العدد 6055
الثلاثاء 13 مايو 2025
banner
لحظة ضعف
الثلاثاء 13 مايو 2025


كم يا ترى عدد لحظات الضعف والانكسار التي مرت علينا خلال مسيرتنا الحياتية؟ هي بلا شك ليست قليلة وتعد طبيعية لأنها متزامنة مع طبيعة الحياة التي لا تخلو من الابتلاءات ولا تخلو من تلقيننا دروسا كثيرة، ولعل الناجح هو الذي يفسر ما يحدث وفق قواعد إيمانية عميقة وفهم دقيق للفلسفة الروحانية.
لحظة الضعف تلك تكون خارجة عن السيطرة والإدراك، وهي أصعب اللحظات التي يتم فيها اتخاذ قرارات خاطئة قد تكلف الإنسان حياة بأكملها، خصوصا إذا قرر أن يسير في دروب الإدمان الموحشة باختلاف أنواع التعاطي مع عدم القدرة على طلب المساعدة أو الرغبة الحقيقية في التوقف. 
في تلك المرحلة المهزوزة من حياة الإنسان تصبح لحظات الضعف سهلة وميسرة، وفي الواقع هذه اللحظات ليست وليدة لحظة واحدة فقط أو نكبة حياتية واحدة، بل قد تكون خلاصة تراكمات ومشكلات نفسية وضغوط لم تتم معالجتها أو أحياناً هناك قصور معرفي في إدراك حجم المعاناة لتتم ترجمة كل هذا الضعف في سلوك مدمر قد يترتب عليه دمار حياة شاملة، فما يتم إدراكه بعد رحلة التعافي من الإدمان مختلف عن ما قبل الإدمان، وكأن الصورة الحقيقية للشخص تصبح قمة في النضوج بعد المرور بتجربة قاسية مؤذية ومهلكة للنفس.
ولأن النفس البشرية بطبيعتها تتفاعل مع ما يحدث من حولها وتشكل ردات فعل لمواجهة طوفان الضغوطات المتوقعة وغير المتوقعة، وجب عدم الاستهانة بتفقد الذات واحتياجاتها، خصوصا من قبل الأشخاص الذين تقع على عاتقهم التربية باختلاف مواقعها، ويفترض أن تكون أعينهم يقظة وحواسهم متفاعلة، ليس كل هدوء هو ترجمة للراحة وليس كل صمت يعني أنهم بخير.

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية