+A
A-

استعنتُ بأطباء نفسانيين في مسلسل “أماني العمر”

من أهم مميزات المخرج الشاب حسين الحليبي هو عدم اكتفائه بما موجود في النص، بل لابد أن يضيف عليه من رؤيته وحسه، ولا يتخلى عن هذه النسبة من الإضافة مهما حصل؛ لأن النص من دون رؤية المخرج ليس له أي قيمة، ولا يمكن أن يثري، فالخلق والإبداع هي شجرة المخرج المثمرة، وفي مسلسل “أماني العمر” الذي يتصدى لإخراجه الحليبي، وانتهى تصويره قبل أيام تتعدد الأصوات والاتجاهات وتاريخ حافل بالأحداث والمغامرات، ولكن المشرف على الأحداث هنا ..أسطورة الحليبي!

مسلسل “أماني العمر” من تأليف الكاتب محمد الكندري، وبطولة هنادي الكندري، وغدير السبتي، وأميرة محمد وجمعان الرويعي، وإلهام علي وصابرين بورشيد وآخرون. “البلاد” زارت موقع تصوير الحلقات الأخيرة من المسلسل بمنطقة توبلي وسجلت هذه الوقفة مع المخرج الحليبي:

 

“الجو أشبه بورشة عمل”

يقول عن التجربة... بالتأكيد هي تجربة متميزة خاصة وإنني لأول مرة اشتغل مع المنتج الكويتي باسم عبدالأمير، والذي يعد من أهم المنتجين في المنطقة حاليا، وهي كذلك فرصة رائعة بالنسبة لي.

ما يميز مسلسل “أماني العمر” هو الجانب النفسي والحالات التي تستفز المخرج لعمل دراسة كافية قبل الشروع في العمل، ففي هذا المسلسل هناك أربع بنات يعانين أمراضا نفسية، ولابد من دراسة دقيقة لهذه الحالات؛ حتى يقتنع المشاهد بالحالة الموجودة عند كل بنت، لقد اشتغلت بما الكفاية على النص، وكان لابد أن أكون دقيقا في الجانب العلمي؛ لمعرفة الأمراض التي سأقدمها للمشاهد، وبالفعل قمت باستشارة أطباء نفسانيين، وأخذت منهم سلوكيات كل مريض؛ لكي أكون داخل إطار الواقع المعقول، بالرغم أنه ليس بالضرورة أن تقدم الدراما الأمور الحقيقية التي نشاهدها في الواقع، وإنما على الأقل الاقتراب منها. وأنا ليس من النوع الذي يقدم النص كما هو مكتوب، وإنما أحب وضع رؤيتي وإضافاتي وخاصة في مسألة الشخصيات التي أتعمق فيها كثيرا وأسبر أغوارها لأكتشف حقيقتها، فالطرح السطحي بالنسبة لي مرفوض ولا أرضى إلا بالقوة في كل تفاصيل العمل حتى لو كانت صغيرة.

وأضاف الحليبي...بالنسبة عن فريق العمل، فهو فريق ممتاز جدا خصوصا الممثلات اللاتي أتقن الدور بشكل دقيق من خلال البحث والنقاش والمحاورة الدائمة، ولذلك كان الجو أشبه بورشة عمل، وأسفرت عن عمل أتمنى من كل قلبي أن يكون متميزا.

“رحلة مشوقة”

وبدوره، قال الفنان القدير جمعان الرويعي الذي يؤدي في المسلسل دور “عادل”، لأول مرة اجتمع مع المخرج حسين الحليبي، وهي بلاشك تجربة جديدة بالنسبة لي ولابد لأي فنان أن يخوض التجارب خاصة إذا كانت ستضيف إلى مشواره الفني. قصة العمل جميلة خاصة، وأن الأحداث عن أربع بنات يعانين أمراضا نفسية، وهذا الأمر بطبيعة الحال يحتاج إلماما كاملا بالحالات، وكيفية التعامل معهن، ودائما الأعمال التي بها حالات خصوصا تحتاج جهدا مضاعفا؛ كونك تتعامل مع شخصيات غير سوية.

وأردف الرويعي...أنا على يقين بأن العمل سينال إعجاب المشاهدين، وسيتمتع برحلة مشوقة مع الشخصيات بمختلف أطوارها.

“فلسفة الأماني الزائفة”

المنتج باسم عبدالأمير قال في تصريحات إعلامية سابقة في إحدى الصحف الكويتية “تلك الفتيات يعشن ويرتبطن بأحداث متقاربة في الزمان والمكان الذي تدور فيه هذه المعايشة في مستشفى الأمراض النفسية، ولكل واحدة منهن غرفة خاصة، حيث وقعت لهن أحداث متراكمة من حياتهن في سن مبكرة قلبتها رأسا على عقب، بالتالي يعشن واقعا يوميا من المواقف والمفارقات والأحداث، حيث تزور المستشفى باحثه اجتماعية ودكتورة نفسية اسمها “سعاد”، تجسد شخصيتها الفنانة هنادي الكندري، والتي تعمل على بحث حول موضوعات مرتبطة بقصص تلك الفتيات الأربع، وتبدأ بتقديم مقابلة مع كل واحدة منهن، وتكتشف من خلال كل قصة أمورا كثيرة.

ولا تكتفي الدكتورة بجمع المعلومات فقط، لكنها تذهب إلى المحيط الذي عاشت فيه كل فتاة لتكتشف مفاجآت كثيرة في كواليس حياة كل فتاة منهن، وتواجه العديد من المعاناة في كيفية معرفة القصص الحقيقية لكل فتاة، وتصدم ببعض المعلومات غير الصحيحة التي قدمتها لها كل فتاة، وفي نهاية المطاف تبدأ في بإجراء بحث حولهن، وتقوم بنشره عن طريق كتاب ويحقق أعلى مبيعات، ويحمل الكتاب أو الرواية اسم “أماني العمر”، وتشرح من خلاله فلسفة الأماني الزائفة التي قد تعيش الفتيات عليها بعيدا عن واقعهن المرير والأليم.