+A
A-

جلالة الملك لأعضاء الجالية الأسكتلندية: البحرين وأسكتلندا تجسدان روح التسامح

 استقبل عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير أمس سفير المملكة المتحدة الصديقة لدى مملكة البحرين سيمون مارتن، الذي قدم لجلالته أعضاء الجالية الاسكتلندية في المملكة.

وفي بداية اللقاء صافح جلالة الملك أفراد الجالية الأسكتلندية.

وعزفت موسيقى ترحيبية لجلالة الملك على الطريقة التقليدية الاسكتلندية.

ثم تفضل صاحب الجلالة بإلقاء كلمة سامية فيما يلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة السفير – ضيوفنا الكرام:

إنه لمن دواعي سروري البالغ أن ألتقي بكم جميعا لمواصلة تعزيز روابط الصداقة التي جمعت بلدينا على مر القرون، حيث عمل الشعبان البحريني والاسكتلندي معا، وكانا في تواصل اجتماعي دائم منذ مئات السنين.

إن مملكة البحرين تنظر دائما باحترام بالغ الى الإنجازات الكبيرة للمملكة المتحدة التي لم تتحقق إلا من خلال العمل الشاق الذي يقوم به مواطنو بلدكم نساء ورجالا، لقد اشتهر الشعب الاسكتلندي بالسفر في أرجاء العالم بحثا عن فرص جديدة - ونحن سعداء بوجودكم بيننا هنا في البحرين في اطار مواصلتكم لهذا التقليد.

شكرا جزيلا على جلب خبراتكم ومواهبكم إلى بلادنا، مقدرين بكل عمق الدور الذي تلعبونه في خدمة مؤسساتنا وبناء اقتصاد البحرين، ونأمل أن تشعروا بأنكم هنا في بيتكم، وأنا أعلم فعلا بأن الكثير منكم يعتبر البحرين منزله.

فعلى الرغم مما يبدو من اختلافات بين بلدينا، فان لدينا كثيرا من القواسم المشتركة حيث إن كلا من البحرين واسكتلندا تدفعهما طموحات كبيرة وقيم وتطلعات عليا، وكل منهما يفخر بوطنيته- ومع ذلك كلاهما يجسد روح التسامح، التي بفضلها نحتفي بجميع المجتمعات والتقاليد أسوة بمجتمعاتنا وتقاليدنا. وفي سياق الحديث عن التقاليد، يبدو من المناسب أن نذكر الاحتفال بـ “بيرنز نايت”، الذكرى التي أعلم بمرور بضع ليال على إحيائها، وتكريماً للشاعر الاسكتلندي الشهير، اسمحوا لي بأن أعدكم بأنه في حالة البحرين واسكتلندا، “المعارف القديمة” لن تنسى أبدا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بعدها ألقى سفير المملكة المتحدة لدى البحرين كلمة قال فيها:

صاحب الجلالة

أرجو أن تسمحوا لي بالنيابة عن أعضاء الجالية الاسكتلندية في البحرين اليوم أن أشكركم على دعوتكم الكريمة، وعلى هذه المبادرة الرائعة لتكريم إسهامات اسكتلندا والاسكتلنديين في المملكة.

العلاقة بين المملكة المتحدة والبحرين هي علاقة فريدة من نوعها، فلدينا الكثير من المصالح المشتركة والعديد من العناصر المشتركة في تاريخنا، وقد تم إبراز كل ذلك بشكل واضح من خلال الاحتفال ب 200 عام من علاقتنا الرسمية.

صاحب الجلالة

عندما وصلت إلى البحرين للمرة الأولى لتولي منصبي، شجعتموني على التعامل مع ذكرى 200 سنة من العلاقات الرسمية سنة 2016 بحماسة وطاقة ايجابية، وفي الواقع حددتم لنا أن ننظم 200 فعالية للاحتفال بذكرى المائتي سنة، ويسرني أن أقول أننا تمكنا من تنظيم أكثر من 200 فعالية.

وخلال سنة “المائتين” احتفلنا بعلاقاتنا الثقافية وعلاقتنا التجارية وتعاوننا التاريخي في مجال الدفاع والتحديات المشتركة التي تواجهنا في مجال الدفاع والأمن في الوقت الراهن، كما سلطنا الضوء على كل الأمور الرائعة في قطاع التعليم، أهم شيء، ركزنا على العلاقات الشخصية غير العادية القائمة بين شعبي بلدينا.

صاحب الجلالة

اسمحوا لي بالقول إن تركيزكم على دور الجالية الاسكتلندية في البحرين هو أمر مناسب جدا، وأنا هنا لا أريد أن أخطف الأضواء من رئيس جمعية كاليدونيا عوالي الذي سوف يلقي كلمته بعدي، ولكن من الجدير أن نذكر أن أول جمعية من هذا القبيل في البحرين أسست في عوالي، مقر بابكو الرئيسي.

وقد ساهم العديد من رجال ونساء النفط الاسكتلنديين في تطوير صناعة النفط في البحرين، والآن بطبيعة الحال فان صناعة النفط والغاز الاسكتلندية مشهورة في جميع أنحاء العالم، ولكن الاسكتلنديين جاءوا لأول مرة إلى البحرين عقودا عديدة قبل اكتشاف النفط في بحر الشمال.

ولا شك في أن الاسكتلنديين هم الذين جلبوا رياضة الغولف إلى البحرين، كما أن اسكتلندي عصري مشهور، كولين مونتجومري، هو من صمم الملعب المعروف بتحدياته الرياضية والتي تواجهنا اليوم في نادي الغولف الملكي! كما أن هناك العديد من الروابط التاريخية الرائعة الأخرى بين هذين البلدين - البحرين و اسكتلندا.

ولكن أفضل أن أركز على الوقت الحاضر، فمن الواضح من الأعضاء أن الجالية الاسكتلندية هنا اليوم، يا صاحب الجلالة، لديها تواجد حيوي وملحوظ في مملكتكم، فالرجال والنساء والأطفال الاسكتلنديون منسجمون بأسلوبهم الحاص مع نسيج المجتمع البحريني، ويساهمون في تنمية بلدكم وفي نفس الوقت يستمتعون بكرم الضيافة الأصيلة في بلدكم، وهذا يشمل أيضا رجال ونساء الأعمال والمعلمين والفنانين وقادة المنظمات المجتمعية وحتى الدبلوماسيين، فبالرغم من لهجتي الجنوبية فأنا فخور أن أقول أن على الأقل نصف جذوري من اسكتلندا.

كما أن الصلات قوية بنفس القدر في الاتجاه الآخر، فعضوية جلالتكم الفخرية في نادي الغولف الملكي والعريق هي شهادة على مودتكم الخاصة على حد سواء لإسكتلندا وللجولف، وكذلك وجود الترتان الملكي البحريني المتألق باللون الأحمر من العلم البحريني واللون الأزرق من علم إسكتلندا، كما أن العديد من البحرينيين يزورون باستمرار اسكتلندا وتغلبوا على التحديات المناخية للدراسة في أرقى الجامعات في المملكة المتحدة، بما في ذلك ادنبره، غلاسكو وسانت اندروز.

وأتساءل يا صاحب الجلالة عما إذا كان سيكون مفاجئا أن نعرف أن واحدا من كل 1000 بحريني قد تخرج بدرجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستراثكلايد.

إن هؤلاء الخريجين البحرينيين الاسكتلنديين متواجدون اليوم في قطاع الأعمال والقطاع الحكومي في البحرين، مما يجعلهم يساهمون فعليا في عملية الإصلاح الاقتصادي والتنمية والتي أدرك أهميتها في رؤية صاحب الجلالة للمستقبل.

لذا، يا صاحب الجلالة، إنه مصدر فخر كبير لي، كسفير بريطاني، أن ترغبوا في تكريم الجالية الاسكتلندية في مملكة البحرين.

ولكم منا جزيل الشكر..

كما ألقى رئيس جمعية كالدونيان عوالي ايوان ريكي كلمة جاء فيها:

صاحب الجلالة، أصحاب السمو، أصحاب السعادة، سيداتي وسادتي، زملائي الأسكتلنديين وأصدقاء اسكتلندا

بالنيابة عن جمعيتي كاليدونيا عوالي و كاليدونيا المنامة وبإسم الجالية الاسكتلندية، أود أن أشكر صاحب الجلالة على تكريمنا بهذه الدعوة الكريمة والترحيب بنا جميعا هنا وفي هذا اليوم.

أود أن أعبر ببضع الكلمات عن البحرين و لماذا نحن الاسكتلنديين نحب أن نعيش هنا مع عائلاتنا.

ما هو تعريف الوطن؟ قد يكون تذوق طبخ أمك أو ربما هو الشعور لما تقرأ قصة لأطفالك عند النوم، أو ربما انه أن تتقاسم وجبة مع الأصدقاء حول طاولة عشاء صاخبة أو ببساطة التلذذ بشرب الشاي في سلام وهدوء في الحديقة المنزلية.

الوطن هو الأشخاص الذين نتعامل مهنيا واجتماعيا معهم، والوطن هو أيضا العلاقة الخاصة بيننا وبين متلكاتنا الشخصية وفي نهاية المطاف هو المكان الذي نقرر أن نعيش فيه، والوطن لا يعرّفنا فقط كأفراد، وإنما يشكل أيضا وطننا - وبالنسبة للعديد من الاسكتلنديين من مهن وخلفيات متنوعة ومن جميع مناحي الحياة، البحرين هي بيتنا ووطننا.

ولماذا هذا الوصف بالذات؟.

أعتقد أن الأمر يتعلق بحرية الدين والثقافة التي نتمتع بها وبالأمن والآمان في ببيئتنا المهنية والمنزلية، وبالحياة الاجتماعية التي نعيشها هنا في البحرين.

أنا محظوظ أني أعمل في بابكو وأنا أتعامل مع العديد من الجنسيات والثقافات المختلفة وأستطيع أن أقول لكم أنه لا حدود لطبيعة البحرينيين الودية، ولسبب غريب جدا لديهم تروق لنا الاسكتلنديين! البحرينيون أصحاب القلوب الدافئة يجعلوننا نشعر بأننا في بيتنا وفي وطننا.

كما أني سافرت إلى الخارج عدة مرات مع وفد “هذه هي البحرين” وأنا أعرف شخصيا أن أعضاء هذه المجموعة والذين هم من جميع الجنسيات، هم أيضا فخورون جدا بأن تكون البحرين وطنهم، ولذلك هذا الحب للبحرين ليس حصريا لدينا نحن الاسكتلنديين.

في العام الماضي، استضاف السفير البريطاني سيمون مارتن مجموعة من الاسكتلنديين في السفارة احتفالا بليلة القديس أندروز، وسرني أن أرى عددا كبيرا من البحرينيين مدعوين أيضا للاحتفال بهذه المناسبة، وفي الحقيقة تساءلت عن سبب وجود العديد من البحرينيين في احتفال اسكتلندي، واتضح لي في ما بعد أنهم إما درسوا في إحدى الجامعات الرائعة لدينا في اسكتلندا، أو يعملون في اسكتلندا أو لديهم ارتباط مع اسكتلندا، والجميع كانوا فخورين جدا بها، وكوّن هذا الارتباط مشهدا رائعا.

صاحب الجلالة..

نحن ممتنون جدا للحرية التي منحتوها لنا لتأسيس نوادينا وجمعيتينا، فجمعية كالدونيان عوالي أقامت السنة الماضية حفل القديس أندروز السنوي الثاني والثمانين، كما أننا احتفلنا الأسبوع الماضي بالعشاء السنوي الثالث والثمانين تكريما للشاعر الاسكتلندي روبرت بيرنز، ولذلك أعتقد أنه بالامكان القول نحن هنا لنبقى! نود أن نوجه دعوة لجميع الاسكتلنديين وأصدقاء اسكتلندا، وخصوصا لأصدقائنا البحرينيين، للانضمام إلى احدى الجمعيتين الكاليدونية في البحرين، فنحن، تماما مثل البحرينيين، نرحب بالجميع ونفرح بتنوعنا.

صاحب الجلالة..

مرة أخرى، نعبر نحن الاسكتلنديين عن عميق امتناننا لكرم ضيافتكم.

هذا وقدمت هدية إلى جلالة الملك باسم الجالية الاسكتلندية بهذه المناسبة.