+A
A-

“الاستئناف” تخفف عقوبة سيدة قتلت صديقها للسجن 7 سنوات

قضت محكمة الاستئناف العليا الجنائية الأولى، مرة ثانية بتخفيف عقوبة سيدة بحرينية “31 عامًا” كانت مُدانة بقتل آخر “52 عامًا” عمدًا في مسكنه بمنطقة الرفاع الغربي عبر كسر رقبته إثر شجار وقع بينهما حال كونهما على علاقة غير شرعية، واكتفت بسجنها لمدة 7 سنوات عقب نقض محكمة التمييز لحكم إدانتها وتغيير المحكمة لتكييف القضية من القتل العمد إلى الضرب المفضي إلى موت.

وكانت المحكمة ذاتها خففت في وقت سابق عقوبة السيدة من السجن المؤبد المحكوم عليها بها من محكمة أول درجة إلى السجن 15 عامًا، وهو ما لم تقبله المستأنفة، فطعنت عليه بالتمييز، فتم نقض الحكم والأمر بإعادة القضية لمحكمة الاستئناف لتحكم فيها من جديد، وعقب مداولة القضية مجددًا وبحث الواقعة تبين أن الواقعة ليست سوى اعتداء بالضرب أفضى إلى موت المجني عليه.

وأوضحت المحكمة في حيثيات حكمها أن أمر القتل لا يُدرك بالحس الظاهر، ولكن بالظروف المحيطة والظروف الخارجية وملابسات الواقعة، ورغم أن المستأنفة لم تكن في حال دفاع عن النفس، إلا أنها لم تقصد قتل المجني عليه؛ نظرًا للظروف المحيطة بالواقعة.

وتتحصل تفاصيل الواقعة في ورود بلاغ من أحد الأشخاص كونه على علاقه بالمستأنفة، قال فيه إنه تعرف على المذكورة قبل فترة، وقد أبلغته أنها قد تكون قتلت المجني عليه، وتريد أن تتأكد من ذلك، وبالفعل عثروا على المجني عليه ميتاً في مسكنه.

وبالقبض على المستأنفة قالت إن بداية معرفتها بالمجني عليه كانت بسبب إعلانها عن تقديمها خدمة توصيل الطلبة للمدارس، فتلقت اتصالا من المجني عليه يطلب منها توصيل ابن شقيقه، لكنها أبلغته بتوقفها عن تلك الخدمة، مضيفةً أنه استمر في التواصل هاتفيًا معها، حتى عرض عليها فرصة العمل بأحد المطاعم المملوكة لصديق له بوظيفة طباخة، وبالفعل تقابلا في المطعم المزعوم، حتى تطورت علاقتهما، فأصبحا يخرجان سويًا.

وأقرّت أنها كانت تعرف أنه متزوج ولديه أبناء ويقطن في شقة، وقبل نحو شهرين من ارتكابها للجريمة علمت أن زوجة المجني عليه تركته وحيدًا وأصبحت تعيش في شقة أخرى، فاتصلت به تشكو من ضيق حالها، فاستغل الأخير تلك الفرصة وطلب منها الحضور إلى شقته. وأضافت أنها أبلغته خلال تواجدهما بشقته أنها لا تملك المال لدفع أجرة شقتها، فلم يتردد بعرضه أن تسكن معه في شقته؛ كونه وحيدًا، فوافقت على ذلك.

وبينت أنهما كانا يسهران معًا، وإنه لم يعاشرها إلا لمرة واحدة، إذ رفضت تكرارها حتى يتزوج منها، فقال لها إنه سيبحث عن رجل دين ليعقد قرانهما.

ولفتت إلى أن المجني عليه احتسى الكثير من المسكرات، حتى وصل لحالة السكر، وعندها طلب منها أن يعاشرها، فرفضت هي ذلك الأمر وارتدت ملابسها، وعندما حاولت الخروج من الشقة وقف أمام الباب ومنعها وأخذ المفتاح.

وتابعت أنه وعلى إثر ذلك وقعت مشاجرة بينهما، إذ كان المجني عليه يشدها من شعرها، فدفعته هي بدورها من صدره ووقع أرضًا على بطنه، وجثت على ظهره، وأمسكت برقبته بيدها اليسرى وأخذت تحركها بقوة يمنةً ويسرى إلى أن كُسرت، وعندما شاهدته يتقيأ ويسعل هربت على الفور من الشقة.

وعادت المستأنفة إلى شقتها واتصلت بالمُبلّغ المذكور الذي تعرّف عليها قبل نحو شهر من الواقعة، وأبلغته بما جرى، لكنه لم يصدقها معتقدًا انها تبالغ، لكنه تأكد بنفسه في اليوم التالي عندما خرجا سويًا، إذ طلبت منه الاتصال بهاتف المجني عليه، والمرور بالقرب من مسكنه؛ للتأكد من وفاته، وعندما تيقنا من وفاته أبلغ أحد أصدقائه، والذي أبلغ الجهات المعنية.