يبدو أن هناك توترا حقيقيا في العلاقات بين ترامب شخصيا والإعلام الأميركي برمته، فالرئيس الأميركي لم يتوان عن وصف كثير من الإعلاميين الأميركيين - وشبكاتهم الإخبارية - بالمزيفين وغير الصادقين، بل إنه وبمجرد سماعه سؤالا لا يستهويه، يقوم مباشرة بسؤال الصحافي عن الجهة المسؤولة عنه، وبات الأمر متأزما للغاية لكل من يتابع عن كثب ردود أفعال الرئيس الأميركي حول الكثير من الأسئلة، خصوصا تلك الأخيرة المتعلقة بزيارته الشرق الأوسط والخليج.
ترامب شخصيا يرى أنه حقق الكثير من الصفقات الناجحة في زيارته الأخيرة لدول الخليج العربي، لكنه متعب جدا وغير راض عن تعامل وسائل الإعلام الغربي وإدارتها أخبار الزيارة، خصوصا من قبل الإعلام الأميركي المحلي، وأصبح ترامب كمن يقول “أنا أشير للقمر والأحمق ينظر لإصبعي”، فقد باتت الأسئلة تثير استنفاره في الرد!
هذا الجو المتوتر بين ترامب ووسائل الإعلام بدأ يأخذ منحى جديدا، خصوصا مع انتهاء زيارته دول الخليج واستمرار أصدائها ومحاولة بعض الإعلاميين الاصطياد في الماء العكر وسحب تصريحات لترامب حول الأزمة الروسية الأوكرانية، وقد رفض ترامب وصف بوتين بأنه يهاجم أوكرانيا، مؤكدا أن الوصف غير دقيق ولا توجد به أية مصداقية، واضعا بذلك وسائل الإعلام الأميركية في مأزق حقيقي، لا لشيء سوى أنها ستعمل قريبا على مهاجمته وغرس أنيابها فيه بغزارة وبشكل مباشر ومكثف خلال هذه الفترة التي قد تمتد إلى أن تصل لمبتغاها!