيا. كان عليّ أن أبدأ بالنادي الأضعف ترتيبًا. وخلال عام فقط في آسيا، أصبحتُ أفضل مدرب، وأشرفتُ على نادي العين (الإماراتي) لثلاث سنوات، وهو فريق بمكانة ريال (مدريد) في أوروبا. كانت تلك تجربة هائلة بالنسبة لي. درّبتُ اثنين من أكبر أندية آسيا، ولذلك عندما تم استدعائي لتدريب المنتخب الكرواتي، لم أتردّد على الإطلاق.”

وبعد عدة أشهر فقط، تخطّت إنجازات داليتش ما حققه سلفه ميروسلاف بلازيفيتش الذي قاد كرواتيا لبلوغ المركز الثالث في الظهور الأول للبلاد في كأس العالم فرنسا 1998 FIFA. وقال داليتش في هذا الصدد: “مع هذه النتيجة العظيمة [بلوغ النهائي]، نكون قد دخلنا التاريخ كإحدى أصغر الدول التي تكون طرفاً في المباراة النهائية. عند النظر إلى الظروف التي نعمل فيها، فإننا نتحوّل إلى ظاهرة ومعجزة عالمية. فلا نملك (في كرواتيا) البيئة المناسبة كتلك التي تتمتع بها الفرق الكبيرة، ولكن لدينا لاعبون عظيمون، جلبوا لنا هذا المستوى من المتعة. وهذا نجاح ملحميّ”.

وقارن داليتش مشوار كرواتيا في روسيا 2018 بالمفاجأة المدوية التي حققتها إحدى الدول المتوسطية في كأس الأمم الأوروبية 2004: “أرى ذلك الرابط الذي يجمع بين كرواتيا وما فعلته اليونان في 2004، رغم أن لهما أسلوبين مختلفين للعب. لم يتوقّع أحد أن بوسع اليونانيين أن يكونوا أبطالاً [لأوروبا]، ولكنهم تمتّعوا بفريق يملك صفوفاً مرصوصة، وروحاً جماعية عظيمة”.

وباعتبارها الدولة الأصغر التي تبلغ نهائي كأس العالم FIFA للمرة الأولى منذ أوروجواي سنة 1950، يُعرب داليتش عن إيمانه بأن كرواتيا تملك من المقومات ما يجعلها قادرة على رفع الكأس الذهبية مساء الأحد.

وقال “سيجمع نهائي كأس العالم أفضل فريقين في البطولة. ستكون المباراة الأكبر بالنسبة لنا والخصم الأصعب بكل تأكيد. منتخب فرنسا خطير جدًّا بالهجمات المرتدة. لقد مررنا برحلة صعبة نحو النهائي ولكن لا يوجد أعذار ونحن جاهزون للمباراة الأخيرة في البطولة”.