كانت مفاجأة الموسم الدرامي الرمضاني مسلسل “لام شمسية”، والذي بدأ أولى حلقاته بعد انتصاف الشهر الكريم لنتفاجأ بمستوى عال جدا من الأداء على مستوى التمثيل وكتابة السيناريو والإخراج كاملا، فالمسلسل يناقش قضية تعتبر “تابو” يغزو كثيرا من المجتمعات، ولمن لم يتابع المسلسل فهو يعرض قضية التحرش بالأطفال لكن بطريقة احترافية تفوق الوصف تجعل من يشاهد الوقائع يتمنى لو كان جزءا من العمل حتى يسدي للمتحرش (كفا) صادقا نابعا من قلب شخص طبيعي بالإضافة إلى (ركلات) إلى كل أم وأب تهاونوا في أداء واجبهم تجاه فلذات أكبادهم، وهكذا تكون الأعمال التي تصل إلى القلب فيتفاعل معها المشاهد ويتعلم منها بكل تأكيد.
وعن التعلم أحكي هنا الكثير، فالعمل الذي يلاقي الآن رواجا ومشاهدة عالية يُعلم الآباء والأبناء كيف من الممكن أن يخدعكم المتحرش بمثاليته العالية وفنونه في إيقاع ضحاياه، وكيفية انتقائه لهم، ويعلمنا جميعا كيف لنا أن نتصرف في حال وقع لطفل ما أي حادث من الممكن أن يتم التعدي فيه على سلامته النفسية والجسدية والعقلية أيضا، والحقيقة أن العمل رغم قصر حلقاته إلا أنني على يقين بأنه أفضل عمل رمضاني لهذا العام.
ناهيك عن كل ما ذكرت، فهناك الأداء الراقي والتصوير الخلاب واللقطات المدروسة، بل كل التفصيلات المدروسة للعمل، بما فيها اسم العمل الذي تم فيه تعمد اختيار اللام الشمسية - التي تعدم أثناء النطق - إشارة لصعوبة البوح بمثل تلك القضية.
وجعلها من المحرمات التي يخاف المجتمع مواجهتها، هذا كله يرفع العمل إلى منطقة أخرى، منطقة يجب أن يتجه لها الجميع، عندما تعلمنا الدراما وتصبح درسا من الفن والمتعة والمعلومات، وهكذا يجب أن تكون الدراما العربية والمصرية بالتحديد التي نحب أن نشاهدها ونتعلم منها. فهنيئا نجاح العمل وهنيئا لكل طاقم العمل.

كاتبة وأكاديمية بحرينية