استيقظت صباحا لأجد نفسي أتوق لفطور بحريني أصيل مع كثير من البهجة واللمة وبعض الراحة النفسية التي تحدث عندما نقوم بزيارة سوق المزارعين الذي انتهت مدتها المعهودة من كل عام، وتبادر إلى ذهني سؤال واقعي: لماذا لا تستمر هذه السوق طوال السنة؟ لماذا لا نقوم بخداع الجو والاستمرار بتقديم الأطعمة شتاء أو ربيعا في الأماكن التي اعتدنا عليها فيما تنتقل السوق بأكملها إلى سوق مسقفة ومغلقة وباردة ومكيفة في الأوقات الأكثر حرارة في ذروة الصيف، حيث يستمر المزارعون في عرض نتاجهم الرائع، وتستمر العوائل في إيجاد مكان موثوق للذهاب إليه كعائلة بكل أريحية كما تعودنا جميعا.
الحقيقة أن أغلب الدول، خصوصا تلك التي تملك صيفا جريئا بذروة دافئة، تحاول إيجاد حلول صيفية لأماكن الترويح عن النفس، كوجود المجمعات والمطاعم، لكن الأجمل استمرار عدد من الفعاليات عن طريق إيجاد حلول لها في فصل الصيف، خصوصا إن كانت بعض هذه الفعاليات تخص العائلة كاملة ولها علاقة وطيدة بالمزارع البحريني وتعتبر فعالية اجتماعية ثقافية عائلية رائعة!
ومضة
كنت في زيارة سريعة إلى “عالم البحار” في إمارة أبوظبي، وألهمني كثيرا نقلهم بيئة القطب الجنوبي ومحاكاتهم لها وجلبهم البطاريق للعيش في تلك البيئة، كما اطلعت على عدد كثير من قروش البحر وبعض الأسماك التي تحتاج إلى عمق كبير للعيش في المحيط.
وتساءلت كيف استطاعوا ببراعة خداع الجو ومحاكاة البيئة الأصلية لتلك الكائنات؟ وباتت الإجابة عن تساؤلاتي تكمم في إمكانية حدوث ما نرغب به إن أردنا أن نقوم فعلا بذلك.