+A
A-

270 دينارًا تدفع آسيويًا لطعن صديقه في خاصرته

عاقبت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى متهمًا آسيوي الجنسية “47 عامًا” طعن آخر في خاصرته ما أدى لنزف المجني عليه الكثير من الدماء وتعرّضه لحالة إغماء والتسبب له بعاهة مستديمة تقدر بنسبة 7 %، إثر خلاف لمطالبة مالية بينهما بمبلغ 270 دينارًا لم يسددها المجني عليه للمتهم؛ وذلك بسجن المذكور لمدة 5 سنوات عمّا أسند إليه من اتهام، وأمرت بإبعاده نهائيًا عن مملكة البحرين عقب تنفيذه للعقوبة المقضي بها بحقه.

وكانت النيابة العامة أحالت المتهم للمحاكمة على اعتبار أنه في يوم 9/4/2017، اعتدى على سلامة جسم المجني عليه مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بأن بيّت النية على الاعتداء على سلامة جسمه واتخذ مكانًا متخفيًا داخل شقته منتظرًا حضور المجني عليه، وما إن وصل الأخير إلى باب شقته باغته من الباب الآخر بطعنةٍ بسكين في أسفل يمين ظهره، فأحدث به الاصابات الموصوفة بالتقارير الطبية المرفقة بالأوراق، وأفضى ذلك الاعتداء إلى عاهة مستديمة وهي عبارة عن جلطات بالساق اليسرى تقدر نسبتها بنحو 7 % دون أن يقصد إحداثها.

واعترف المتهم بتحقيقات النيابة العامة أنه تشاجر مع المجني عليه بسبب خلاف مالي، وعلى إثر ذلك أصيب المجني عليه بسكين في خاصرته جهة اليمين. وتتحصل وقائع القضية فيما أبلغ به ضابط للنيابة العامة، والذي ذكر أنه في حوالي الساعة 5:30 مساءً حصلت مشاجرة بين شخصين آسيويين الجنسية لخلاف سابق فيما بينهما، وتبين أن سببها مطالبة مالية فيما بينهما، وعلى إثر هذه المطالبة طعن أحدهما الآخر بسكين في ظهره وكان ذلك بمنطقة قلالي، فتم نقل المجني عليه إلى مستشفى الملك حمد لتلقي العلاج اللازم. وأضاف مجري التحريات أنه بالانتقال إلى مسرح الجريمة تم التحفظ على المتهم ورفع العينات من الموقع، مشيرًا إلى أنه تلقى البلاغ في مركز شرطة سماهيج من قِبل غرفة العمليات الرئيسية، مؤكدًا أن المتهم طعن المجني عليه بواسطة سكين في ظهره وذلك في مسكن بالقرب من منتزه قلالي. وبالتحقيق مع المجني عليه أفاد بأنه يُدين للمتهم بمبلغ وقدره 270 دينارا كونهما يعملان في السباكة “بايب فيتر”، وأنه في يوم الواقعة، وبحوالي الساعة 4:00 مساءً شاهد المتهم وهو بحالة عصبية وطلب منه أن يحضر إلى منزله، فتوجه مع شخصين من ذات جنسيتهما وهما أصدقاء إليه، وعندما وصل إلى شقة المتهم قام بضرب باب الشقة، لكنه تفاجأ بالمتهم يحضر إليه من الخلف ويطعنه بسكين في خصره جهة اليمين، وبعدها أغمي عليه وسقط على الأرض، مبينًا أن واقعة الاعتداء حدثت في الساعة 5:00 مساءً. من جهته أنكر المتهم ما نسب إليه من اتهام وحاول درء الاتهام عن نفسه، وقال إنه في العام 2004 حضر للبحرين للعمل بصفته “بايب فيتير” وبعد حوالي 8 سنوات تعرّف على المجني عليه وأصبحا صديقين وعلاقتهما جيدة، وقبل حوالي شهرين فقط من الواقعة، طلب منه المجني عليه أن يقوم بالعمل معه في منزل بمنطقة قلالي للبناء فيه. وبالفعل عملا معًافي ذلك المنزل لمدة تقارب الشهرين، وعليه أصبح أجره مقابل ذلك العمل 300 دينار ينتظر استلامها من المجني عليه، إلا أن الأخير وعده بأنه سيعطيه مستحقاته من المال فور استلامه الأموال من صاحب المنزل، لكن المجني عليه تخلّف عن ذلك فأصبح يطالبه بين فترة وأخرى بالمبلغ المترتب لصالحه. وأشار إلى أن المجني عليه كان يماطل دائمًا في تسديد مستحقاته المالية إليه، ولا يقوم بإعطائه أمواله، وفي يوم الواقعة بحوالي الساعة 3:00 عصرًا حضر المجني عليه إلى منطقة قلالي -منطقة سكنه- ليلتقي به، والتقيا بالقرب من محل سوبرماركت في المنطقة. وعندها سأله المجني عليه عن سبب قيامه بإخبار شخص آخر من جنسيتهما بأنه إذا شاهده في منطقة قلالي فسوف يقوم بضربه طالما أنه لم يسلمه نقوده، فأبلغه أنه لم يذكر ذلك الكلام، موضحًا أنه اشتمّ في المجني عليه رائحة الكحول، وعلم بأنه في حالة سكر. ولفت المتهم إلى أنه تفاجأ بالمجني عليه يقوم بضربه ومن ثم حمله ووضعه في صندوق سيارته، إلا أن المتواجدين في الموقع قاموا بالتدخل، فتمكن في تلك اللحظة من الخروج من صندوق السيارة وغادر المكان فورًا وتوجه إلى شقته فيما انصرف المجني عليه أيضًا من المكان. وادعى المتهم أنه تلقى اتصال بعد هذه الواقعة من  المجني عليه بحوالي نصف ساعة، والذي أبلغه بأنه سيحضر إلى شقته للقاء به مجددًا، وفعلاً حضر المجني عليه نحو الساعة 7:00 مساءً، وكان برفقته شخصين من ذات جنسيتيهما، لكنه لا يعرفهما، وطرقوا عليه باب الشقة ففتح إليهم، ولاحظ أن المجني عليه يحمل في يده سكين خاصة بتقطيع الخضروات، والذي حاول الاعتداء عليه والتهجم بواسطتها لكنه تمكن من الإمساك بيده، وقرر الدفاع عن نفسه. وأضاف انه وأثناء اشتباكهما ومقاومته للمجني عليه تفاجأ بالأخير يصرخ وهو يقول أن السكين ضربته في خاصرته، وقام بمغادرة المكان مسرعًا، ولاحظ أنه ينزف الكثير من الدماء، فيما غادر معه الشخصين الذين كانا يرافقانه. وفي حوالي الساعة 5:30 حضر أفراد الشرطة إلى شقته، وسألوه حول الواقعة، فقرر لهم بأن الذي حدث هو كما ورد أعلاه. وثبت للمحكمة بتقرير الطبيب الشرعي أن الواقعة جائزة الحدوث وفق التصوُّر الوارد على لسان المجني عليه، وقد ترتب على تلك الإصابة الطعنية بالكلى تجلطات دموية بالأوردة العميقة للساق اليسرى، وهي تمثل عاهة مستديمة تقدر نسبة العجز فيها بنحو 7 % فقط. كما ثبت أيضًا في تقرير المختبر الأحياء والبصمة الوراثية بإدارة الأدلة المادية أن المجني عليه هو  مصدر الدماء البشرية المرفوعة من السكين المضبوطة بمسكن المتهم.