الأخبار المدوية التي تناقلتها وسائل الإعلام الكلاسيكية والحديثة حول الحرب الشرسة القائمة حاليا بين الصين وأميركا جعلت الكثيرين يعيدون حساباتهم حول مقتنياتهم من الماركات العالمية، وهو مؤشر خطير قد يؤدي إلى حالة وعي جماهيري من الممكن أن تخلف كسادا لتلك الماركات، وهذا التصور ليس بعيدا، خصوصا أن هناك تجربة حتمية وواقعية لبعض موجات المقاطعة لبعض المنتجات، أدت إلى تراجع أو إغلاق محلات كبرى معروفة حول العالم، لكن الضربة هذه المرة ليست للمنتجات ذات السعر المقبول أو اليسير أو التي تستطيع أكثر فئات المجتمع شراءها، بل هي موجة موجهة لتلك المنتجات التي يشتريها الأثرياء ويحاول أفراد الطبقة المتوسطة اللحاق بهم لشرائها، متخيلين أنهم بذلك تحصلوا على صك القبول من مجتمع الأثرياء! لكن حتمية أن يكون هذا الوعي الجمعي متواجدا لا يمكن الرهان عليها، خصوصا أن هناك فئة يهمها أن تعزف بقية فئات المجتمع عن اقتناء ما يرمز إلى الثراء أو قبول وجوه جديدة معهم في نفس المستوى الاجتماعي!
ولكي تتخيل، عزيزي القارئ، مدى سوء الوضع وأنا على يقين بأنك تلمسه، فكثير من الشباب يعملون لساعات طويلة جاهدة لا لتوفير مسكن أو حاجة ملحة بل لشراء شنطة أو ساعة أو سيارة، لإرضاء المجتمع والتباهي بها، ولا أزكي نفسي ولا غيري، فالكل وقع ضحية إرضاء المجتمع واللحاق بركب الموضة في حالة من الانقياد وراء ما هو مختلف وغالٍ وسعره فيه كما كنا نظن، خصوصا معشر النساء! فهل يا ترى نعيد حساباتنا من جديد؟
ومضة
اليوم مررت على أحد المحلات التجارية بعلامة محلية، وقررت بكل ثقة أن أضع مبلغا من المال لشراء ما تقدمه هذه العلامة.
فهي ذات صيت طيب وأسعارها في متناول الجميع، ولا أعلم إن كان تصرفي نابعا من حبي لدعم المنتج البحريني أو لأنني قررت أن أستيقظ، ولا يعني كلامي أن أرفض شراء الماركات لكن الوضع الآن يحتاج إلى الكثير من التفكير ووضع الأولويات.