كنت أعتقد أن “الترند” يمس الملابس وصرعات الموضة وبعض المصطلحات الدخيلة على اللهجات العامية أو اللغات الأصيلة، لكنني لم أتوقع أن يصبح “الترند” نهج حياة أو حتى أكون أكثر قربا وهما كبيرا للقطيع، فالآن أصبح “الترند” لا يمس تلك الأمور البسيطة، بل أصبح يدخل في منهاج الحياة، ومثال ذلك تجد الهبة تأتي في هيئة مشروع أون لاين، فكل فتاة تحاول جاهدة أن يكون لها وجود أو فائض مادي بسيط إضافي أو حتى مرتكز مادي حقيقي، ولا مشكل في ذلك سوى أن المسألة لا تأخذ محمل الجد وتكون بدون دراسة حقيقية، إنما “طربة وترند” مثل البقية، فجارتها وأختها وبنت خالتها لديهن مشروع أون لاين، فلم لا أزيدهن مشروعا إضافيا غير ناجح.
هي تدرس بعد الانتهاء من تخرجها من المرحلة الجامعية، وهي ليست موظفة أساسا، لكنها قررت أن تعالج المشكلة بمشكلة أكبر، وتزيد عبء الدراسة ومصاريفها دون أن تخطو خطوة حقيقية في وظيفة تثبت فيها ذاتها وتترقى من خلالها ثم من بعد ذلك تقوم بإكمال دراستها العليا حتى تزيد نجاحها نجاحا آخر، بل هي تدرس لأن صديقتها ميم قررت أن تدرس، وصديقتها صاد الموظفة تدرس، فلماذا لا تقوم هي الأخرى بالدراسة!
هو يشتري سيارة أحلامه بعد ثلاثة شهور من توظيفه، وقرر أن يدفع 60 % قسطا من معاشه لشراء السيارة التي يطمح، لكنه لم يتفكر قليلا إن كان سيستمر فعلا في عمله أم لا، ولم يتفكر أيضا في بقية معاشه هل يكفيه لنهاية الشهر أم لا. هو أراد فقط أن يخرج في سباق زاه مع أصدقائه الذين سبقوه في الوظيفة منذ أعوام حيث تتفوق سيارته الأنيقة السريعة على بقية سيارات المجموعة، ولم يفكر في أن هؤلاء قد يكونون تدرجوا في جمع مصاريف السيارة أو ترتيب أولوياتهم حتى يقتنون ما يحبون!
خلاصة القول.. “الترند” لم يعد أمرا بسيطا، بل أصبحا وهما كبيرا يجر القطيع الأكبر نحو أمور غير مدروسة، وإن كان ظاهرها محمودا إلا أن في طياتها عبئا كبيرا غير مدروس بالمرة قد يتجرعه الكثيرون عند مراجعة حساباتهم.