في كل مرة ألاحظ فيها عربات الطعام المتنقلة في شوارع المملكة ينتابني شعور بضرورة التوجه إليها وتجربة ما تقدمه، أولا لدعم المنتج المحلي، وثانيا لإشباع فضولي الصحافي الذي لا يهدأ، والملاحظ في كل مرة أن الشباب العاملين في تلك المشاريع الصغيرة يبذلون قصارى جهدهم للوصول إلى أكبر فئة مستهدفة وانتشار منتجهم والتربح منه، إلا أن قلة قليلة فقط من تراعي عددا من الأمور ومنها الجودة المطلقة، والسعر المعقول، والأفكار الخلاقة، فأغلب ما حولنا من مشاريع طعام هي للأكلات السريعة والمقبلات وبعض المشاريب ولا جديد!
كل ما سبق جعلني أركز أكثر فيما يتم تقديمه ليس داخل مجتمعنا فقط، إنما أصبحت أتوق للنظر إلى ما يوجد من مشاريع صغيرة في البلاد المجاورة أو حتى عبر القارات، واستوقفني مشروع بسيط لعربة طعام في الولايات المتحدة الأميركية، تقدم طعاما حلالا وبكمية وفيرة وبسعر قليل شرط أن تجلب أنت صحنك معك! وهذا يعني أن المشروع توافرت فيه المقومات التي سردتها فيما سبق “الجودة والسعر المناسب والفكرة المبتكرة”، فكل زبون يقوم بجلب أكبر كيس شبس من أية بقالة مجاورة ويطلب من فريق العربة أن يقوم بملئه له سواء باللحوم أو الخضروات أو الصلصات، ناهيك عن كمية الأجبان التي توضع فوق ذلك كله! الوجبة الجديدة لاقت رواجا هائلا في الولايات المتحدة، بل إن كثيرا من مواطني دولة كندا المجاورة باتوا يأتون قاطعين مسافة ست ساعات للأكل من هذه العربة التي لا تتوقف طوابير الزبائن عليها، فيما لا تتجاوز تكلفة الوجبة التي تكفي لتقسيمها لثلاث وجبات لضخامة كمية الطعام فيها عشرة دولارات!. 
إذا نحن فقط نفتقر إلى الابتكارات المتميزة في مجال المشاريع الصغيرة، خصوصا في صناعة الطعام! وإن وجدت الابتكارات للأسف تصعب الاستدامة على شرائها، خصوصا إن كان عدد أفراد العائلة كبيرا وسعر الوجبة مبالغا فيه! فلنفطن إلى مفاتيح بسيطة تتلخص في الجودة والسعر البسيط والابتكار الدائم حتى تنجح مشاريع شبابنا ولا نغتم كلما أفل مشروع وغاب عن الخارطة!.